الجريدة اليومية الأولى في البحرين


اطلالة


ثقافة المخلب والعضل

تاريخ النشر : الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٢

هالة كمال الدين



يقول جبران خليل جبران:
بعضنا كالحبر، وبعضنا كالورق
فلولا سواد بعضنا، لكان البياض أصم
ولولا بياض بعضنا، لكان السواد أعمى !
هكذا هي رحلة الحياة، مزيج من الحب والكراهية، ولكن ماذا لو طغت العداوة، وندرت الألفة؟
( من الآن فصاعدا.. أي شخص يدخل إلى مواقع على الإنترنت تمجد الإرهاب.. أو تحث عليه.. أو تدعو إلى الكراهية والعنف.. سيعاقب جزائيا)!
هذا ما أعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مؤخرا لدى تأكيده التوجه نحو تعزيز العقوبات الجنائية لمكافحة محاولات نشر الكراهية، ومن بينها الأفكار المتطرفة.
ما أحوج عالمنا العربي والإسلامي إلى هذا التوجه الفرنسي اليوم، وذلك وسط تصاعد موجة الفكر المتطرف، وانتشار ظاهرة نشر الكراهية، التي باتت تجتاح العالم بأكمله اليوم، وخاصة في ظل هذا الكم من الصفحات الطائفية على الإنترنت، والتي يديرها محترفون مدربون وبحرفية فائقة على تقسيم البشر، وانقسام أنفسهم.
لقد أضحت ثقافة الكراهية سائدة، وتحولت صناعتها إلى تجارة رائجة لبضاعة رخيصة، يتداولها فقط ضعاف النفوس، وغلاة التطرف، الذين يعزفون على أوتار البغض، ورفض الآخر، ونشر ثقافة المخلب والعضل!
إن انتشار تلك المواقع التي يتاجر بها أصحاب الفكر المتطرف الطائفي البغيض، بات يتطلب إصدار تشريعات قانونية تجرم التحريض، وتقاضي دعاة الكراهية، وتعاقب مستغلي المنابر بكل أنواعها، إعلامية كانت، أو دينية، والتي تثير الفتنة، وتشرذم المجتمع إلى فئات متناحرة، رافضة، وكارهة بعضها البعض، وهذا ما أيقنته فرنسا، وقبل فوات الأوان، حيث تعاني هي الأخرى اليوم من استفحال داء الكراهية، مثلها مثل باقي دول أوروبا.
لقد كتب أحدهم يقول:
«الكراهية التي ينشرونها لا تؤدي إلا إلى عقاب كراهية الكارهين لأنفسهم، فكراهية النفس، هي أسوأ المعاناة الإنسانية»!
ونحن نقول لمن يستمع إلى نعيق هؤلاء:
عندما يغيب العقل.. وتتبدد الحكمة.. تنتشر الكراهية!!
لذلك يبقى أعظم مبرر للوجود.. هو الحب!