الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


تجدد القصف في جنوب السودان والطرفان يتبادلان الاتهامات

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢



بنتيو - (ا ف ب): اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير الذي زار بكين أمس الثلاثاء السودان بـ «إعلان الحرب» على بلاده التي استهدفت بغارات ليلية من جانب الطيران السوداني على مقربة من الحدود. من جانبه، اتهم السودان جوبا بأنها تريد «زعزعة استقراره» من خلال استمرارها في دعم المتمردين على أراضيه، وذلك غداة رفض الرئيس السوداني عمر البشير العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقصف الطيران السوداني ليل الاثنين الثلاثاء عددا من المواقع النفطية الحدودية في جنوب السودان، كما أعلن حاكم ولاية الوحدة الجنوبية المحاذية للسودان تعبان دينق.
واستهدفت الطائرات السودانية بلدتي باناكواش ولالوب الواقعتين داخل أراضي جنوب السودان، إضافة إلى مركز تشوين الحدودي، وهو منطقة متنازع عليها شهدت معارك شديدة بين قوات البلدين في الأيام الأخيرة، كما أوضح الحاكم دينق.
وأضاف أن عمليات القصف تواصلت حتى «الساعات الأولى» من صباح أمس الثلاثاء، موضحا ان الضربات الجوية الأكثر عمقا داخل الاراضي سجلت على بعد حوالي 25 كلم من خط الجبهة. وتنفي الخرطوم في شكل منهجي اي قصف جوي لأراضي جنوب السودان، علما ان الأمم المتحدة وصحفيين تمكنوا من تأكيد بعضها. وفي بكين، قال رئيس جنوب السودان سلفا كير في بداية لقاء مع نظيره الصيني هو جينتاو إن «زيارتي تأتي في وقت حرج بالنسبة إلى جمهورية جنوب السودان لان جارنا في الخرطوم أعلن الحرب» على الجنوب. وقد تنجم عن زيارة سالفا كير للصين انعكاسات ايجابية لما لبكين من استثمارات في المنطقة تدفعها إلى السعي لتهدئة الأجواء بين الطرفين. وبكين هي المستورد الأول للنفط السوداني الذي يشكل رهانا كبيرا في الصراع المسلح بين الخرطوم وجوبا. وبدت الحدود بين البلدين هادئة أمس الثلاثاء، لكن السودانيين عمدا إلى تعزيز عديد قواتهما على طول الحدود المتنازع عليها، والتي شهدت منذ نهاية مارس مواجهات بينهما وخصوصا في منطقة هجليج النفطية على بعد ستين كلم شمال بنتيو. وفي عاصمة ولاية الوحدة التي تعرضت يوم الاثنين لقصف من الطيران السوداني، أعلن مساعد رئيس أجهزة الاستخبارات العسكرية في جنوب السودان ماك بول انه تلقى معلومات تفيد بان الجيش السوداني يستعد لشن هجوم على بنتيو.
وتدهورت العلاقات بين الخرطوم وجوبا التي تشهد توترا منذ استقلال جنوب السودان الصيف الفائت، بعدما سيطرت قوات جنوب السودان في العاشر من إبريل على هجليج التي يطالب بها الطرفان. واستعاد الجيش السوداني في نهاية الاسبوع الفائت السيطرة على هذه المنطقة التي تؤمن نصف إنتاج النفط الخام للسودان. وفي حين أكدت الخرطوم أنها طردت منها قوات جنوب السودان قالت جوبا إنها انسحبت من المنطقة طوعا تلبية لدعوات المجتمع الدولي.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت في بيان ليل الاثنين ان «مناشدات حكومة السودان ومحاولات المجتمع الدولي المتكررة لإثناء دولة جنوب السودان عن وقف سلوكها العدواني باءت جميعها بالفشل بسبب الإصرار الأعمى على زعزعة استقرار وامن السودان». وتتهم الخرطوم باستمرار جوبا بدعم حركات التمرد الناشطة في منطقة دارفور (غرب) التي تشهد حربا أهلية، وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين، الأمر الذي ينفيه جنوب السودان.
وفي بنتيو، هددت سلطات ولاية الوحدة أمس الثلاثاء بـ «الرد» على القصف السوداني فيما يخيم شبح الحرب الشاملة بين البلدين اللذين خاضا حربا أهلية استمرت عقودا حتى عام 2005. وأضاف دينق «طلب منا إخلاء هجليج، فقمنا بذلك. وطلب من السودان وقف عمليات القصف الجوي والتوغل في جنوب السودان فلم يمتثل».وتابع محذرا «نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا، والعودة وخصوصا إلى هجليج.. واعتقد ان على الجميع التفكير في هذا الأمر جديا».