في بداية شهر إبريل الجاري بدأت بريطانيا تنفيذ قرار حكومي بمنع عرض السجائر علنا في المتاجر، ومنحت صغار التجار مهلة حتى السادس من إبريل للالتزام بتنفيذ هذا القرار الذي يهدف إلى «ردع المدخنين الشباب الذين قد تجذبهم علب السجائر الملونة واللافتة للنظر، بحسب ما أعلنت (آن ميلتون) المسئولة في وزارة الصحة البريطانية التي أضافت قائلة إن غالبية البالغين بدأوا التدخين في سن المراهقة وعلينا أن نضع حدا لهذا الميل. وشرح وزير الصحة البريطاني (أندرو لانسلي) على قناة (بي بي سي) الهدف من هذا القرار قائلا: إن هدفنا هو أن ندفع الناس إلى الكف عن اعتبار التدخين أمرا عاديا.. ونحن نتقدم خطوة خطوة في هذا المجال. وتعتزم الحكومة البريطانية أيضا فرض تصميم محايد لعلب السجائر لا يحمل سوى التحذيرات الصحية، على أن تطلق مشاورات حول هذا الموضوع خلال السنة الحالية. وينطبق قرار منع عرض علب السجائر علنا على المتاجر الكبيرة التي تتخطى مساحتها 280 مترا مربعا، ويواجه المخالفون غرامة قد تصل إلى 5 آلاف جنيه إسترليني (6 آلاف يورو) وعقوبة بالسجن». الجدير بالذكر أن هذا القرار لم يقتصر على بريطانيا بل سبق أن دخل حيز التنفيذ في بلدان أخرى مثل كندا وايرلندا وفنلندا.
جهود مكافحة التدخين ومحاولات الحد من انزلاق الشباب إليه شملت كثيرا من دول العالم ومنها دولة الإمارات التي تبحث فيها إمارة دبي مضاعفة الضريبة على التبغ إلى 200 في المائة، حيث «نقلت صحيفة الخليج تايمز الإماراتية يوم أمس الأول الخميس عن (سعيد المروشد) مدير عام هيئة صحة دبي قوله إن الإمارة تعتزم مضاعفة الضريبة على التبغ إلى 200 في المائة بحلول أغسطس المقبل. وقال إنه سيتم فرض الضريبة الجديدة على التبغ بالتعاون مع بلدية دبي. وكان (المروشد) يتحدث على هامش مؤتمر عن طب القلب تم عقده مؤخرا في دبي».
كل هذه الإجراءات التي تتخذها مختلف دول العالم هدفها تقليل التدخين والحد من أمراض القلب والسرطان وغيرها من البلايا العظيمة التي يجرّها التدخين على متعاطيه وعلى الأبرياء المحيطين بهم، فماذا فعلت البحرين في هذا المجال؟ لماذا لم تصدر السلطة التشريعية حتى الآن قانونا بمنع عرض السجائر وسائر منتجات التبغ في المحلات أمام عامة الزبائن صغارهم وكبارهم مثلما فعلت بريطانيا وكندا وأيرلندا وفنلندا وغيرها؟ لماذا لم تصدر السلطة التشريعية قانونا بمضاعفة الضريبة الجمركية على التبغ ومنتجاته ومشتقاته إلى 200 في المائة على الأقل مثلما ستفعل دبي؟!
لو كان الأمر بيدي لفرضت على التبغ ومنتجاته ومشتقاته ضريبة جمركية لا تقل عن 1000 في المائة، مع تجريم بيعه في محلات البقالة والبرادات الصغيرة حتى لا يكون في متناول الأطفال والمراهقين، ولجعلت شراءه مقصورا على من يبلغ 20 عاما فأكثر وبشرط إبراز بطاقته الشخصية للبائعين في محلات الهايبرماركت الكبرى التي سيكون بيع تلك المنتجات مقصورا عليها فقط، فربما تحقق هذه الخطوات حصارا لتلك الآفة المنتنة القاتلة يحمي أطفالنا وشبابنا ذكورا وإناثا من أضرارها الوخيمة ويوفر لاقتصادنا أموالا طائلة تضيع هدرا على تعاطيها وعلى معالجة مدمنيها من الأمراض المزمنة والمستعصية التي يصابون بها بسببها وعلى توفير الرعاية الصحية والدوائية لهم مدى الحياة بعد ذلك.
ترى.. متى ستتحرك السلطة التشريعية في البحرين لإصدار التشريعات والقوانين التي تحاصر هذه الآفة وتحمي بلادنا وشعبنا منها؟!

salah_fouad@hotmail.com