أخبار البحرين
ماذا يقول المواطنون عن حملة المصالحة الوطنية (وحدة وحده)؟
نحتاج إلى معسكرات تضم الشباب من كل الطوائف والديانات
تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
الوحدة الوطنية ولمّ الشمل ونبذ الطائفية: عبارات تمس القلب وتقرب المسافات بين أطياف المجتمع الواحد، وهذا ما يوجه إليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وبناء على توجيهات جلالته نشطت وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية بتنظيم حملة الوحدة الوطنية «وحدة وحده» برئاسة الدكتورة فاطمة البلوشى ومنظمات المجتمع المدني.
وكان المهرجان العائلي «إحنا لبعض» باكورة فعاليات حملة وحدة وحده، الذي اشتمل على الغناء والألعاب والفنون الشعبية وعرض للمطبخ الشعبي إلى جانب العروض الموسيقية والأغاني الوطنية، ومسرحية خاصة للأطفال بالإضافة إلى المسابقات والشخصيات الكارتونية وتلوين الوجوه والحناء وغيرها من برامج متميزة للأطفال، وجاءت المرحلة الثانية من الحملة باسم «قافلة الخير» وهي تتعلق بتلوين 30 مجسما للجمل العربي الأصيل بأحجام متعددة، حيث تم توزيعها ضمن مسابقة لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، وقام المشاركون في المسابقة بتزيين هذه الأيقونة التي تمثل سفينة الصحراء.
ولم ينس المنظمون لحملة «وحدة وحده» الأطفال حيث قامت اللجنة الوطنية للطفولة تحت رعاية وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي بتنظيم البرنامج الإرشادي لتدريب العاملين في مجال الطفولة ضمن فعاليات دورة «التكيف مع الأزمات»، والذي احتضن مجموعة كبيرة من الاختصاصيين النفسيين والتربويين وسوف يستمر على مدار شهرين.
وقد شاهد فعاليات الوحدة الوطنية عدد كبير من المواطنين والمقيمين على مستوى مملكة البحرين وخارجها، حيث لاقت صدى جيدا لدى الجمهور. والآن نستعرض آراء البعض حول أهمية مثل هذه الفعاليات في عودة التلاحم بين أبناء الشعب البحريني.
رئيس جمعية المعلنين خميس المقلة من اكبر المؤمنين بأهمية لمّ الشمل وعودة اللحمة الوطنية، لما لذلك من أهمية لكل امة تريد أن تنتج، إذ يجب أن يكون هدفها واحدا وان تعمل كيد واحدة بخطوات واضحة، ولذلك فهو يؤيد أي حملة إعلامية تخدم هذا الهدف على أن تكون محددة ومؤثرة وليست شعارات، حتى تؤتي ثمارها ويتحرك إليها المواطنون.
معسكرات الشباب
فايزة الزياني رئيسة جمعية المرأة المعاصرة تقول: لا شك ان جهود الوزارات والجمعيات الأهلية في إقامة فعاليات تساعد على توحيد الصفوف، ولمّ الشمل، وإلقاء الضوء على المشاريع المشتركة بين فئات المجتمع المختلفة، لها تأثير كبير وخاصة إذا تم التعاون والاستعانة مع مؤسسات المجتمع المدني، والجميع اليوم حريصون على لمّ الشمل، ولذلك لا بد من إيجاد أفكار لدعم هذا التوجه كإقامة أنشطة مشتركة بين الوزارات، والجمعيات، ومعسكرات للشباب والفتيات من جميع الطوائف لتوحيد الصفوف، وخاصة اننا مجتمع واحد يضم أكثر من طائفتين، إذ لدينا النصارى، واليهود، والهندوس وغيرهم وجميعهم يحملون الجنسية البحرينية، ولذلك أرى ان حملة المصالحة الوطنية «وحدة وحده» فرصة طيبة للمّ الشمل والتغاضي عما حدث، وقد جاءت في وقتها لأننا بالفعل نحتاج إلى مثل هذه الفعاليات لما لها من تأثير جيد على نفوس الفئات كافة.
