أخبار البحرين
ضمن برنامج المصالحة الوطنية «وِحدة وَحده»
د.أحمد جلال: ضروري جدا أن نعلم أطفالنا أن يحبوا أنفسهم والآخرين
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٢
أكد أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة البحرين الدكتور أحمد سعد جلال أن الذكاء هو التفكير المجرد وهو القدرة على التكيف والتعليم، مشيرا إلى أن الذكاء يخضع إلى التنشئة الاجتماعية وان الفروق بين الناس في الذكاء يرجع إلى العوامل الوراثية، جاء ذلك خلال ورشة الذكاء العاطفي ودوره في الأزمات ضمن البرنامج الإرشادي «التكيف مع الأزمات» الذي تقوم بتنظيمه اللجنة الوطنية للطفولة تحت رعاية وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي، ضمن برنامج الوحدة الوطنية الاجتماعية «وِحدة وَحده».
أوضح د.جلال أن الذكاء العاطفي هو فهم مشاعرنا فهما دقيقا والقدرة على التمييز بين المشاعر المتناقضة، بالإضافة إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعرف على احتياجاتهم واهتماماتهم، مما ينتج عنه القدرة على توجيه هذا الذكاء وطريقة التفكير والأفعال في المواقف المختلفة، مؤكدا على ضرورة تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال وذلك بمساعدتهم في التعبير عن عواطفهم كطريقة لفهم مشاعر الآخرين واستخدام التعبير بالوجه ونغمات الصوت وبعض إيماءات الجسم الأخرى لتوصيل رسائلهم العاطفية، وإعطائهم الوقت الكافي لإظهار هذه العواطف في جو من المساعدة والرعاية، وعدم تعريضهم للانتقاد المستمر، وتنمية شعور الطفل بقيمته الذاتية عن طريق المديح الدائم والتعزيز المستمر، كما أوضح أهمية رعاية الأطفال والتغاضي والعفو عن أخطائهم ونزواتهم، ومنحهم التغذية العاطفية المناسبة ومشاركتهم الفعالة في حياتهم العاطفية كاللعب معهم وتخصيص فترة زمنية لمشاركة الأطفال الأكبر سنا في اهتماماتهم، وامتداح سلوكهم مع مراعاة الدقة والأمانة وتجنب المبالغة في المديح حتى لا يصبح نوعا من التملق، وإظهار الاهتمام بما يؤديه الطفل وذلك عن طريق المشاركة في نشاطاته المختلفة.
وأشار د. احمد إلى ضرورة عدم توجيه أسئلة أو أوامر إلى الأطفال أثناء اللعب، حيث يكون دور الأب المشاهدة وليس التحكم أو التوجيه في حالة وجوب توقيع العقاب على الطفل يمكن اللجوء إلى هذه الأشكال المتدرجة من العقاب، كالتأنيب بمعنى ترك الأطفال يجربون ويواجهون النتائج المنطقية لسوء سلوكهم ليروا بأنفسهم نتيجة أفعالهم، والعزل لبعض الوقت وذلك بتوجيه الأمر إلى الطفل بالجلوس منعزلا في ركن من الأركان لفترة ما عند سوء التصرف ولا يجب أن تطول هذه الفترة، وحرمان الطفل من ميزة كان يستمتع بها مثل مشاهدة التلفزيون أو العاب الفيديو، والتكرار الزائد للتصحيح، إذ يتعين مطالبة الطفل بإعادة السلوك الصحيح عشر مرات على الأقل أو مدة محددة، لافتا إلى إن هناك نظام النقاط الذي يعطي للطفل درجات على السلوك السليم، ويمنع من تسجيل نقاط في حال مخالفته السلوك السليم ويعطي مكافأة عندما يصل إلى معدل نقاط معين يتم الاتفاق عليه معه، مؤكدا أهمية تعليم الأطفال الخوف من العقاب والقلق بشأن عدم رضا المجتمع عن التصرفات الخاطئة، والشعور بالذنب عند الفشل في تحقيق التوقعات الذاتية، والخجل والارتباك عند القيام بعمل شيئا لا يقبله الآخرون مع مراعاة تعويدهم على الأمانة والصدق.
وتطرق أستاذ علم النفس إلى ضرورة أن نعلم أطفالنا أن يحبوا أنفسهم والآخرين، وذلك بعدم نعته بصفات سلبية، وتعليمة تحمل المسئولية، مع ضرورة الثناء عليه عندما يقوم بعمل جيد، والتعاطف معه وتعليمه التعاطف مع الآخرين وتجنب النقد اللاذع له، مع تأكيد تعليمه الميل إلى التفاؤل على الدوام.
وعن كيفية التواصل مع الآخرين تطرق إلى أهمية التعبير عن المشاعر للآخرين وكيفية أن يكون ايجابيا في إيصال هذه المشاعر وفي نفس الوقت أن يكون قادرا على فهم مشاعرهم وتفسيرها، مشيرا إلى أن التعبير عن المشاعر ينقسم إلى شخص ايجابي في توصيل المشاعر أي أن يكون قادرا على المبادرة والإفصاح عن مشاعره للغير وهو مرسل جيد لمشاعره، والنوع الثاني هو الشخص السلبي في توصيل مشاعره أي يتلقى المشاعر من الآخرين بشكل جيد ويجيب عليها بمثل ما استلمها، أما النوع الثالث فهو الشخص الفاقد للقدرة على الإرسال والاستقبال للمشاعر لأنه لا يفصح عن مشاعره للآخرين ولا يرد على مبادراتهم له بأي شيء.
وعلى هامش الورشة عبر أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة البحرين الدكتور احمد سعد جلال عن رأيه في إقامة مثل هذه الورش والندوات قائلا: تنظيم مثل هذه الندوات في الوقت الحالي مهم جدا لتحريك الأمور الراكدة للأحداث، وخاصة انه يخاطب الجانب النفسي والاجتماعي بعيدا عن الحلول السياسية والأمنية، لان دور كل من علما النفس والاجتماع أن يقوما على تغير الاتجاهات بشكل ايجابي، وورشة الذكاء العاطفي ودوره في الأزمات تركز على مهارات الحب وتغير الاتجاهات والقدرة على توصيل المشاعر الايجابية ومواجهة الضغوط للازمات التي تحدث في البحرين وتقليل مشاعر الكره.
من جهتهم عبّر المشاركون في برنامج التكيف مع الأزمات عن سعادتهم بالمشاركة في البرنامج التدريبي ومدى استفادتهم العلمية والعملية على الواقع وقدموا شكرهم للجنة الوطنية للطفولة وحملة وحدة وحدة لتعزيز المبادارات الوطنية.