الرياضة
برشلونة.. والآن إلى أين؟
تاريخ النشر : الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢
برشلونة - أ ف ب: كان برشلونة الإسباني أمس الأول الثلاثاء أمام مفترق طرق تحدد وجهته مباراته مع ضيفه تشيلسي الإنجليزي في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وبعد تنازله عن اللقب باكتفائه بالتعادل (2-2) بعد أن خسر ذهاباً (صفر-1)، يفرض السؤال التالي نفسه: والآن إلى أين؟ دخل برشلونة إلى هذه المواجهة بعد أربعة أيام فقط على سقوطه على أرضه أمام غريمه الأزلي ريال مدريد (1-2) في الدوري المحلي، مما سمح للأخير في أن يقطع شوطا هاما نحو تجريد النادي الكاتالوني من اللقب الذي توج به في المواسم الثلاثة الأخيرة.
وقد كانت مواجهة مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني، لأن تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، قد يشكل فترة انحدار وخصوصا إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب جوسيب جوارديولا الذي قاد «بلاوجرانا» إلى لقب الدوري ثلاث مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبية مرتين، وكأس العالم للأندية مرتين أيضا، أي ما مجموعه 13 لقباً منذ تسلمه الإشراف على الفريق عام 2008.
وتشير بعض التقارير إلى أن جوارديولا مرشح لاستلام الإشراف على تشيلسي بالذات، إلا أنه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبراً هذه الإخبار من «نسج الخيال»، ثم أكد بعد المباراة أنه سيتحدث مع رئيس النادي بشأن القرارات التي يجب اتخاذها.
والمعضلة التي يواجهها «بلاوجرانا» في الوقت الحالي هي أنه بعد أن فرض نفسه كأفضل فريق في العالم من خلال الأداء والألقاب والنجوم المتواجدين في صفوفه، ها هو يخرج خالي الوفاض ولم يتبق أمامه سوى الكأس المحلية لكي يحفظ ماء الوجه على حساب اتلتيك بيلباو. والمشكلة التي يواجهها برشلونة لا تتعلق بالألقاب وحسب، بل كيف سيتعامل مع مسألة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم يقدم الكثير في «كلاسيكو» السبت الماضي، ثم اكتملت معاناته بإهداره ركلة جزاء لفريقه في المباراة، كانت كفيلة بتغيير مجرى الأمور، إذ سيؤثر ذلك على معنوياته وخصوصا إذا ما نجح نجم ريال البرتغالي كريستيانو رونالدو في أن يتوج بلقب هداف «لا ليغا» (يتقدم على الأرجنتيني حالياً بفارق هدف)، وفي قيادة فريقه إلى لقب دوري الأبطال (يتواجه ريال مع بايرن ميونيخ بعد أن فاز الأخير ذهاباً على أرضه 2-1)، مما سيسمح لـ«سي أر 7» بتجريد منافسه الأرجنتيني من لقب أفضل لاعب في العالم والذي توج به في المواسم الثلاثة الأخيرة.
ومن أجل تخفيف الضغط عن نجمه الأرجنتيني، قال جوارديولا بعد المباراة: «أريد أن اشكره أكثر من أي وقت مضى، فبفضله وصلنا إلى هنا. إعجابي به لا حدود له، إنه مثال لباقي اللاعبين. من المؤكد أنه سيمر ببعض الفترات الصعبة، لكنه سينهض منها». ويواجه برشلونة معضلة حقيقية في حال أصيب «ليو» بالاكتئاب، لأن جوارديولا بنى الفريق بأكمله على النجم الأرجنتيني منذ أن تسلّم الإشراف على النادي عام 2008، لكن «بيبي» نفسه قد لا يكون مع الفريق الموسم المقبل وقلة من الأشخاص يعرفون القرار الذي اتخذه لاعب الوسط السابق بشأن مستقبله مع «بلاوجرانا».
وقد أكد جوارديولا قبيل المباراة أن نتيجة نصف النهائي أمام تشيلسي لن تؤثر على قراره بشأن مستقبله مع النادي، وفي حال قرر «تلميذ» الهولندي يوهان كرويف أن يفترق عن الفريق، فالأخير قد يواجه فترة انعدام وزن لأن لاعبيه بحاجة إلى الوقت من أجل التأقلم مع أسلوب جديد. ويطرح سؤال حول مستقبل برشلونة في ظل سياسة الاعتماد على شبان الفريق، وهل وصلت هذه الاستراتيجية إلى حدودها ولم تعد تجدي نفعا؟، الجواب: ليس بالضروري، فإن اعتماد برشلونة على الشبان القادمين من أكاديميته الشهيرة لم يكن مفعوله سلبيا على النادي الكاتالوني، بل على العكس، لأن اللقب الأول الذي توج به جوارديولا في دوري أبطال أوروبا عام 2009، كان بفضل عنصر الشباب.
ولم يقدم الشاب ايزاك كوينكا الذي لعب على الجهة اليمنى بدلا من البرازيلي المحنك دانيال الفيش، أداءً سيئا على الإطلاق، بل إنه كان خلف الهدف الأول الذي سجله فريقه عبر سيرجيو بوسكيتس، كما شكل خطراً كبيراً على مرمى النادي اللندني في الشوط الثاني. أما بالنسبة إلى المستقبل، ونتحدث هنا عن المستقبل القريب، فمن المرجح أن يفتح برشلونة محفظته من أجل تعزيز صفوفه كما فعل الموسم الماضي بتعاقده مع التشيلي اليكسيس سانشيز وشيسك فابريجاس، ويبدو البرازيلي نيمار الهدف الأبرز للنادي الكاتالوني الصيف المقبل بحسب الصحف المحلية، لكن لم يصدر عن الأخير أي موقف رسمي حتى الآن بشأن سعيه لضم نجم سانتوس.