ويعبر عضو مجلس الأمناء بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالثقافة والبحوث حسن كمال عن إعجابه بحملة الوحدة الوطنية «وحِدة وحَده» التي قامت بتنظيمها وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني قائلا: أرى ان هذه الحملة أكثر من رائعة، وبالفعل تسهم في إعادة اللحمة الوطنية، وتجعل هناك انسجاما بين الطلاب في المراحل كافة، وتخلق صداقات ومنافسات جيدة بينهم، وفكرة المسابقات سواء بالنسبة إلى إحياء الألعاب الشعبية البحرينية أو تلوين مجسمات الجمال، جيدة جدا لتنوعها وإشباعها ميول الأطفال، وتساعد على امتصاص طاقاتهم، مما يجعل الأطفال يعيشون مرحلتهم العمرية في السعادة التي يستحقونها، لأنه لا يجب أن يتأثروا بما يحدث بين الكبار، بل يجب أن يحيوا في عالم مليء بالسعادة والحب والعلاقات الإنسانية والتواصل بين بعضهم البعض، كما يجب أن يجدوا كل الرعاية والتفهم من الكبار في كل الأوقات سواء في البيت أو المدارس، وتدشين مثل هذه البرامج سوف يكون له ابلغ الأثر في جلب المتعة وروح الإخاء والتعاون وتحفزهم على خلق أفكار جيدة، ولكن يجب ألا تكون لفترة محددة وأن تتسم بالاستمرارية، وعلى القائمين عليها تجنب السلبيات وان يستشفوا من الأطفال ما يرغبونه من برامج.
بر الأمان
فيما تؤكد سيدة الأعمال أحلام جناحي أن وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي تبذل قصارى جهدها في محاولة رأب الصدع الذي حدث بين أبناء الوطن الواحد اثر الأحداث الدامية التي تعرضت لها مملكة البحرين، ولا ننكر ان كل بحريني يحتاج إلى فترة نقاهة بعد هذه الأزمة غير المتوقعة.
وتكمل جناحي: ولا يوجد لدي شك ان أفراد الشعب لم يتغيروا تجاه بعضهم البعض، ومع ذلك نحتاج إلى مثل هذه الفعاليات ونرحب بها، لأنها تساعد في إعادة دمج كل الفئات والطوائف، كفعالية قافلة الخير التي ضمت مجموعة كبيرة من طلاب المدارس والفنانين ليتعاونوا في تلوين القافلة لإذكاء روح التعاون بداخلهم، وتصفية النفوس والقلوب وتهيئتهم نفسيا لإعادة اندماجهم في المجتمع وعودة العلاقة بينهم، وهذه الفعاليات تؤثر بشكل كبير في تحقيق هذه الأهداف، وذلك لزيادة الترابط بعد الشرخ البسيط الذي حدث في الفترة الماضية، وخاصة أن الظروف السياسية التي مرت بنا لم يكن لنا يد فيها، والمطلوب من كل فرد وكل مؤسسة على كل مستوى المشاركة في الوحدة الوطنية لأنها دواء لشفاء المسار، ونتمنى من كل بحريني يحب البحرين أن يقوم بالدور الذي يستطيع القيام به حتى وان كان إعادة العلاقة مع الجيران، والأصدقاء والزملاء حتى نستطيع الوصول ببحريننا إلى بر الأمان، ونتمنى أن تكون الحملات القادمة بناء على اقتراحات الناس كي يتفاعلوا معها لأنها تضم الآليات كافة.
أما استشارية طب العائلة ومقدمة برنامج الصحة والحياة د. وفاء الشربتي فتقول: اجزم بأن فعالية «وحِدة وحَده» ليست رفاهية، ولكنها ضرورة وحاجة ملحة، وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها المملكة، والتي يعاني منها كل أهل البحرين، ولذلك يجب أن تعمل الحكومة والجمعيات الأهلية في هذا الاتجاه الذي ينشد لمّ الشمل والعمل يدا بيد ونبذ الفرقة والضغائن لتخطي هذه المحنة التي مررنا بها، وأتمنى إن يبادر كل شخص من خلال عمله وبشكل شخصي الى الاقتراب من زملائه لإعادة العلاقات الى سابق عهدها.
