بالشمع الاحمر
فعالياتنا على المحك..!
تاريخ النشر : الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
يوم أمس قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريح نقلته عنه «ديلي تيلغراف»: إن البحرين ليست سوريا، وهناك عملية إصلاح في البحرين، وحكومتنا تدعم هذا الإصلاح.
ربما تصريح له عدة معان سياسية، لكن علينا أن نتذكر أن رئيس حزب العمال البريطاني «إد ميليباند» كان قد طالب بإلغاء سباق «فورميلا واحد» من البحرين، وهو بالنسبة الى ديفيد كاميرون خصم سياسي، وعليه فإن هذا التصريح وإن كان ظاهريا يساند البحرين ويدعمها، فإنه لا يمكن إخراجه من سياق المنافسة بين رؤساء الأحزاب البريطانية. تصريح كاميرون في جانب منه دعم للبحرين وفي جانب آخر نكاية في منافسه الذي طالب بإلغاء السباقات. وهو حقاًّ أمر مؤسف أن تدخل البحرين كجزء من اللعبة السياسية بين الأحزاب البريطانية يتم تقاذفها هنا وهناك، وبناء على هذه اللعبة تتم صياغة المواقف من البحرين سواء استمرت البحرين في الإصلاح أم لم تفعل ذلك.
من هنا استكمل حديثي الذي توقفت عنده يوم أمس، بأنه من الضروري أن تبحث البحرين عن استراتيجية مغايرة لاستضافة الفعاليات العالمية أو الضخمة. لأنه طالما بقيت البحرين تعتبر جزءاً من معادلة اللعبة السياسية بين الأحزاب المتصارعة على الحكم في الغرب، فإن جميع الفعاليات والأنشطة الرياضية والترفيهية المرتبطة بالغرب - مثلا فورميلا واحد - سوف تكون دائماً على المحك، وستكون مهددة بالإلغاء أو التشويه، أو قد يصاحبها تصعيد تخسر البحرين من ورائه أكثر مما تحاول أن تكسبه بتنظيم الحدث نفسه.
لكون البحرين جزء من دول مجلس التعاون الخليجي، وهي المنظمة الإقليمية الغنية بالنفط والمال، والتي ينظر إليها العالم باعتبارها مركزاً للسيولة والحلول المالية، وتتوق جميع الدول إلى التعاون معها، فإن البحرين لا بد أن تفتح الباب على مصراعيه للاستثمارات الخليجية والمشاريع الخليجية فقط، بعيداً عن المشاريع الاستثمارية الغربية التي غالباً ما ترتبط بلوبيات سياسية تدخل على الخط وتمارس الابتزاز السياسي حتى في الأحداث الرياضية. وقد رأينا كيف حاولت عدة قنوات غربية تسييس حدث السباقات. وإذا كانت البحرين قد نجحت في تنظيم الحدث هذا العام رغم كل ما تم وضعه أمامها من عراقيل، فإن عمل اللوبيات السياسية في الغرب لمنع إقامة نفس الحدث في العام القادم سوف يبدأ من الآن، وقد تواجه البحرين صعوبات أكبر في تنظيمه، وخصوصاً أنه قد ظهرت من الآن دعوات الى إلغاء عقد البحرين، وهذا يبين لنا أن المسألة لن تتوقف، وأن الابتزاز سيستمر.
في رأيي، ينبغي أن تركز البحرين في الاستثمارات الخليجية والعربية، وأن تعمل على استقطابها وتوفر لها كل عوامل الدعم، وإذا أرادت البحرين تنظيم حدث عالمي فليكن بعيداً عن سيطرة الغرب، حتى لا تشتغل الآلة الإعلامية الغربية بحسب المزاج السياسي هناك، وإلا فإن كل فعالية ستكون معرضة للخطر، وستضطر البحرين في كل مرة إلى الدخول في صفقات سياسية ومساومات كي تنظم حدثاً رياضياًّ هو أبعد ما يكون عن السياسة، أو هكذا يفترض، بما يحول الربح إلى خسارة.