البحرين وصناعة المعارض
 تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢
لا يختلف اثنان من المعنيين أو المتخصصين بصناعة المعارض أنها تسهم بشكل كبير وفعال في رفع الناتج المحلي، حيث إن كثيرا من الدول تستقطب المعارض العالمية أو تشارك فيها لتحريك عجلة التبادل التجاري وتنشيط الاقتصاد المحلي، من خلال التعريف بالمنتجات الوطنية وبيعها وتبادل السلع، ولاسيما على مستوى التصدير والتجارة الخارجية. والمثل يقول أنت لا تسأل عني إذا لم تكن تعرفني، والمعارض وسيلة لتعريف الناس بالسلع التي تلبي حاجاتهم، فلابد من الترويج السلعي والمنتجات الوطنية وتسويقها وتعريف الناس بها وإقامة المعارض خير من يسوق للسلع إعلاميا، وتحسن الاقتصاد في أي بلد رهن بفائض الإنتاج عن الحاجة المحلية وتصديرها وبيعها في الداخل والخارج، وما كان ليكون الإنتاج لولا ذلك.
يعود تاريخ صناعة المعارض إلى عام ألف وثمانمائة وأربعة وأربعين وتحديدا في باريس عاصمة فرنسا، حيث أقيم أول معرض للمنتجات الصناعية التي فاضت عن حاجتها، وتلتها انجلترا وتحديدا في الهايد بارك لعرض الثقافة البريطانية والصناعات الوطنية، ثم تطورت صناعة المعارض بسرعة وانتشرت وأصبحت نشاطا عالميا، وبضاعة مربحة، لا تجد دولة من دول العالم المتحضر في وقتنا الحاضر لا تمتلك أكثر من معرض في عاصمتها ومعارض كثيرة منتشرة في المدن الكبيرة الأخرى، وتتباهى عواصم الدول الصناعية المتقدمة بمعارضها الكبيرة المجهزة بأحدث المعدات والمرافق، لما لصناعة المعارض من اثر في إنعاش السوق المحلية، إضافة لترويج السلع وتنشيط حركة الأموال، وتبادل الثقافات والخبرات، فان في استضافة وتنظيم معرض أو مؤتمر دولي يوفر حراكا اقتصاديا فعالا تشغيل الفنادق والمطاعم والخطوط الجوية، والمواصلات والاتصالات، وهناك دول يقوم اقتصادها على السياحة وتنشيط المعارض والمؤتمرات ومثالنا على ذلك دبي التي عملت بجد ونشاط لدعم هذه الصناعة وتطويرها واستقطاب ما يمكن منها نوعا وكما لإيمانها بجدواها وقد لمست ذلك عمليا.
وتعد مملكتنا الغالية من أوائل الدول الخليجية التي سعت لإنشاء مركز «معتبر» للمعارض والمؤتمرات وأسندت إدارته والاشراف عليه إلى هيئة متخصصة، ونجح المركز ونهض بسمعة البحرين على أفضل وجه، وظلت أعداد المعارض وأحجامها تزداد وتتطور عاما بعد عام، واليوم أصبحت لدينا خبرات ومهارات فنية وحرفية مرموقة، لمواكبة روح العصر، ومنافسة الآخرين وينبغي أن نتقدم ونتطور، فما أحوج مركز المعارض والمؤتمرات الحالي إلى التوسعة والتطوير في قاعات العرض المغلقة والمفتوحة، ودعمه بمرافق سياحية على الأقل مطعم وسينما ومسرح وغير ذلك! بل ما أحوجنا إلى بناء مركز جديد أوسع وأحدث يتوسط الجسرين اللذين يربطان البحرين بقطر والسعودية! مركز حديث مع مرافق سياحية بسوق دائمة وفنادق ومطاعم ومسارح وسينما وقاعة احتفالات، فالمعارض اليوم ليست بيعا وشراء فحسب بل سياحة وتبادلا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، وحسبنا التذكير والله من وراء القصد.
علي الشهابي
.