الاهتمام بالأطفال
محمد اكبر مدير علاقات عامة وتسويق بإحدى شركات الدعاية والإعلام وأحد المتابعين لفعاليات حملة «وحِدة وحَده»، يشير إلى ان هذه الفعالية تعد الأولى من نوعها التي تقام في مملكة البحرين بهذا التنظيم والتنوع الذي جاء ليشمل كل المجالات التي تثير اهتمام كل فئات الشعب بمختلف ثقافاتهم وأعمارهم، مشيدا بورش العمل التي تقام أسبوعيا لتدريب الباحثات الاجتماعيات في مختلف الوزارات على كيفية التعامل مع الطفل على التكيف مع الأزمات، لان الأطفال هم عماد الوطن وقادة المستقبل الذين سوف يحملون لواء المسئولية، ولذلك يجب ان يخرجوا الى الحياة العملية وهم أسوياء من الناحية النفسية ولا توجد لديهم ضغائن ولا مشاعر كراهية تجاه الطائفة الأخرى.
وتؤكد القائم بأعمال مدير إذاعة البحرين سابقا الإعلامية الأستاذة عائشة عبداللطيف أن مثل هذه الفعاليات لها تأثير ايجابي كبير على نفوس كل فئات الشعب البحريني لأنها امتداد لما كان يتمتع به أهل البحرين، وهي ليست بالشيء الجديد في مجتمعنا.
وتكمل قائلة: دائما ما كنا مجتمعا واحدا لا يقسم الناس إلى طوائف، لأننا كنا بالفعل وحدة واحدة، ولذلك نشكر القائمين على حملة الوحدة الوطنية «وحِدة وحَده» التي قامت بتنظيمها وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية برئاسه الدكتورة فاطمة البلوشي، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وبتنفيذ من شركة مياسم لاستشارات التواصل، لان هذه الحملة وان كانت مجرد خطوة فإنها تسير في الطريق الصحيح.
سيدتا الأعمال والشقيقتان سهير وسها أبوخماس متابعتان جيدتان لفعاليات حملة الوحدة الوطنية «وحِدة وحَده»، إذ حرصتا منذ البداية على متابعة معظم الأنشطة التي تم تقديمها خلال الحملة وتريان اننا بالفعل نحتاج إلى مثل هذه الفعاليات، وخاصة تلك المتعلقة بالأطفال لما لها من تأثير ايجابي على نفسياتهم إذ تدفع بهم إلى التكاتف والتعاون والعمل بروح الفريق مع بعضهم البعض لخوض المسابقات المختلفة، وأشارتا إلى أنهما متابعتان لما تكتبه الصحف عن ورش العمل الخاصة بتكيف الأطفال مع الأزمات وما تحتويه من معلومات قيمة تعلمتا منها كيفية التعامل مع الأطفال في مثل هذه الظروف، وقد حرصتا على تقديم وافر الشكر إلى وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية واللجنة الوطنية للطفولة على هذا الجهد الكبير، آملين ان تستمر مثل تلك الفعاليات، ويشارك بها جميع مؤسسات المجتمع في القطاع العام والخاص.
الألعاب الشعبية
فيما يركز مصمم ومخرج العروض البحريني وفيق صليبيخ على فعالية إحياء الألعاب الشعبية البحرينية، عن طريق إجراء مسابقات، مشيرا إلى ان الأجيال الجديدة كادت أن تنسى هذه الألعاب في خضم الغزو الالكتروني الذي أصبح يحيط بنا من كل جانب وأصبحت الألعاب عن طريق الكمبيوتر هي ما يجذب الأطفال، ولكن العودة بهم إلى الألعاب الشعبية بجانب إحيائها للتراث تساعدهم على الحركة في الهواء، مما يؤثر في صحتهم ايجابيا أيضا، ويأمل ان يكون هناك برنامج لإحياء الملابس البحرينية التراثية لترسيخها في أذهان الأجيال الجديدة، مؤكدا أن حملة الوحدة الوطنية «وحِدة وحَده» التي قامت بتنظيمها وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية برئاسة الدكتورة فاطمة البلوشي، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وبتنفيذ من شركة مياسم لاستشارات التواصل، جاءت على مستوى متميز وغطت برامجها كل فئات المجتمع.
