عربية ودولية
أردوغان والمالكي يتبادلان الاتهامات بشأن التوترات الطائفية بالمنطقة
تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
اسطنبول - (رويترز): اتهم رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان نظيره العراقي نوري المالكي يوم الخميس بإذكاء التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة والأكراد في العراق من خلال تصرفاته مع شركائه في الائتلاف الحاكم. بالمقابل اعتبر المالكي ان تركيا تتحول إلى «دولة عدائية» في المنطقة بسبب سياسات اردوغان، متهما إياه باعتماد «بعد طائفي» في تصريحاته.
أدلى اردوغان بهذا التصريح بعد اجتماع في اسطنبول مع مسعود البرزاني رئيس المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق الذي أقام علاقات قوية مع أنقرة. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي حسبما أورده موقع صحيفة حريت على شبكة الانترنت «التطورات في العراق لا تبشر بخير ولاسيما سلوكيات رئيس الوزراء الحالي تجاه شركائه في الائتلاف». وأضاف قوله «إن أساليبه الأنانية تثير قلقا بالغا لدى الجماعات الشيعية والبرزاني والجماعات العراقية». وقال إنه ناقش هذه المسائل مع الزعيم العراقي الكردي. ويرأس المالكي حكومة ائتلافية هشة مع السنة والأكراد.
وفي بغداد قال بيان وزعه المكتب الإعلامي لنوري المالكي إن «التصريحات الأخيرة للسيد اردوغان تمثل عودة أخرى الى منهج التدخل السافر بالشأن العراقي الداخلي». وأضاف البيان ان هذه التصريحات «تؤكد ان السيد اردوغان ما زال يعيش أوهام الهيمنة في المنطقة. ومن المؤسف ان تتسم تصريحاته بالبعد الطائفي التي كان ينفيها سابقا لكنها أصبحت مكشوفة ومرفوضة من قبل العراقيين».
وتابع ان «الإصرار على مواصلة هذه السياسات الداخلية والإقليمية ستلحق الضرر بمصالح تركيا وتجعلها دولة عدائية بالنسبة الى الجميع إضافة إلى انها منافية لأبسط قواعد التخاطب بين الدول». وكان متوقعا خلال زيارة البرزاني لاسطنبول ان يلتقي أيضا مع نائب الرئيس العراقي الهارب طارق الهاشمي الذي اتهم بإدارة فرق اغتيال. ولم يتأكد حدوث هذا الاجتماع.
وقد تفجرت التوترات الطائفية في العراق بعد أن أمرت حكومة المالكي باعتقال الهاشمي في ديسمبر الأمر الذي أثار من جديد المخاوف من العودة إلى نزيف الدماء الذي شهدته البلاد في عامي 2006 و2007. وكان أردوغان يتحدث قبل سفره إلى الدوحة لمحادثات مع الزعماء القطريين بشأن الأزمة في سوريا. وتشعر تركيا بالقلق خشية ان يؤدي العنف في سوريا والتوترات المتزايدة في العراق إلى صراع أوسع بين الشيعة والسنة في المنطقة. وقال أردوغان إنه ناقش أيضا مع البرزاني التمرد الانفصالي الدائر منذ وقت طويل لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا. ويقوم مقاتلو الحزب بعملياتهم انطلاقا من قواعد في شمال العراق لكن البرزاني طمأن أردوغان بان حكومته تشاطر أردوغان رغبته في إنهاء الصراع.