الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات


ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون في محادثات الملف الإيراني النووي..

تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢



لعل أبرز ما كشفته محادثات اسطنبول بين الدول الست وإيران حول ملفها النووي، أن طهران قد أصبحت جاهزة لتقديم تنازلات معينة للدول الست على أرضية حسابات قومية واقليمية. وهذه براغماتية إيرانية معروفة ولها سوابق عديدة، وقد عبر عنها هذه المرة رئيس الوفد الايراني بتصريحاته التي قال فيها إنه (يحمل أفكاراً جديدة ومبتكرة)..! فما هي هذه الأفكار.. ومن سيكون ضحيتها..؟!
الخطورة هنا، أن أية ترتيبات إقليمية سرية على مستوى الأمن القومي تجري وراء الكواليس الايرانية، لا بد أن تستهدف دول وشعوب مجلس التعاون على نحو خاص، والعالم العربي بشكل عام.. وثمة تأكيدات تاريخية لا حصر لها..!
فمنذ قيام الثورة الخمينية، لم تستخدم إيران آلتها الحربية إلا ضد الشعوب العربية، ولم توجه تهديدات حقيقية إلا لدول وشعوب مجلس التعاون، ولم تزرع خلايا نائمة إلا في الدول الخليجية، ولم تتدخل بشكل سافر إلا في شئون دول خليجية وعربية، ولم تحقق امتداداً استراتيجيا الا على حساب دول عربية، ولم تحتل سوى أراضي عربية وخليجية.. بل إن التهديدات الايرانية التي صدرت مؤخراً بعد سلسلة العقوبات الامريكية والاوروبية، توجهت كلها ضد الدول الخليجية. وعندما شاركت تركيا واسرائيل في ترتيبات الدرع الصاروخية الامريكي، لم تنبس إيران ببنت شفه، ولم تعترض بأية صورة كانت على هذه الترتيبات، في حين أنها وجهت تهديدات مباشرة إلى دول مجلس التعاون إن هي حاولت تعزيز دفاعاتها بالمشاركة في ترتيبات الدرع الصاروخية..!!
يلاحظ في هذا الصدد أن أعضاء الوفد الايراني الذين رافقوا سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى المباحثات الأخيرة، جميعهم أعضاء في المجلس الأعلى للأمن القومي. وهو ما يشير بوضوح إلى أن المباحثات لم تقتصر على الملف النووي، وإنما تعدت ذلك إلى ملفات أمنية واقليمية ساخنة.. وربما ترتيبات اقليمية سيكون لها استحقاقاتها على الأمن العربي والخليجي بشكل خاص.
لذلك فإن السؤال الأكثر إلحاحاً هنا، هو: لماذا لا تكون دول مجلس التعاون الخليجي طرفاً رئيسياً في محادثات الدول الست مع إيران حول ملفها النووي، باعتبارها الأكثر تعرضاً للخطورة من القوة النووية الايرانية سواء كانت عسكرية أو سلمية، والأكثر قرباً جغرافياً من ايران..؟!
إن دول مجلس التعاون ستكون الخاسر الأكبر من أي صراع عسكري أمريكي ايراني.. وهي الاكثر تضرراً من إغلاق مضيق هرمز. وحتى في حالة عدم وجود خطر عسكري نووي ايراني.. فإن دول وشعوب مجلس التعاون، هي الأكثر تعرضاً للضرر من احتمال حدوث انفجار أو تسريب في المفاعلات الايرانية.. وفوق كل ذلك فإن دول مجلس التعاون، هي الدول الوحيدة في المنطقة التي صدرت بحقها تهديدات إيرانية صريحة ومباشرة بلغت خلال السنوات السبع الاخيرة حوالي 105 تهديدات، في حين لم تزد التهديدات الشفهية ضد اسرائيل عن 8 تهديدات، وضد أمريكا عن 3 تهديدات فقط..!!
إن دول المجلس قادرة على أن تحمي حدودها الجغرافية من الخطر الخارجي. ولكنها بالتأكيد لا تتمكن من حماية بيئتها التي تشترك فيها ودول الجوار، وهوائها ومائها وبحارها. وما زلنا نتذكر كيف أن العلماء قد حذروا من استهلاك حليب الابقار في سكوتلندا، التي تبعد آلاف الأميال من اشعاع تشيرنوبل.
وإذا كانت دول مجلس التعاون مرتبطة بالملف النووي الإيراني على هذا النحو المباشر ومتأثرة به على هذا النحو الخطير.. فلماذا لا تعمل بقوة وإصرار من أجل إشراكها في المحادثات الدولية مع إيران، بحيث يكون لها مندوب واحد يمثل كل دول المجلس..؟! إنه حق طبيعي واستراتيجي لدول مجلس التعاون يجب ألا تتخلى أو تتغاضى عنه.. وينبغي عليها أن تضغط من أجله ومن أجل مستقبلها ومستقبل شعوبها.
في الشأن الوطني: منظمة العفو الدولية.. ماذا تريد من البحرين..؟!
لا يمكن مقارنة ما يجري في البحرين من اضطرابات وأعمال تخريبية بأي شكل من الأشكال بالمجازر اليومية التي يرتكبها النظام السوري، وقصف الأحياء والمُدن بالمدافع والدبابات والطائرات الحربية.. ومع ذلك فحين تدخل إلى صفحة منظمة العفو الدولية، يفاجئك أن تقرأ على واجهة الصفحة ستة بيانات وتقارير بشأن البحرين، وتقرير واحد فقط بشأن سوريا..!! وتصبح المفاجأة فضيحة بكل معنى الكلمة، حين تتصفح البيانات الداخلية للموقع، فتجد أن المنظمة أصدرت ما معدله 3 فعاليات كل شهر بخصوص البحرين، فيما لا يزيد مجموع ما أصدرته المنظمة بخصوص سوريا عن 3 فعاليات خلال أكثر من سنة..!!.. ولا تعليق.