الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


اكتمل سياج العراق.. حديقة خلفية لإيران!

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



الترتيبات جارية على قدم وساق لإحلال (العراق) حليفاً استراتيجياً لإيران بدلاً من (سوريا) أو لتعويض (سوريا) بعد سقوط النظام في دمشق.. وقد شهدت إيران والعراق أسبوعاً من التحركات السياسية التضامنية فيما بينهما, فقد شن رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) هجوماً كبيراً ضد (تركيا) واتهمها بإشعال الخلافات الطائفية في العراق!.. فرد رئيس الوزراء التركي (رجب طيب اردوغان): «إننا لا نفرق بين السنة والشيعة أو العرب أو الأكراد أو التركمان.. انهم جميعاً أشقاؤنا». وبحسب ما نشرته الزميلة «الشرق الأوسط» يوم أمس الأول: «فإن (أردوغان) سبق أن اتهم المالكي قبل أيام بأنه يتصرف بأنانية وإثارة التوترات.. فيما وصف (المالكي) تركيا بأنها دولة معادية».
وجاءت هذه الاتهامات المتبادلة بين (المالكي) و(أردوغان) بعد هجوم إيراني عنيف في وسائل الإعلام الإيرانية وعلى لسان المسئولين الإيرانيين ضد تركيا, واتهامها بالبحث عن نفوذ لها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية, الأمر الذي دفع (المالكي) لكي يهاجم تركيا هو الآخر حتى يكسب ود ورضا إيران عليه في سدة الحكم بالعراق, وخصوصا أن الأنباء تحدثت عن احتمال تصويت البرلمان العراقي لإقالة (المالكي) من رئاسة الوزراء, وإحلال رئيس وزراء جديد من (التيار الصدري) لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة التي تعيشها الحكومة العراقية, ولكن (إيران) ردت على ذلك: «بأنها ترغب في بقاء (المالكي) حتى نهاية فترة رئاسته للحكومة»!
ولعل من الأسباب التي جعلت (المالكي) يندفع سريعاً باتجاه إيران هو الزيارة الناجحة التي حققها رئيس إقليم كردستان العراق (مسعود برزاني) لتركيا, وتطمين الجانب التركي إلى أن كردستان لن تسمح لحزب العمال الكردستاني بمهاجمة تركيا من الأراضي العراقية, وحينها شنت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية هجوماً على (برزاني) واتهمته بالعمل على تقويض الحكم الشيعي في العراق!
وقد توج رئيس الوزراء العراقي (المالكي) حفل التحالف الاستراتيجي مع (إيران) بزيارة قام بها لطهران, ولقائه مع الرئيس الإيراني (أحمدي نجاد), وكذلك المرشد الأعلى (علي خامنئي) اللذين اتفقا على رأي واحد تقريباً أسمعاه (المالكي): «بوجود عراق قوي وعزيز إلى جانب إيران, فإنه لن تكون ثمة حاجة إلى وجود أعداء أمثال الولايات المتحدة في المنطقة»!
وهكذا وصلنا إلى نتيجة واحدة, وهي أن العراق أصبح الحديقة الخلفية لإيران! تزرع فيه ما تشاء تحت عيون ورصد الأقمار الصناعية الأمريكية في الفضاء!.. وربما بموافقة من (البيت الأبيض)!