نظرة متخصصة
وتبدي الإعلامية سناء صقر رأيها في حملة الوحدة الوطنية قائلة: في الوقت الحاضر نحتاج إلى توحيد الشمل سواء على مستوى الكبار أو الصغار، وفي الوقت الذي تقوم فيه وزارة حقوق الانسان والتنمية الاجتماعية بهذه الفعالية المتميزة تكون قد وضعت مبدأ من المبادئ التي أرستها التوجيهات السامية لجلالة الملك المفدى في تحقيق هدف واحد وهو اللحمة الوطنية التي تعلم النشء والشباب كيف يحبون هذا الوطن، كما ان التنوع في الفعاليات المقامة يتيح الفرصة لكافة فئات المجتمع حتى يحبوا الوطن ويعبروا عن هذا الحب ولا يكون ذلك الا بالتلاحم والتقارب والتعاون، كما ان التعليم لا يكون إلا بالغرس الطيب لهذا النشء الذي سوف يجني ثمارا طيبة في المستقبل بعيدا عن أي مذهب أو طائفية، فالجميع ينتمون إلى وطن واحد هو البحرين، ونشكر وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية على اهتمامها بإقامة مثل هذه الفعاليات التي لا تنبع إلا من روح وطنية ارتأت من خلالها تسليط الضوء على هذا الجيل، لنبذ ما رسخ في أذهان البعض لتفكيك هذا التلاحم، ولكن بالإصرار وتكثيف هذه الفعاليات المتميزة ستتمكن جميع فئات المجتمع من تحقيق ما تهدف إليه الوزارة وهو وحدة وطنية واحدة لا تتحقق إلا بمشاركة وتكاتف الجميع لرفعة ونمو وازدهار وطننا الغالي البحرين.
وتأتي متابعة مدير مؤسسة ميديا بيتش للدعاية والإعلان نيرة محمود مسك الختام لكل المتابعات السابقة، نظرا إلى أنها تتابع بنظرة متخصصة كل الفعاليات وطريقة تنظيمها والهدف منها وفي هذا السياق تقول: تنظيم فعاليات الوحدة الوطنية «وحِدة وحَده» بأسلوب جيد راعى ان يتم تدشين كل مرحلة منها في وقتها المناسب كي تستطيع الفئة المستهدفة المشاركة في الفعالية، وارى ان تنوع الفعاليات والزخم الذي تمتعت به أعطى فرصة لمن لم يشارك في الفعاليات الأولى لعدم معرفته بمواعيدها ان يتابع باقي الفعاليات وخاصة انه وجدت صدى جيدا عند الناس وأصبحوا متشوقين ومنتظرين لكل مرحلة جديدة يتم إعلانها، ولا يسعنا أمام هذا الجهد الجبار الذي تبذله وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وشركة مياسم لاستشارات التواصل إلا ان نقدم لهم التحية ونحثهم على الاستمرار لأننا في أمس الحاجة إلى مثل هذه الأنشطة التي يلتف حولها جميع أبناء الوطن.
ويعلق النائب احمد الساعاتي على فعاليات الوحدة الوطنية قائلا: نشيد بوزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وبشركة مياسم لتنفيذهما هذا البرنامج، وهذا هو الدور المنوط بهم لإعادة الوحدة الوطنية من خلال مشاريع وبرامج وجهت إليها توصيات لجنة تقصي الحقائق، ووحِدة وحَده مشروع ينبثق من تراث البحرين والعيش المشترك بين المواطنين، ويجب أن نشجع مثل هذه المبادرات ونعطيها الأفكار الجديدة كي تصبح أكثر تطورا.
ويوضح مدير تحرير جريدة البلاد احمد إبراهيم ما لهذه الفعاليات من أهمية بالنسبة إلى المواطنين والمقيمين على حد سواء فيقول: بالإضافة إلى أن مهرجان الوحدة الوطنية بكل فعالياته الترفيهية والفنية من شأنه التقريب بين فئات الشعب وغرس روح التعاون والمواطنة في نفوس الطلاب، فانه في الوقت نفسه ينشد الترفيه عنهم وخاصة مع ندرة وسائل الترفيه لدينا، ولذلك لاقت احتفالات «وحِدة وحَده» التي أقيمت بحديقة عذاري إقبالا كبيرا من كل الفئات والأعمار، هذا بالإضافة إلى ان مسابقة الألعاب الشعبية وجدت استحسانا كبيرا من الأطفال لأنها أحيت في نفوسهم العابا كانت على وشك النسيان، ولذلك فإنني أرى ضرورة الإكثار من هذه المهرجانات والفعاليات التي تنشد لمّ الشمل بحسب توجيهات جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة