الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


الجولة الأولى لنهائي طائرة الثانية الملحق الرياضي يقرأ فوز الشّباب وخسارة الدّير

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٢



للفوز في الميادين الرياضية مقومات ومتطلبات تفرض نفسها، وهكذا الخسارة لها أسبابها وحيثياتها، وهذا ينطبق على الفوز الذي حققه فريق الشباب في الجولة الأولى لنهائي دوري الدرجة الثانية للكرة الطائرة إذ أنّ ما خرج به أصحاب الرّداء الماروني لم يأت اعتباطا أو أنه نزل عليهم وحيا من السماء لولا تضافر جهود مشتركة إدارية وفنية ورغبة أكيدة من اللاعبين .. وعلى الدّيريين أن لا يتنصلوا من مسئولية الخسارة فقد جنوا على أنفسهم بمساعدة لاعبي الشباب والتهيئة النفسية المثالية كانت غائبة عن الفريق بدليل أنّهم بعد كسبهم الشوط الأول أفل نجمهم واختفى في بقية الأشواط الثلاثة لأنّ معنويات الفريق المقابل كانت في عنان السّماء.
هدوء الشباب وعصبية الدّير
شتّان بين أجواء الفريقين، فإذا كان الهدوء والتركيز عنوان الجهاز الفني لطائرة الشباب بقيادة علي جعفر وحسن رضيو، فإن إبراهيم علي مدرب الدير افتقد هذه الميزة وكانت العصبية المفرطة أخرجته هو الآخر من جوّ المباراة ، فخارطة الطريق كانت واضحة لدى الشبابيين، فرغم ارتفاع صوت بعض لاعبيه قبل المباراة أمام الحضور القليل وتراشقهم بالكلام، ورغم خسارتهم للشوط الأول بغرابة رغم تقدمهم 21-19 إلا أنّ هدوء ورباطة جأش لاعب متوسط شبكة الوحدة سابقا النجمة حاليا علي جعفر مدرب الشباب كان الوقود الأول لعودة لاعبيه القويّة لأجواء المباراة، وإذا كنا نجد العذر لمدرب الدير كونه يفتقد إلى مدرب مساعد يكون ساعده الأيمن خاصة في مثل هذه المواجهات النهائية التي تتحاوش فيها الضغوط اللاعبين من كلّ حدب وصوب، ولكن هذا ليس بمبرّر أن يكون صوته تحت مسمع الصغير والكبير، وبعصبيته التي انعكست على لاعبيه منح الشباب خدمة جليلة، ومن يقول أنّ مهمة المدرب تنتهي بدخول اللاعبين أجواء المباراة فعليه أن يعيد حساباته من جديد فاللاعبون يكتسبون استقرارهم من استقرار مدربهم والعكس صحيح، واللاعب مهما كانت إمكاناته ونجوميته لا يمكنه أن يقدّم متى ما كان يلعب تحت أجواء ضاغطة خاصة متى ما كان حديث السّن والخبرة.
سوء استقبال حائط الصد
كانت هناك تعليمات صارمة من الجهاز الفني للشباب لبعض لاعبيه بتركيز الإرسال على مراكز ولاعبين معيّنين لزعزعة استقبال الكرة الأولى وإخراج مستقبليها من أجواء المباراة ، ونجح الشبابيون في ذلك لحدّ كبير إذ اضطرّ مدرب الدير لسحب لاعبه مصطفى أحمد من الملعب اضطراريا حتى لو كان لدقائق معدودة لسوء استقباله وكذلك علي حبيل لمعاناتهما في الاستقبال وترتب على ذلك أن أجبر معد الدير محمد الحايكي على انتهاج اللعب المفتوح الذي قابله الشبابيون بحوائط صد موفقة ثنائية وأحيانا ثلاثية التشكيل رغم أنّ حسين الحمر متوسط شبكة الدير تألق كعادته كلما وجد معده الحايكي الكرة مستقرة.
حبيل والحايكي مضغوطان
لن نبتعد عن الحقيقة عندما نشير إلى أنّ اللاعبين المنضمين حديثا لطائرة الدير علي حبيل وعباس الحايكي يلعبان تحت ضغط إثبات الوجود خاصة أنّ انضمامهما لصفوف الفريق جاء في وقت حرج لن يسعفهما لتأكيد وجودهما إذا ما وضع بعين الاعتبار أنهما غير جاهزين بدنيا ومشاركتهما في هذا التوقيت بالذات لن يخدمهما ويخدم الفريق كونّ المباريات حسّاسة ومصيرية والعيون مسلّطة عليهما متى ما دفع بهما المدرب في المباريات، وما طلب علي حبيل من مدربه في لقاء فريقه أمام النبيه صالح أن يستبدله إلا تأكيدا على ما ذهبنا إليه.
خبرة حاضرة
عنصر الخبرة حاضر في صفوف الفريقين الشباب والدّير .. وهذا العنصر معطّل على مستوى صناعة اللعب في الشباب ممثلا في عادل محمد الذي تحول ظروفه الوظيفية دون الانتظام في التدريبات ومع ذلك وضع الشباب ثقته في معده الشاب محمد عباس وهو مجتهد في التدريبات ويريد أن يثبت وجوده حسب قول زميله أكبر سعيد.. أضف ذلك وجود ثلاثي الأطراف أكبر سعيد وأحمد عبد الحسين وسيد علي خلف وهؤلاء قادرون على التصرف في الأوقات الحرجة ولو رجعنا لشريط المباراة لوجدنا لاعبي الشباب هم المتحكّمين في مجريات الأمور وإدارة المباراة.. وهناك الثنائي الخبّاز حسين وعباس متوسطا الشبكة يجيدان الهجوم السريع وتكوين حائط الصد غير أنّ حمر الدير مرّ منهما كثيرا وكان هذا الأخير في مستوى المباريات ذات الوزن الثقيل إضافة للشاب محمد جواد الذي وضعه مدربه تحت ضغط.. ويبقى محمد عطية سلاح ذو حدين صحيح أنه طاقة هجومية لا تهدأ ولكنه لا يمكنه أن يلعب بالقوّة الأدائية طوال أشواط المباراة كلها خاصة التي تمتد لخمسة أشواط للتعب الذي يناله جراء التركيز عليه والدير في ظل استقرار الكرة الأولى أفضل من يؤدي بجماعية بوجود صانع الألعاب في قامة الحايكي.. فاستقرار الاستقبال يخفف الضغط على لاعبي الأطراف واستثمارهم بالطريقة الأفضل خاصة أن مصطفى أحمد يجيد استخدام كلتي يديه في الهجوم وهذه ميزة لا تتوفر في بقية فرق المسابقة سوى عند النيجيري ماثيو لاعب طائرة الرفاع الشرقي.