الرأي الثالث
خليفة بن سلمان.. رمز الوطن
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢
محميد المحميد
أذكر ذات مرة أن أحد الأشخاص نقل إلى سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر إساءات بعض الأشخاص ضده، فرد قائلا: ليقولوا ما يشاءون، بل لينتقدوا العمل في الوزارات والمؤسسات لا الأشخاص، ما دام النقد إيجابيا ومسئولا، ولكن المهم أن وطني البحرين لا يمس، وهذه ميزة سمو الأمير إذ انه يقابل الإساءة بالإحسان، والشر بالخير، والتخريب بالإصلاح والتطوير، ويسمو عن الأخطاء ويترفع عن التفاهات بكل نبل وكرم وحكمة، لأنه يدرك جيدا عبر خبرته الطويلة وسعة صدره الكبيرة أن العمل المخلص هو الذي يبقى ويثمر أما الإساءة والتخريب فيذهبان وقد يرجعان على صاحبها ومن يقف معه ومع جماعته.
يشهد التاريخ الوطني ويسجل بكل فخر واعتزاز لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، كبير العائلة البحرينية، - جعل بيرقه عاليا خفاقا - كيف واجه مع رجال مخلصين في هذا الوطن، القوى الأجنبية والشخصيات الطامعة والجهات التي كانت تسعى لاختطاف البحرين وضمها واحتلالها منذ السنوات الماضية أيام الاستقلال، وكيف وقف صامدا شامخا وشجاعا في وجوه المستعمرين منذ أيام الشاه المقبور، ومن تبعه حتى يومنا هذا، وكيف أصبح سمو الأمير رمزا وطنيا لا يقبل شعب البحرين المخلص أن يمس بسوء ولا حتى بكلمة، وكيف غدا عند الناس خطا أحمر خلال الأحداث الماضية والمؤامرة الفاشلة ضد البحرين والبحرينيين المخلصين، حتى أمسى بقاء واستمرار سمو الأمير بقاء واستمرارا للبحرين والبحرينيين.. حتى حفظ الله البحرين بأمثاله في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك المفدى وحكمته وسياسته.
ميزة سمو الأمير أنه في الوقت الذي يقوم فيه أصحاب الإساءات والمؤمرات بالعمل المشين ضد الوطن ومحاولة الفتنة والشر، يواصل سمو الأمير العمل الوطني ويجدّ ويجتهد ويثابر ويقوم بزيارات ميدانية ويتابع شئون الوطن والمواطنين في كل قرية ومدينة ومنطقة، ويبحث قضية أي مواطن يشكو في صحيفة أو إذاعة أو مجلس، وبالتالي زاد الفرق وكبر البون بين سمو الأمير ورجاله المخلصين وبين كل مضمر للشر وعابث وحتى باحث عن الشهرة والإثارة.
الملاحظ أنه بين فترة وأخرى حينما يقف أي شخص من جماعات المعارضة الطائفية فوق منصة ومنبر أو في لقاء تلفزيوني أو حديث إذاعي يعتقد واهما - حينما يتطاول على القيادة الرشيدة والرموز الوطنية بالسب والتطاول - أنه بهذا سيحقق الزعامة والبطولة، وخاصة حينما يجد التصفيق من بعض الرعاع والأبواق.
ويبدو أن بعض الباحثين عن الشهرة والإثارة عبر أقصر الطرق وأسرعها، من الفارغين وطنيا، الذين يعانون الخواء الفكري، من أصحاب الذوات النكرة التي لم يعرفها الناس يوما، ثم خرجت على الساحة فجأة مثل «الدمل» في الشأن الحقوقي والإعلامي، يرون أن التطاول والصراخ، ومحاولة الإساءة السمجة والقبيحة الى الشخصيات الوطنية الرفيعة واستغلال أي مناسبة ومكان لتقديم الإثارة أيا كان نوعها هو الأسلوب الأمثل، وهي البطولة الوطنية، وهي المعجزة السياسية التي ستجعلهم يتصدرون الصفوف والصفحات في الوسائل الإعلامية، وسيتناقل الناس أخبارهم وتصريحاتهم، وأن هذا الأسلوب هو العمل القوي الجبار، ولكن الحقيقة التي يدركها الجميع أن كل تلك الأعمال والأقوال مجرد فقاعات لماء عكر تذهب هباء منثورا، ولا تقوى على البقاء، لأنها لا تمكث في الأرض ولا تطول السحاب ولا تصل الى قمم الجبال مهما كانت.
ذات مرة وقفت ذبابة على ظهر أسد، وقبل أن تطير صرخت وقالت للأسد: توازن وثبت نفسك ولا تسقط لأنني سأتحرك عنك، فرد عليها الأسد: إنني لم أشعر بك وأنت فوق ظهري فكيف سأشعر بك بعد أن تغادري، فأنا لم أشعر بوجودك أصلا فكيف سأتأثر برحيلك..!!