الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


هولاند وساركوزي يحاولان كسب أصوات اليمين المتطرف

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٢



باريس - (ا ف ب): يسعى المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الفائز بالدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، والرئيس نيكولا ساركوزي الذي اعترض الفرنسيون بتصويتهم على إدارته للأزمة منذ الاثنين، إلى كسب أصوات اليمين المتطرف التي ستكون حاسمة في الدورة الثانية في الـ6 من مايو، بعد النتيجة التاريخية التي حققتها الجبهة الوطنية. وغداة انتخابات حققت فيها الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بزعامة مارين لوبن نتائج تاريخية، بدأ المرشحان الأساسيان مواجهة غير مباشرة على أمل الفوز في الدورة الثانية، حيث يبدو هولاند «واثقا» مع حصوله على 28,6% من الأصوات.
فقد أفادت النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية أمس الاثنين، أن فرنسوا هولاند حصل على 28,63% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، متقدما على نيكولا ساركوزي الذي حصل على 27,18%، ومارين لوبن (17,90%). وركز المرشحان خطابيهما أمس الاثنين على نفس الاتجاه تقريبا، وكانت الكلمات موجهة إلى ناخبي الجبهة الوطنية.
وقال هولاند الذي من المتوقع أن يزور بروتانيه (غرب) خلال النهار، «هناك ناخبون يمكن أن يكونوا عبروا بهذه الطريقة عن آرائهم بدافع الغضب. إن هؤلاء هم الذين أريد الاستماع إليهم»، مضيفا «علينا إقناع الفرنسيين الذين عبروا عن هذه الرسائل».
من جهته أعلن ساركوزي الذي سيزور تور (وسط)، أنه «يجب احترام تصويت الناخبين، من واجبنا الاستماع إليهم. هناك تصويت الأزمة الذي تضاعف من انتخابات إلى أخرى، ويجب تقديم رد على تصويت الأزمة هذا».
و حافظ فرانسوا هولاند على استراتيجيته الهادفة «إلى جمع» الناخبين، بعدما نال دعم مرشحي اليسار جان لوك ميلانشون الذي حصل على 11,11%، ومرشحة الخضر ايفا جولي (2,31%)، واللذين دعيا إلى «هزم ساركوزي». وأظهرت استطلاعات رأي أجراها معهدا «ايبسوس» و«بي في اه»، أنه في الدورة الثانية يتوقع أن ينال هولاند ما بين 53 و54% من نوايا التصويت، فيما يقول المقربون منه إن «أربعة فرنسيين من خمسة قالوا «لا» لنيكولا ساركوزي، ووضعوا بالتالي ثقتهم بفرانسوا هولاند».
ولكي يتمكن من الفوز في الدورة الثانية، سيكون على نيكولا ساركوزي الذي أدى تراجع شعبيته إلى جانب الأزمة الاقتصادية إلى إضعاف موقفه، استعادة القسم الأكبر من أصوات ناخبي اليمين المتطرف الذي صوت بعضهم له في عام 2007 تأييدا لخطابه حول العمل والقدرة الشرائية. ولهذه الغاية سيحاول فريق حملة ساركوزي تكثيف الخطاب الموجه نحو اليمين.
وحددت زعيمة اليمين المتطرف موعد 1 مايو لكي تعلن موقفها، ولكن أبرز مسؤوليها قالوا يوم الاثنين إنها قد لا تحدد خيارا بين المرشحين، وقال مدير حملتها فلوريان فيليبو إن «الناس أحرار، ويقومون بما يريدونه، ولكن هل يمكننا الاختيار بين ساركوزي وهولاند حين نرى الحالة التي أوصلا البلاد اليها؟».
وتعتبر النتيجة التي حققتها مارين لوبن هي الأعلى لأي سياسي من اليمين المتطرف، وقد تمنحها وزنا أكبر خلال الدورة الثانية وفي الحياة السياسية عموما في السنوات المقبلة. لكن الاستطلاعات حول إمكانية تجيير أصوات لا تعطي صورة واضحة عن توجه الناخبين في الدورة الثانية.
وأبدت دول أوروبية عدة قلقها أمس الاثنين بعد النتيجة التاريخية التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي المشكك في أوروبا في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، مما يؤكد اتجاها قويا يسجل في دول عدة من الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت المستشارة الألمانية انجيلا مركيل أن نتيجة اليمين المتطرف الفرنسي في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تثير «القلق» كما قال أحد المتحدثين باسم الحكومة الألمانية مؤكدا في مؤتمر صحفي أسبوعي يوم الاثنين، إن مركيل «تواصل دعمها» للرئيس نيكولا ساركوزي، لكنها «ستعمل» مع أي رئيس فرنسي منتخب كما قال.
وتم التعبير عن هذا القلق أيضا على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورج، فقد حمل وزير خارجية لوكسمبورج جان اسلبورن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جزءا من مسؤولية نجاح مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن، من خلال خياره تركيز حملته على الحدود الأوروبية التي يعتبرها غير مضبوطة بشكل محكم، وعلى ضبط الهجرة. وقال اسلبورن وهو اشتراكي «إنْ كررنا كل يوم أن علينا تغيير شنجن، وانتهاج سياسة هجرة متشددة، والتحدث عن الاستثناء الفرنسي، كل ذلك سيصب في مصلحة الجبهة الوطنية».
وقال وزير الخارجية الدنماركي فيلي سوفندال الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية يونيو المقبل، إن نتيجة التصويت «مقلقة للغاية»، معتبرا أنها تندرج في إطار اتجاه عام في أوروبا تجسد أيضا من خلال صعود أحزاب سياسية مماثلة في الدنمارك وفنلندا. وعبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلد أيضا عن «قلقه من هذا الشعور الذي نلاحظه ضد قيام مجتمعات منفتحة، وأوروبا منفتحة. إن ذلك يقلقنا وليس فقط في فرنسا».
وتحدث نظيره النمساوي مايكل سبيندلجير عن «نتيجة حاسمة لـ(مارين) لوبن» التي «ينبغي ان تدفعنا للتفكير»، فيما اعتبر نظيره البلجيكي ديدييه رندرز، أن «اندفاعة اليمين المتطرف» في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا «تثير دوما القلق في أوروبا». وأضاف «يجب التيقظ جدا لذلك».