مصارحات
ابحثوا عمّن يدفع!
تاريخ النشر : الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
بعد البحث والتحرّي حول سبب قيام الرئيس الأمريكي أوباما بحشر اسم «الوفاق» حشراً في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة في سبتمبر من العام الماضي، من دون أيّ مبرّر يُذكر، عُرف السبب!
تمّ التعرّف على شخص فلسطيني يمتهن «السمسرة» السياسية، ومهنته القذرة تنحصر في الحصول على سطر محدّد المحتوى يُسرد في كلمة الرئيس الأمريكي، مقابل مئات الآلاف من الدولارات، تزيد وتنقص بحسب الحاجة!
أمثال ذلك «السمسار» كُثر، بعضهم متخصّص في الخطابات السياسية، وبعضهم متخصّص في وسائل الإعلام المختلفة، وغيرهم متخصّص في تزوير التاريخ!
كلّ ما عليك إذا أردت شنّ حملة ما، أو تجنيد خطاب ما، أو تزوير تاريخ ما، هو أن تتوجّه الى أولئك السماسرة - والكثيرون منهم من بني جلدتنا وللأسف الشديد -، وعليك أن تّتفق على نوع الهدف، سواء كان سياسيا، إعلاميا، أو تاريخيا، ثمّ عليك أن تدفع - وهو الأهم -، لتبدأ بعدها نيران وقواذف مرتزقة السياسة والإعلام والتاريخ في تشكيل حربهم الموجّهة ضدّك!
حرب تقلب الحقّ باطلا، والحسنَ سيّئا، وتبرز المجرم السّفاح والعميل الخائن في صورة المناضل الحقوقي والوطني الشجاع المظلوم!
ما حدث ويحدث للبحرين في «غزوة الفورمولا»، من تشويه وتلفيق وكذبٍ فاق كلّ تصوّر، شاركت فيه دول «صديقة» (بطّيخ)! كما شاركت فيه محطّات إعلامية طالما كذبت علينا بأنّها قنوات ذات مصداقية، وأنّها قنوات «الرأي والرأي الآخر»، لنفاجأ بتحيّزها المفضوح، وارتماؤها البشع في وحل الكذب والدّجل والفبركة، يثبت معنى ما تحدّثنا عنه، وهي الجيوب التي تدفع لخدمة مصالح معيّنة، ولخلق رأي عام معيّن، يخدم أجندة معيّنة!
ما تتعرّض له البحرين اليوم بالتحديد؛ ليس نظير جهود أعداء الوطن الخارجية، وإنّما نظير مليارات تدفع، وضمائر وذمم تضخّ فيها الأموال حتى تضخّمت، وهاهي اليوم تمارس عهرها السياسي والإعلامي بكلّ احتراف لتشويه صورة البحرين، بعد كلّ الخطوات الإيجابية التي حدثت، والتي أشادت بها دول العالم كافّة!
«مربط الفرَس»، هو الإجابة عن السؤال التالي: لماذا هذا التراجع، والبحرين حقّقت نتائج إيجابية على الصعيد السياسي في إثبات نفي نسب ما حدث في البحرين الى الثورات العربية الشريفة؟!
المعركة تحتاج الى أذرع إعلامية وسياسية، وكلاهما - للأسف - مازلنا نتجرّع فشلهما الذريع في خوض تلك الحرب وإدارة فصولها!
الدولة تدفع الأموال للتأثير في الرأي العام، ولكنّها، للأسف، تدفع الأموال لأفراد «مصلحجية»، تضخّمت حساباتهم وأملاكهم في بريطانيا وأوروبا على حساب الدولة، ومع رفض الدولة أي ابتزاز منهم قلبوا لها ظهر المِجنّ، والأسماء لا تعدّ ولا تحصى، وآخرها عضو الشورى المفصول!
الدولة دفعت لشركات إعلامية، اكتشفنا أثناء الأحداث أنّها كانت تعمل في الخارج لتشويه صورة البحرين ولدعم المشروع الانقلابي!
آخر الكلام: هناك أطراف لا تحتاج الى من يدفع لها لأن تكون ضدّك، وأكثرها غرابة هي قناة «الجزيرة» التي تبثّ من دولة خليجية شقيقة! ماذا فعلت لكم البحرين لتلقى منكم هذا التحامل؟!