الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مصارحات


تشويه البحرين في الجو.. «ليش»؟!

تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



لم أتخصّص في دراسة الأصول الدبلوماسية بين الدول، ولم أنظر في حياتي إلى دولنا العربية كدول منفصلة، وإنّما ككيان عربي إسلامي، فتّته الاستعمار ومزّقه ومازال.
وإذا كنّا ننظر إلى الدول العربية ككيان واحد، فما بالنا بدول الخليج العربي، والتي تعتبر دولة واحدة، حيث تتوزّع العائلة الواحدة في البحرين وقطر والكويت والسعودية والإمارات وعمان، يربط بينهم ما لا يربط بين غيرهم في بقاع الأرض، من دين وهويّة وثقافة وعادات، جُبلت على المحبّة والتآلف والتسامح، إذا مرض أحدهم تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
بالأمس ختمنا حديثنا بعتابنا لقطر الشقيقة، وكيف سمحت لقناة الجزيرة بأن تستحلّ أمن البحرين واستقرارها بطريقة تبعث على الاستغراب و«القرف»؟! وصل الي بالأمس ما هو أدهى من ذلك وإليكم الحكاية!
أسرة بحرينية كريمة كانت تستقل الخطوط القطرية عائدة من أمريكا إلى البحرين في رحلة علاج، تفاجأ بأنّ أحد برامجها الوثائقية المعروضة على الطائرة، عبارة عن إحدى فعاليات مؤسسة «قطر فاونديشن»، وهو ما يسمّى «setabeD ahoD»، وكانت المناظرة المنتقاة للعرض في الطائرة، والمعروضة على كتيب الطائرة التعريفي، هي لتشويه سمعة البحرين والطعن في مشروعها الإصلاحي، وادعاء فقدان الثقة في الوعود الإصلاحية!
لا أخفيكم سرا، أنّني قد فتحت فيّ متعجبّاً ومستغربا، حيث لا يستوي ذلك مع طبيعة العلاقات الأخوية والقرائبية بين البحرين وبين الشقيقة قطر، وقد أستوعب أن توجد تلك النوعية من البرامج على الخطوط الإيرانية مثلا، أو على قنوات «الصرف الصحي» العالم والمنار وشقيقاتهما في الكذب والتدليس والعهر الإعلامي، لكن أن تجد تلك الطعنة من دولة جارة، فإنّ ذلك ليس مبرّراً وغير مقبول أبدا.
ما يربطنا بقطر ليس ارتباطاً حدودياً فقط، وإنّما هو ارتباط مصيري، بحيث إذا تضرّر أحد من منظومتنا الخليجية العربية فسينعكس ذلك بالضرر الفادح على جميع دول هذا الكيان الصغير الذي تحاربه إيران بما أوتيت من قوّة، تدعمها في ذلك قوًى خارجية تريد جني الثمار نظير الابتزاز وتحقيق المصالح المتبادلة!
أن تقبل الشقيقة قطر بأن تحارَب البحرين عبر فضائيتها وعبر طَيَرانها الرسمي، فهذا يبعث برسائل مؤلمة عن حقيقة العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي، التي بدلا من أن تسعى في تقوية بعضها، نراها تقاتل في سبيل إضعاف الآخرين وإفشال مشاريعهم الناجحة، وتشويه مشروعهم الإصلاحي.
لكم أن تقبلوه منّا كعتب المحبّ، ولكن بشاعة محاربة الجزيرة للفورمولا واحد أمر مؤلم لا يقبله عقل يعرف طبيعة العلاقة بين دولنا بعضها ببعض!
برودكاست: خالد السردي، ذلك الطالب الجامعي، الذي تابع الجميع فصول الاعتداء عليه من قبل أشباه الرجال على سطح أحد مباني الجامعة، والذي تمّ ضربه بالألواح وركله بالأقدام وسحله على الأرض ورميه من طابق إلى طابق، ولم يتركوه حتى وهو داخل سيارة الإسعاف. عجزت الدولة أن تأخذ حقّه، بينما من ضربوه وسحلوه وركلوه أعادتهم الدولة إلى كراسيهم معززين مكرمين!
كلمة أخيرة: اتقوا دعوة المظلوم فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب.