عربية ودولية
انفجار بدمشق والمراقبون يواصلون جولاتهم في ظل خروقات مستمرة لوقف النار
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢
دمشق - الوكالات: هز انفجار عبوة ناسفة أمس الثلاثاء العاصمة السورية غداة مقتل حوالي ستين شخصا في أعمال عنف، وذلك رغم مرور 12 يوما على بدء تطبيق وقف إطلاق النار، ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية.
وجاء في شريط عاجل على قناة «الإخبارية» السورية، أن «مجموعة إرهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص و أضرار مادية بالأبنية المجاورة». إلا أن وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ذكرت أن «مجموعة إرهابية مسلحة» ألصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق ما أدى إلى إصابته بجروح.
كما اغتيل أمس الثلاثاء مساعد أول في المخابرات، في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى ذلك يتابع فريق المراقبين، والذي بلغ عدد أفراده أحد عشر مراقبا، زياراته الثلاثاء إلى عدد من المناطق السورية، بحسب ما أفاد المسئول في الوفد نيراج سينج. وقال سينج: «بلغ عدد فريق القبعات الزرق أحد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية». وأفاد ناشطون أن فريق المراقبين الدوليين توجه إلى مدينة حماة أمس للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، وذلك غداة تعرضها لعملية عسكرية عنيفة أسفرت عن مقتل 31 شخصا وتلت زيارةً أولى للمراقبين يوم الأحد. وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة، أبو غازي الحموي، إن «المراقبين الدوليين زاروا ظهر اليوم ساحة العاصي ثم حي الأربعين ومشاع الأربعين حيث وقعت مجزرة كبيرة الاثنين على يد القوات النظامية». وأضاف الحموي أن «المراقبين التقوا الأهالي وعوائل الشهداء، لكنهم لم يستجيبوا لرغبة السكان في زيارة المقبرة الجماعية التي دفن فيها شهداء الأمس».
وغداة زيارة المراقبين لحماة يوم الأحد، قتل 31 شخصا فيها بإطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية. واتهمت الرابطة السورية لحقوق الإنسان القوات النظامية بتنفيذ عملية «إعدام ميداني» يوم الاثنين في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين يوم الأحد.
ومن جهتها، أفادت سانا أن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس الثلاثاء مدينة دوما في ريف دمشق، بعد زيارة الاثنين استقبلهم فيها آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام.
وسمعت في دوما صباحا أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية يوم الأحد هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي، بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف. وأفاد المرصد السوري بسقوط قتيل في دوما أمس الثلاثاء بنيران القوات النظامية. وكان أعضاء من فريق طليعة المراقبين زاروا يوم الاثنين بلداتٍ ومدنا في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال.
وفي حمص أفاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة، هم أم وابنها وابنتها أمس الثلاثاء، قتلوا متأثرين بجراح أصيبوا بها إثر إصابة منزلهم بقذيفة آر بي جي في حي القصور بحمص مساء يوم الاثنين. وفي درعا نفذت القوات النظامية حملة مداهمات بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انخل، اعتقلت خلالها 23 شخصا، فيما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد.
يأتي ذلك في الأسبوع الثاني على بدء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالتثبت من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الـ12 من إبريل الجاري، وشهد خروقات يومية أسفرت يوم الاثنين عن سقوط 59 قتيلا، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
إلى ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية فجر أمس الثلاثاء، المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما أفاد مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني.
سياسيا حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الثلاثاء في دوشانبي، من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي في العاصمة الطاجيكية إن «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل أن لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الأمم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الاثنين على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأمم المتحدة الحرية التامة في التنقل، وأن تؤمن لها وسائل نقل جوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، «نتوقع أن تكون للمراقبين حرية تامة في الحركة، والوصول بدون عوائق إلى السوريين في مناطق سوريا التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها». وخرجت تظاهرات مساء يوم الاثنين في عدد من المدن، رفعت فيها لافتات وشعارات تنتقد بطء مهمة المراقبين، وعدم التزام النظام بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان، منها «الشهداء بالجملة، المراقبون بالتقسيط، من دون دفعة أولى»، وأخرى «آخر كذبة نيسان الالتزام بخطة أنان» التي رفعها متظاهرون في حي القابون الدمشقي.
وكان الاتحاد الأوروبي قرر يوم الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة إلى سوريا، والحد من صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين.