الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


جماعة مراقبة: البنية التحتية لنفط السودان تضررت خلال النزاع مع الجنوب

تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢



الخرطوم - (الوكالات): قالت جماعة مراقبة أمس الأحد ان صورا التقطت بالاقمار الصناعية تظهر ان جزءا رئيسيا من البنية التحتية لصناعة النفط في منطقة هجليج السودانية المتنازع عليها قد دمر خلال النزاع الحدودي الاخير مع دولة جنوب السودان. وقال مشروع للرصد بالقمر الصناعي اسسه نشطاء معنيون بالشأن السوداني بينهم الممثل الشهير جورج كلوني ان صور القمر الصناعي الحديثة تظهر مفرعا لتجميع النفط في منطقة هجليج وقد نسف على ما يبدو.
واضاف في بيان: ان المنشأة المدمرة تبدو متسقة مع وصف بأنه مفرع للتجميع بسبب شكلها وموقعها عند نقطة التقاء خطوط أنابيب متعددة. وقال البيان ايضا ان الدمار الذي لحق بمفرع التجميع الخاص هذا يمكن أن يؤدي على الارجح إلى توقف فوري لتدفق النفط من المنطقة.
وذكرت المجموعة ان الصور التقطت يوم 15 إبريل لكنها لا تستطيع أن تحدد ما اذا كان الدمار ناجم عن قصف جوي أم عمل بري. ولم يتضح متى تضررت المعدات النفطية او الجانب الذي الحق بها الضرر.
واعلنت الامم المتحدة أمس الاحد ان جميع السكان المدنيين في مدينة هجليج والقرى المجاورة لها فروا من هذه المنطقة النفطية التي شهدت مواجهات بين السودان وجنوب السودان، مقدرة عدد هؤلاء بالالاف. وقالت الوكالة الانسانية للامم المتحدة نقلا عن المفوضية السودانية للشؤون الانسانية وتقارير اخرى تلقتها المنظمة الدولية ان «جميع السكان المدنيين في مدينة هجليج والقرى المجاورة لاذوا بالفرار».
واضافت الامم المتحدة استنادا إلى ارقام للمفوضية السودانية ان خمسة الاف شخص فروا من هجليج وتوجهوا وخصوصا إلى قريتي خرسانة وكيلاك اللتين تبعدان مائة كلم شمالا. واورد تقرير المنظمة الدولية الذي يغطي الفترة حتى منتصف إبريل ان بعثة من الهلال الاحمر السوداني توجهت إلى خرسانة وكيلاك في 14 و15 إبريل «نقلت ان معظم النازحين موزعون في الارياف او يفتقرون إلى المأوى على بعد حوالي ثلاثة او اربعة كلم من خرسانة». وأضاف أن «بعثة الهلال الاحمر السوداني افادت ان الحاجات الاساسية للنازحين في منطقة خرسانة هي المياه والغذاء والادوات الصحية».
ومن ناحية أخرى أكد جيش جنوب السودان أمس الاحد انه انجز انسحابه من حقل هجليج النفطي الحدودي، منددا بعمليات القصف السودانية التي كانت لا تزال مستمرة على المنطقة صباح السبت. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير لوكالة فرانس برس ان «الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) انجز انسحابه من هجليج امس (السبت)».
وكان جنوب السودان اعلن اعتبارا من الجمعة اجلاء قواته من هجليج، مشيرا إلى ان عملية الانسحاب التي تقررت برايه تلبية لمطالب ملحة من المجتمع الدولي، تتطلب ثلاثة ايام. ومنذ ذلك الوقت، يخوض جنوب السودان والسودان حربا اعلامية بشان الطريقة التي جرت بموجبها مغادرة جنوب السودان. ففي حين قالت جوبا انها امرت بانسحاب تدريجي وطوعي، تؤكد الخرطوم انها «حررت» المنطقة عبر طرد قوات الجنوب بالقوة منها.
ودعا الاتحاد الافريقي أمس الأحد مجددا السودان وجنوب السودان إلى الكف عن الاعمال العدائية واستئناف المفاوضات. واضاف رئيس المفوضية جان بينغ باسم الاتحاد ان على الطرفين الانصياع «الى مصالح بلديهما وشعبيهما على المدى البعيد» وتحمل مسؤوليتهما «ازاء المنطقة وبقية مناطق إفريقيا والمجتمع الدولي».
ويشكل ترسيم الحدود وتقاسم الموارد النفطية الموضوعين الخلافيين الرئيسيين اللذين لا يزالان عالقين بين الدولتين الجارتين. كما ان تبادل الاتهامات بدعم مجموعات متمردة في كل من البلدين ضد البلد الاخر تسيء ايضا إلى العلاقات بين جوبا والخرطوم. وبرعاية الاتحاد الافريقي، بدأت محادثات في محاولة لتهدئة التوترات. لكن المواجهات الأخيرة أفشلتها إلى حد ان البرلمان السوداني صوت لصالح تعليقها.