عربية ودولية
34 قتيلا رغم وجود المراقبين وعقوبات أوروبية جديدة على النظام السوري
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٢
دمشق- الوكالات: قتل 34 في اعمال عنف في سوريا أمس الاثنين، رغم وجود المراقبين الدوليين لوقف اطلاق النار الذين سيرتفع عددهم إلى 300 اعتبارا من الاسبوع المقبل.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 28 شخصا في حي الاربعين في مدينة حماة في اطلاق نار من اسلحة رشاشة خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية.
وكان مواطن قد قتل بعد منتصف ليل الاحد الاثنين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق. كما افاد المرصد عن مقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في حماة ودرعا.
واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان «مجموعة ارهابية مسلحة» اغتالت امس ضابطا برتبة عقيد وصف ضابط برتبة مساعد في مدينة حماة، وطبيبا في مدينة درعا وضابطا برتبة مقدم في بلدة المسمية التابعة لمدينة الصنمين في المحافظة.
ورغم ذلك، اعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار ان بلاده ستستعيد امنها واستقرارها وستخرج «اقوى» من الازمة التي تتعرض لها منذ اكثر من 14 شهرا.
وقال بحسب وكالة انباء «سانا» الرسمية خلال لقائه مع ضباط ودورات طلاب الضباط في كلية الشهيد باسل الأسد للعلوم الشرطية، ان ذلك سيتم «بفضل وعي شعبها وتمسكه بوحدته الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد».
ورأى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد من جهته ان الحوار الوطني هو السبيل «الوحيد» للخروج من الازمة في سوريا، مجددا التزام بلاده «التام» بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان.
وتأتي هذه التطورات في وقت دخلت مهمة طليعة المراقبين الدوليين في سوريا التي تستند إلى خطة انان أمس الاثنين اسبوعها الثاني، وبعد اثني عشر يوما من بدء تطبيق وقف اطلاق النار الذي يشهد خروقات يومية.
وتدعو خطة عنان إلى وقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة، وسحب الجيش والاليات من المدن، والسماح بالتظاهر السلمي، واطلاق المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية.
في نيويورك، اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان انتشار المراقبين الدوليين ال300 المكلفين بمتابعة وقف اطلاق النار في سوريا سيبدأ الاسبوع المقبل. و«سيتم انتشار بعثة المراقبة على مراحل»، على «ان ينجز مع نهاية ابريل». وتتألف البعثة من عسكريين غير مسلحين بموجب القرار 2043 الذي صدر عن مجلس الامن الدولي السبت.
في هذا الوقت، واصلت طليعة المراقبين جولاتها الميدانية. وزار الفريق أمس الاثنين منطقة ريف دمشق، وحمص وحلب في الشمال، بحسب مصادر مختلفة.
وبث ناشطون مناهضون للنظام اشرطة فيديو عدة على الانترنت لتظاهرة حاشدة لاقت اربعة مراقبين بدوا وهم يسيرون بصمت بين الناس في مدينة دوما في ريف دمشق بقبعاتهم الزرقاء، بينما الحشد يهتف «الشعب يريد اسقاط النظام» و«الشعب يريد اعدام الرئيس».
وفي فيديو آخر، تبدو سيارة المراقبين وهي تمر قرب آليات ودبابات للجيش السوري في مدينة الزبداني في ريف دمشق، ثم عسكريون يرتدون القبعات الزرق وهم يمرون قرب آلية اخرى سيرا. وقال ناشطون ان زيارة المراقبين للزبداني كانت سريعة جدا.
وقال المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر ان «المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض امس الاول لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئا، ويرفضون مرافقة الناشطين إلى اي مكان فيه اطلاق نار او منزل مدمر او شهيد». ويضيف «نحن نعرف اين الدبابة واين المدارس واين الحاجز. مهمتهم فاشلة لانهم لا ينسقون مع الناس على الارض».
واوضح الناشط ابو خالد من الزبداني ان «الناشطين ارادوا اصطحاب المراقبين على بعد اقل من كيلومتر على طرف المدينة لرؤية الدبابات التي كانت تقصف المدينة، لكنهم رفضوا متحججين بارتباطات اخرى». وأكد فارس محمد من لجان التنسيق المحلية ان هناك دبابات «خبأها النظام في تلال خارج المدينة».
واوردت وكالة سانا ان «وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر في مدينة حمص والتقى الاهالي». ويمكث مراقبان من فريق الثمانية مراقبين في حمص منذ السبت.
وذكر المرصد السوري ان مراقبين زاروا مدينة الباب في ريف حلب، مشيرا إلى ان الزيارة تزامنت مع «حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينة».
وقرر الاتحاد الاوروبي أمس الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا والحد من صادرات المواد التي يمكن ان تستخدم لقمع المتظاهرين. وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل ان هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، وهي الرابعة عشرة منذ حوالى السنة، تستهدف «بشكل رمزي للغاية» نمط حياة الرئيس بشار الاسد وزوجته اسماء.
وشددت سويسرا اجراءاتها بحق النظام السوري وفرضت عقوبات على والدة الرئيس انيسة الاسد وزوجته اسماء وعدد من اعضاء الحكومة، بالاضافة إلى بشرى الاسد، شقيقة الرئيس السوري، ومنال الاسد، زوجة شقيقه الاصغر ماهر.
واعلن البيت الابيض أمس الاثنين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اذن بفرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وايران بالوسائل التكنولوجية الرامية إلى تسهيل انتهاكات حقوق الانسان.
في القاهرة، صرح رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو ان الدعم الايراني والغطاء الروسي هما اللذان مكنا النظام السوري من الاستمرار في العنف، مؤكدا ان «الايرانيين يعتبرون المعركة في دمشق معركتهم».
وقال الوزير المصري من جهته ان «ما يسعى الجميع لتحقيقه الآن لا يخرج في مضمونه عن المحاور التي طرحتها مصر لحل الأزمة منذ أغسطس الماضي والمتمثلة في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات».