الجريدة اليومية الأولى في البحرين


كما أرى


وأخيرا أصبحت «الثورة».. «إسلامية»!

تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢

عبدالله المناعي



أعدمت وكالات الانباء والصحافة الايرانية قنينة الحبر تلو الاخرى والشجرة تلو الاخرى وسببت ازدحاما مروريا في مسالك البث الفضائي لتقنعنا وتقنع العالم بأن «الثورة» المزعومة في البحرين «ثورة» شعبية غير دينية ولا طائفية ولا مذهبية وانها ليس لديها يد في ما يحدث الان او في المستقبل. ولكن الان بدأ ذلك بالتغير حتى اصبح الساسة الصوريون العاملون بأمر سلطة طهران يظهرون بكل جلاء مظاهر «الثورة الاسلامية» في البحرين.
فبعد ان قام مقتدى الصدر بالدعوة الى اطلاق سراح احد المحكوم عليهم اضاف ان «اسلوب اعتقال المعارضين لم ولن يثني عزيمتنا ولا عزيمتهم» من دون التحديد ما دخل عزيمته هو وانصاره فيما يحدث في البحرين؟!
وفي تصريح آخر له شجب واستنكر سباق الفورمولا 1 مطالبا الرياضيين بعدم المشاركة فيه، ومطالبا ايضا ائمة الجمعة بطرح الموضوع. ولا اعلم ما سلطته الدينية على ائمة المساجد لانه لم يصل بعد إلى المرتبة العلمية اللازمة ليتعدى هو ذاته مرتبة ان يكون امام مسجد.
أما الخبر الذي استوقفني بالفعل فهو ما كشفه موقع «مشرق نيوز» الإيراني عن اجتماع في مدينة «قم» بين مقتدى الصدر، إمام جمعة الكوفة وزعيم التيار الصدري في العراق، مع من وصفهم الموقع «بالثوار البحرينيين» وخطابه فيهم. ولم يذكر الموقع توقيت الزيارة، إلا أنه ذكر أن مقتدى الصدر أعلن دعمه لما وصفه بـ«الثورة الإسلامية البحرينية''.
وبحسب موقع العربية فان هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها وسيلة إعلامية موالية للسلطة في إيران، باحتضان طهران لمعارضين بحرينيين موالين لها، يقيمون على أراضيها، حيث تؤكد إيران مرارًا وتكرارًا أنها لا تتدخل في شؤون البحرين الداخلية.
يعني باختصار، اعلن مقتدى الصدر خلال الايام الماضية انه وايران يمولون ويحتضنون المخربين الانقلابيين وانه لا يوجد شيء سيثنيه وإيران عن مواصلة دربهم. كنا نعلم دائما ان إيران لها يد فيما يحدث، وان التصريحات الايرانية كانت دائما تشير إلى ذلك، ولكن اليوم اصبحت هذه التصريحات اوضح، وقد تكون مؤشرا على ان الحرب قد تنتقل من علنية إلى مجاهرة بعدّ كل طرف انتصاراته على الاخر. ولكن على الاقل اخيرا اصبحت إيران تسمي ما يحدث في البحرين من تخريب ودمار بما تريد ان تنتهي اليه وهي «ثورة اسلامية»، فالان نعلم بكل وضوح مع من نحن نتعامل.