زاوية غائمة
أبو الجعافر بطلا..هل من مبارز؟
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٢
جعفر عباس
ليس مستبعدا ان تشاهد -أيها القارئ- أبا الجعافر بعد بضعة أشهر على حلبة المصارعة، ممثلا لدبليو دبليو اي في مواجهة الاشرار في دبليو سي دبليو فتراني مع روك، أو سينا، أو تريبل إتش، وعندها يا للسعادة سأصبح مشهورا وغنيا، وتظهر صوري على أغلفة المجلات وتستضيفني القنوات الفضائية بعد أن «حُرمت» من الظهور في القناة التي كنت أحد مؤسسيها (الجزيرة)، رغم أن أمي رحمها الله كانت تقول إنني أكثر وسامة وجمالا من فيروز زياني فأقول لها: خففي الجرعة وبلاش شطح يا ماما، وخلي المقارنة مع جميل عازر ومحمد كريشان!!
وليس مستبعدا ان ينتصر ابو الجعافر على الأشرار من أمثال أندرتيكر ودادلي بويز، فيحق لك ان تفخر به، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتك الجريحة التي صار أولياء الأمور فيها يفرقون المظاهرات بالدبابات والمدفعية، (للمرة الألف: هل من المعقول ان القذافي وبشار الشبل لم يسمعا بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين؟)
ولغز تحول ابو الجعافر إلى بطل في المصارعة او كمال الأجسام، يكمن في أنه بات ممكنا ممارسة الرياضة نظريا!! استلق على قفاك وتخيل انك تقوم برفع أحمال حديدية زنة ستين كيلوجراما لعشرين مرة متتالية لثلاثة أسابيع، وستكتشف ان عضلات يدك ازدادت قوة بنسبة 23 في المائة!! وهذا الكلام مصدره مجلة نيوسايانتيست، التي نقلت خلاصة تجارب أجراها الطبيب الأمريكي الصيني الاصل جوانج يو في عيادة كليفلاند بولاية أوهايو الامريكية، وبرصد النشاط الكهربائي في الدماغ اثناء التمارين النظرية اكتشف صاحبنا ان العضلات تتحرك استجابة لإشارات من خلايا الأعصاب القريبة منها، والمسماة بنيورونات الحركة، وكلما كانت الإشارات من تلك النيورونات إلى الدماغ كبيرة، كانت نتائج الرياضة النظرية اكثر فائدة، يعني كي تعطيك الرياضة الوهمية نتائج طيبة، فعليك ببذل جهد فكري والتركيز على حركة العضلة المطلوب تقويتها وتحريكها بعين الخيال بأسلوب رياضي، ويستفيد من هذا الكشف العلمي على نحو خاص المرضى الذين لا تسمح حالتهم بممارسة الرياضة رغم انهم بحاجة إليها، ومن ثم فإنني اعتزم فتح مركز رياضي في عاصمة عربية، واقسمه إلى غرف صغيرة وبكل غرفة سرير وتلفزيون ويغادر الواحد منكم بيته قائلا للمدام: عندي حصة رياضة في «ابوالجعافر جيم اللي بدون رجيم» من الساعة خمسة إلى الساعة تسعة، ثم يأتي إلى المركز ويتمدد على السرير، موليا وجهه شطر التلفزيون وينظر إلى جورج قرداحي ويتخيل انه مد إليه كيسا فيه مليون ريال تتألف من قطع معدنية، ويواصل رفع الكيس نظريا بضع دقائق، ثم لو كنت أنا ذلك الشخص، أسرح بخيالي واجعل فاروق الفيشاوي يدخل علي، فأتقمص دور محمد علي كلاي، وانهال عليه باللكمات حتى أصاب (أنا) بشد عضلي، ثم أتذكر ان «ما إلك إلا هيفاء»، تلك اللبنانية (هي نصف سودانية بالمناسبة) والتي كانت تقدم برنامجا عن اللياقة البدنية في فضائية لبنانية، وكانت تمارينها «ديسكو»، وبعد استعراض فقرة من برنامجها أمارس بعض تمارين الاسترخاء، في مناخ يشرح الصدر بعيدا عن رقابة الزوجة او البعلة او القرينة او الحرم او ام العيال..(انظر كم وجها للزوجة!!)
ثم ماذا بعد ايها الباحثون العلميون؟ هل ستقولون لمن يريد الزواج ولا طاقة له بالمهر ونفقات الفرح: تمدد في سريرك وتخيل انك تزوجت غادة عبدالرازق او شيرين سيف النصر (بالنسبة لجيلنا ليلى علوي وإلهام شاهين) بهدف تحسين النسل، وواصل التخيل تسعة اشهر ثم انظر بعدها اسفل السرير وستجد طفلا كامل النمو في انتظارك، وأدر المعركة الوهمية حول اسم الطفل بكفاءة ولا تخف من ان ليلى علوي او إلهام شاهين صارتا في وزن مايك تايسون، واطلق على الطفل الاسم الذي يعجبك، ثم تخيل انك قادر على ارضاع الطفل وستكتشف ان الطفل ينمو من دون ان تلمسه، واذا تعالى صياحه قم نظريا بتغيير البامبرز، اما اذا امتلأت الغرفة بروائح كريهة بسبب اصابة الطفل بإسهال نظري، او بسبب الإكثار من التعامل النظري مع الحفاظات، فتخيل ان جورج قرداحي رشك بالعطر الجديد الذي يحمل اسمه!!
jafabbas19@gmail.com