الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


أوباما يدعو إلى وقف المعارك وإجراء مفاوضات بين السودان وجنوب السودان

تاريخ النشر : الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٢



الخرطوم - (ا ف ب): دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الجمعة إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما. وقال اوباما في رسالة إلى شعبي البلدين مسجلة على شريط فيديو «نعرف ما نحتاج اليه. على حكومة السودان وقف اعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي». واضاف «وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف اعمالها العسكرية عبر الحدود».
وتابع الرئيس الأمريكي «على رئيسي السودان وجنوب السودان التحلي بشجاعة العودة إلى الطاولة للتفاوض وحل هذه المشاكل سلميا».
وإلى جانب ذلك أكد مسؤول في جنوب السودان ان قوات هذه الدولة الفتية تواصل انسحابها من منطقة هجليج النفطية المهمة السبت. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين لوكالة فرانس برس ان «قواتنا تواصل الانسحاب والامر سيستغرق ثلاثة ايام».
واضاف «نلبي طلب مجلس الامن الدولي وغيره بصفتنا دولة عضوا في الامم المتحدة والاتحاد الافريقي».
وبينما يبدو احتلال المنطقة الذي استمر عشرة ايام يقترب من نهايته، يقدم كل من البلدين روايته للاحداث. واحتفل السودان باستعادته «بالقوة» هجليج المتنازع عليها في واحدة من اكبر تظاهرات الفرح في الخرطوم منذ سنوات، بينما اكدت دولة الجنوب ان قواتها مازالت فيها وتحدثت عن انسحاب طوعي وتدريجي تحت ضغط دولي.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير امام آلاف من انصاره «هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال»، مؤكدا ان «الزحف لن يقف والحرب بدأت ولن تنتهي». واضاف «ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة» بينما هتف الحشد وهو يلوح باعلام سودانية «الله اكبر» و«شعب واحد جيش واحد».
ويأتي هذا الاعلان في اجواء من التوتر الشديد بين السودان وجنوب السودان منذ ان استولت قوات جنوب السودان في العاشر من إبريل على منطقة هجليج الحدودية التي تضم حقلا نفطيا كبيرا في ولاية جنوب كردفان. ويعتبر تقاسم الموارد النفطية ابرز اسباب التوتر بين البلدين.
وتحظى دولة جنوب السودان المستقلة منذ يوليو 2011 بثلاثة ارباع احتياطي النفط الا انها لا تزال تعتمد بشكل كبير على المنشآت النفطية لدولة السودان لتصدير نفطها. وقد اعلن البشير يوم الجمعة ان بلاده «لا تريد رسوما من بترول الجنوب» ولن تعيد فتح انابيب النفط لتصدير نفط جنوب السودان. وقال في الاحتفال الذي تلا اعلان الجيش السوداني استعادة هجليج «لا نريد رسوما من بترول الجنوب ولن نفتح انابيب البترول». وأضاف أن «بترول الجنوب لن يمر عبر اراضينا الطاهرة». وقد طرح السودان يوم الجمعة شروطا لـ«تطبيع» العلاقات مع جنوب السودان. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان ان «السودان سيطبع علاقاته (مع جنوب السودان) وفق اربعة شروط» على «جنوب السودان ان يلتزم باحترامها».
وطلبت الحكومة السودانية ان «توافق» سلطات جنوب السودان و«تعترف» بالاتفاقات الموقعة سابقا ومذكرة التفاهم حول الامن وبينها ميثاق عدم اعتداء وقعه في فبراير رئيسا الاستخبارات في البلدين. كما طالبت بان تعترف سلطات جنوب السودان بالحدود التي كانت موجودة قبل استقلال السودان عن بريطانيا ومصر في الاول من يناير 1956.
وفي نيويورك، قال مندوب السودان في الامم المتحدة يوم الجمعة ان قادة جنوب السودان يتصرفون «بعقلية رجال العصابات». وصرح دفع الله الحاج علي عثمان للصحفيين «لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونأمل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس والا يكرروا مثل هذا الاعتداء».