الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرأي الثالث


من سرق المصحف . .؟؟

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢

محميد المحميد



يُروى أن الإمام «مالك بن دينار» كان يخطب في الناس خطبة مؤثرة يحذرهم من عذاب الله ويذكّرهم بقدرة الخالق وبيوم القيامة، فبكى المصلون وذرفت دموعهم واشتد نحيبهم من الخطبة، ولما أنهى خطبته ونزل من على المنبر، بحث عن المصحف الذي وضعه بجانبه فلم يعثر عليه، ثم التفت إلى الناس فوجدهم جميعا يبكون ويواصلون النحيب تأثرا بخطبته، فصرخ فيهم وخاطبهم: الكل يبكى فمن سرق المصحف؟
المعارضة الطائفية اليوم في البحرين تمارس نفس النهج والأسلوب الذي قام به المصلون في خطبة الإمام «مالك بن دينار».. تتباكى على الأحداث والضحايا وهي التي تدفعهم كل يوم من أجل الموت، وتدعي السلمية وهي تمارس أبشع أنواع العنف والإرهاب والتخريب، وتدعو إلى الدولة المدنية وترفع شعار «إخوان سنة وشيعة» وهي تسير يوميا باستفزازاتها للناس في الشوارع العامة والمناطق السكنية، وتحاول أن تجر البلد إلى الحرب الأهلية من دون فائدة، وبعد كل ذلك تطالب بالدستور والقانون.. وهي في الحقيقة تنتهك الدستور وتتجاوز القانون وتسرق المبادئ وتتلاعب بالحقوق..!!
من السهل على المعارضة الطائفية ومنابرها المختلفة والمتعددة في الداخل والخارج أن تتحدث وتتكلم عن القانون والدستور وعن المبادئ الإنسانية وعن الوحدة الوطنية وتستقوي بالمنظمات الدولية والجهات الأجنبية، وتصرخ بأن كل تحركاتها من أجل أبناء الوطن ومستقبل المواطنين من دون استثناء ولا تمييز ولا طائفية، ولكن الواقع يؤكد أن المعارضة الطائفية تحاول سرقة الوطن ونهب مقدراته وتخريب منجزاته.. وهي كمن يبكي على ما جاء في المصحف من آيات وسور ولكنها لا تخجل ولا تتوانى عن سرقة هذا المصحف..!! إذا كانت المعارضة الطائفية تدعي أنها تعمل من أجل البحرين، فلماذا كل هذه الفوضى ومحاولة ضرب الاقتصاد وتشويه سمعة البلاد، ومحاولة عرقلة وإيقاف أي مشروع وطني، في الوقت الذي لم يصدر منها أي بيان أو موقف يدين ويستنكر العمل الإرهابي الذي تم في سفارة البحرين في لندن، حيث صمتت المعارضة وأذيالها، الأمر الذي يؤكد أنها تريد أن تستثمر تلك الحادثة لأجل أهدافها، وبالطبع تم بالاتفاق معها وبعلم منها.. ثم تأتي وتتحدث عن سيادة القانون واحترام النظام ومصلحة الوطن والمواطنين.
المعارضة الطائفية تدعي تأثرها من مسيلات الدموع ومن تعامل رجال الأمن معها، وتبدي ضجرها من نقاط التفتيش ومن جميع الإجراءات الإصلاحية التي تقوم بها الدولة في مؤسساتها، بل وتحاول أن تجعل نفسها ممثلا عن كل الشعب وترفض أي تحرك من أي تجمع وطني آخر، وتوغل في ممارسات الكراهية والفتنة، ثم تتحدث عن التعددية والتسامح والوحدة الوطنية.
المعارضة الطائفية لا تخجل بأن ترفع مبادئ حقوق الإنسان وتصرخ من أجل القانون وتبكي على الانتهاكات، في حين أنها تسرق القانون والمبادئ والدستور.. والمصحف كذلك.