الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


مقتل 37 وجرح عشرات بهجمات متفرقة في العراق

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢



بغداد - (أ ف ب): قتل 37 شخصا على الاقل بينهم عناصر في الشرطة والجيش واصيب اكثر من 150 بجروح في هجمات منسقة امس الخميس استهدفت بغداد وخمس محافظات اخرى، وتعتبر اخطر اعمال عنف يشهدها العراق منذ شهر. واوضحت مصادر امنية وطبية لوكالة فرانس برس ان التفجيرات وهي الاعنف منذ مقتل 50 شخصا في 20 مارس بسلسلة هجمات مشابهة، شملت اكثر من 17 موقعا في ست محافظات، ونحو 33 هجوما بينها 14 سيارة مفخخة و13 عبوة ناسفة ولاصقة وثلاث هجمات انتحارية.
وقتل 22 مدنيا وعشرة عناصر في الشرطة واثنان من الجيش وثلاثة من عناصر الصحوة في هذه الهجمات التي لم تتبناها اي جهة، علما ان تنظيم القاعدة في العراق سبق أن تبنى هجمات مماثلة في الماضي.
واكدت وزارة الداخلية في بيان ان «العصابات الارهابية اقدمت على تفجير عدد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة»، معتبرة ان هذه «العصابات تريد بذلك التواصل مع داعميها الاقليميين بالحصول على امدادات مالية». واوضح مصدر في وزارة الداخلية لفرانس برس ان «17 شخصا قتلوا في بغداد ومحيطها واصيب 97 بجروح في سلسلة انفجارات وقعت صباح أمس».
وأضاف أن «11 شخصا قتلوا واصيب 62 آخرون في انفجار عدة سيارات مفخخة في بغداد استهدفت احداها موكب وزير الصحة، بينما قتل ستة اشخاص واصيب 29 بجروح في هجومين بينها تفجير انتحاري في التاجي (25 كلم شمال بغداد)». وأكد مصدر في وزارة الصحة لفرانس برس ان «الوزير مجيد حمد امين بصحة جيدة».
وذكر المصدر في وزارة الداخلية ايضا ان «جنديا قتل واصيب ستة بجروح في هجوم انتحاري ضد مقر للجيش في الطارمية (45 كلم شمال بغداد)». وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد) «قتل ثلاثة من عناصر الصحوة واصيب ستة بجروح في هجومين بسيارتين مفخختين استهدفا نقطتين للتفتيش يقيمها عناصر من الصحوة وسط المدينة»، وفقا لمقدم في شرطة سامراء وقائد صحوة المدينة مجيد عبدالله. وقال العميد سرحد قادر مدير شركة الاقضية والنواحي في كركوك ان «مسلحين استهدفوا قرية الملحة (40 كلم شمال غرب كركوك) بست عبوات ناسفة مما ادى إلى مقتل خمسة اشخاص بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش واصابة ستة بجروح».
وفي وقت لاحق استهدفت سيارة مفخخة موكب العميد في الشرطة طه صلاح الدين في جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد) مما ادى إلى مقتل شرطيين واصابة 15 شرطيا ومدنيا بجروح، وفقا لمصدر امني رفيع المستوى. كما استهدفت سيارة مفخخة اخرى في حي الضباط وسط كركوك، منزل مدير عام هيئة الاستثمار صلاح عبدالرحيم البزاز، مما ادى إلى مقتل شرطيين واصابة ثلاثة اخرين بجروح، بحسب المصدر الامني ذاته. وفي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، قتل ضابط في الشرطة برتبة ملازم اول واصيب اربعة من افراد عائلته جراء هجوم انتحاري استهدف الضابط داخل منزله، وفقا لمصدر في الجيش العراقي ومصدر طبي في مستشفى بعقوبة. وانفجرت سيارة مففخة في وسط بعقوبة مما ادى إلى مقتل عنصرين في الشرطة واصابة شرطيين آخرين بجروح، وقتل شرطي بنيران مسلحين مجهولين في المنصورية شمال بعقوبة، فيما اصيب ستة اشخاص بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين في شمال وغرب بعقوبة.
وقتل احد عناصر الشرطة واصيب اثنان اخران بجروح في هجوم مسلح استهدف مقرا للشرطة في الحديد (15 كلم غرب بعقوبة)، كما قتل شرطي بانفجار عبوة ألصقت على سيارته وسط بعقوبة، وفقا لضابط برتبة رائد في الشرطة. وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد)، اصيب احد العاملين في مصفى نفط بيجي بجروح جراء هجوم مسلح بقذائف صاروخية، بحسب مصدر في الشرطة.
وقتل شخص واصيب تسعة بجروح بينهم اربعة من عناصر الشرطة في انفجار سيارتين مففختين استهدفتا دورية للشرطة وسط الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وفقا لمصادر في الشرطة. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، اعلن مصدر في الشرطة اصابة ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل مطعم وسط المدينة.
وجاءت انفجارات يوم أمس في وقت يشهد فيه العراق ازمة سياسية مستمرة منذ انسحاب القوات الامريكية نهاية العام الماضي، على خلفية اتهامات لرئيس الوزراء نوري المالكي بتهميش خصومه السياسيين. وحملت النائبة ميسون الدملوجي وهي المتحدثة باسم قائمة «العراقية» التي يقودها اياد علاوي رئيس الحكومة «المسؤولية عن تحقيق الامن والسلامة للمواطنين»، منتقدة في بيان «ضعف الخطط الامنية». كما طالب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي «قادة الاجهزة الامنية بتحمل مسؤولياتهم»، معتبرا ان الهجمات تأتي «تزامنا مع سعي جهات معينة في استغلال الازمات الداخلية من اجل بث الفتنة الطائفية والعنصرية».
واعتبر النائب علي شبر المقرب من المجلس الأعلى الإسلامي في العراق أمس أن الانفجارات التي هزت مناطق متفرقة من البلاد وأوقعت عشرات بين قتيل وجريح تعد «انعكاسا للاضطرابات والخلافات السياسية في البلاد». وقال شبر عضو التحالف الوطني، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «بالتأكيد انه يوم حزين على العراقيين لان المسئولين محصنين في أماكنهم والضحية هو المواطن، إن ما يجري هو انعكاس للاضطرابات والخلافات السياسية».
وأضاف أن البلاد مليئة بالأجندات مثل البعثيين وتنظيم القاعدة أضف إلى ذلك الخلافات السياسية وهذه كلها تصب في اتجاه اتساع وتيرة العنف وعلى الجميع أن يعي هذه المخاطر من أجل الحفاظ على أرواح الناس. واستغرب النائب العراقي تأجيل اجتماع «المؤتمر الوطني» بين الكتل السياسية والذي كان مخصصا لمعالجة المشاكل الأمنية وإيقاف إراقة الدماء.