الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


البشير يتوعد بمعاقبة جنوب السودان

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢



الخرطوم - (ا ف ب): هدد الرئيس السوداني عمر البشير أمس الخميس بتلقين حكومة جنوب السودان درسا «بالقوة» بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، مشككا في احتمال اصدار الامم المتحدة عقوبات ضد دولة جنوب السودان. وقال البشير لتجمع من مقاتلي الدفاع الشعبي في مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان (600 كلم غرب العاصمة السودانية) بثها التلفزيون السوداني الرسمي ان «مجلس الامن لن يعاقبهم وامريكا لن تعاقبهم».
واضاف امام هؤلاء المتطوعين الذين قاتلوا مع الجيش السوداني اثناء الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه من 1983 وحتى 2005 «لكن الشعب السوداني سيعاقبهم». وقال البشير إن حكومة جنوب السودان «لا تفهم. هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الاخير وسنفهمهم بالقوة».
وأضاف أن «هجليج ليست النهاية بل البداية» في اشارة لمواصلة القتال ضد حكومة جنوب السودان بعد استعادة منطقة هجليج منها. وخاطب البشير الذي يحمل رتبة المشير في الجيش السوداني التجمع وهو يرتدي بزة عسكرية. وكان البشير يتحدث وسط مئات من مقاتلي الدفاع الشعبي اكملوا التدريب على استخدام السلاح، بينما كانت الموسيقى التقليدية تدعو الى القتال وتصدح من مكبرات الصوت. وكان بعض مقاتلي الدفاع الشعبي يركبون الجمال ويهتفون «الله اكبر».
وبعد ازدياد التوتر بين السودان وجنوب السودان اعلن البشير الشهر الماضي التعبئة والاستنفار وامر ولاة ولايات السودان الخمسة عشر فتح معسكرات التدريب للمتطوعين من قوات الدفاع الشعبي. من ناحيتها قالت دولة جنوب السودان انها ليست في حالة حرب مع السودان رغم تهديدات البشير.
وصرح وزير الاعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين ان «جمهورية جنوب السودان ليست في حالة حرب، كما انها ليست مهتمة بخوض حرب مع السودان»، ولكنها تريد اقامة علاقات سلمية معها. وقال إن «جمهورية جنوب السودان تعتبر السودان دولة جارة وصديقة، وليست عدوة».
وميدانيا صد جيش جنوب السودان هجمات برية في الساعات الاخيرة، مما يزيد منطقة النزاع على طول الحدود، بحسب ما اعلن المتحدث العسكري باسم الجيش الجنوبي فيليب اغوير. وتحدثت انباء عن هجمات برية وضربات جوية في منطقة هجليج اضافة إلى ثلاث ولايات جنوبية هي ولاية الوحدة وولايتي بحر الغزال الغربية والشمالية، بحسب المتحدث الذي اضاف ان جيش الجنوب «لا يزال في مواقعه». وقال مراسلو وكالة فرانس برس زاروا منطقة هجليج على طول الحدود المتنازع عليها ان جثث القتلى تتناثر كما ان الدبابات منتشرة. وتتحصن القوات الجنوبية في مواقع محيطة بالمنطقة.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة اعلنت يوم الثلاثاء ان مجلس الامن الدولي سيصدر عقوبات بحق دولتي السودان وجنوب السودان اذا لم تتوقفا عن القتال. ودعت المنظمة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايجاد) أمس الخميس الخرطوم وجوبا إلى انهاء النزاع الحدودي المرير بينهما. وذكرت المنظمة انه يوجد «قلق خطر حول تصاعد العنف» ودعت الجانبين إلى «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس». وكانت الايجاد توسطت في محادثات السلام التي انهت الحرب الاهلية بين الطرفين والتي ادت إلى مقتل الملايين.
واندلعت المواجهات بين الدولتين في التاسع من إبريل عقب قصف مدفعي وجوي لمناطق في جنوب السودان واحتلال قوات جنوب السودان منطقة هجليج التي يقع فيها حقل رئيسي لانتاج النفط السوداني.
كما دارت مواجهات في عدد من المناطق الحدودية بين الدولتين. والمعارك في هجليج هي الاسوأ منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال العام الماضي بموجب اتفاق سلام عام 2005 انهى الحرب الاهلية بين الطرفين.