الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالشمع الاحمر


دعاية مجانية.. شكراً..!

تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



نجحت البحرين في استضافة حدث سباق السيارات، وربما -كما قال «بارني إيكلستون»- أسهم تسييس واستغلال الحدث من قبل البعض في الترويج له بشكل مجاني. ليس هذا فقط، فالوضع المبهم والمعتم عليه إعلامياٌّ حول حقيقة الاحتجاجات في البحرين بات هذه المرة مكشوفاً، لأن القنوات الإعلامية التي ركزت كثيراً على الأوضاع في البحرين كي تصل إلى نتيجة إلغاء السباق وجدت أن أنسب طريقة لذلك هي إبراز البحرين كبلد أمنه متدهور، ويشكل خطورة على زائريه. ولذا فقد خدمت هذه السياسة «الغبية» البحرين بشكل غير متوقع، إذ راحت عدة قنوات تسلط الضوء على الحرق والتخريب وقنابل المولوتوف وقطع الشوارع. لكنها لم تتمكن من منع الحدث، بل على العكس، فهي أعطت صورة -مشكورة - للمشاهد في جميع أنحاء العالم عن طبيعة الحراك «السلمي» في البحرين، وعن معاناة الناس مع أعمال الحرق والتخريب اليومية واستهدافهم في مصالحهم.
لا ننسى أيضاً أن «المعارضة» قد فشلت في محاولاتها المستميتة إلغاء السباق، حيث كانت تهدف إلى ثلاثة أمور؛ الإضرار بسمعة البحرين اقتصادياٌّ، وإثبات أنها هي من يتحكم بالواقع على الأرض وليس الحكومة، بالإضافة إلى توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي بأن الأوضاع في البحرين غير مستقرة وأن المشاكل ما زالت مستمرة. جميع هذه الأهداف سقطت باستمرار السباق ونجاحه، ولأن أطرافاً عديدة أدركت حقيقة هذا الفشل، بادرت إلى التصريح بأنها لن تتظاهر في يوم إقامة السباق النهائي -أي أمس- حيث نقلت شبكة «يورونيوز» عن المعارضة البحرينية ذلك القول. وهذا يفسر كيف ظهرت الدعوات فجأة إلى ما يطلق عليه «العودة إلى الدوار»، كتغطية على الفشل ليس إلا.
لن أنسى أن أبارك للبحرين حكومة وشعباً نجاح هذا الحدث رغم كل المصاعب، لكنني سأذكر مجدداً بالأهمية البالغة لإيجاد استراتيجية جديدة لتنظيم الفعاليات الدولية. بمعنى آخر، وكما قلنا من قبل، نريد لفعالياتنا أن تتحرر من الوقوف على المحك، وألا تقع في أية لحظة رهينة غدر أو مساومات أو ابتزازات. لقد أرادت بعض الدول أن تبتز البحرين سياسياٌّ من خلال هذا السباق، فيما حاولت دول أخرى ابتزازها اقتصادياٌّ، وإن اقتضى ذلك منها الابتعاد عن جادة الصواب، والضرب بالقيم والأخلاق الإعلامية في نقل الأحداث عرض الحائط.
هل نريد لهذا الابتزاز أن يتكرر؟ بالطبع لا.. فلتكن المشكلة إذن هي الطريق إلى الحل.