الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


المسؤولون العسكريون الإسرائيليون يخففون لهجتهم ضد إيران

تاريخ النشر : الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢



القدس المحتلة – الوكالات: شكك رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتز بنية إيران صنع قنبلة نووية فيما اعتبر وزير دفاعها ايهود باراك بانها لم تقرر بعد حيازة سلاح نووي، في تصريحات تعكس تراجعا واضحا في حدة اللهجة تجاه ايران.
وتتناقض هذه التصريحات مع خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي الذي اتهم فيه «الاشخاص الذين يرفضون التهديد الايراني» بانهم لم يتعلموا شيئا من محرقة اليهود بالمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقال غانتز في مقابلة مع صحيفة هآرتس ان إيران «تقترب خطوة تلو الاخرى من النقطة التي تصبح فيها قادرة على ان تقرر ان كانت تريد صنع قنبلة نووية». واضاف «انها لم تقرر بعد ان كانت ستقدم على الخطوة الاخيرة»، معبرا بذلك عن وجهة نظر لطالما اكدتها ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما.
وقال غانتز «اذا اراد المرشد الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي، فسوف يتقدم باتجاه حيازة القنبلة النووية لكن ينبغي قبل ذلك اتخاذ القرار». وتابع «اعتقد ان هذا سيكون خطأ جسيما ولا اعتقد بانه يريد اتخاذ الخطوة الاخيرة». واضاف «اعتقد ان القيادة الايرانية مؤلفة من اشخاص عقلانيين جدا». لكنه اضاف «اعترف بان وجود قدرة مماثلة في يد متطرفين اسلاميين قد يقومون في لحظات معينة بحسابات اخرى هو امر خطير».
وحول امكانية توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية أكد غانتز ان «الخيار العسكري هو الاخير زمنيا لكنه الاول من حيث المصداقية (...) نحن نستعد له بطريقة ذات مصداقية وهذه وظيفتي كرجل عسكري». واوضح غانتز ان العقوبات الدولية المفروضة على إيران بدأت «تؤتي ثمارها من الناحية الدبلوماسية ومن ناحية العقوبات الاقتصادية».
من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك للاذاعة الاسرائيلية العامة الاربعاء ان إيران «لم تقرر انتاج القنابل النووية حتى الان». وردا على سؤال حول تأثير العقوبات الدولية اوضح باراك انه «في حال وجود تصميم لدى الامريكيين والاوروبيين ولدينا نحن ايضا، عندها تكون هناك فرصة لايقاف الايرانيين قبل ان يتوصلوا إلى سلاح نووي» مؤكدا من جهة اخرى ان «جميع الخيارات تبقى مطروحة».
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد سربت الشهر الماضي معلومات بان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يتوافق مع الموقف الامريكي حول هذه النقطة. وكان رئيس الموساد السابق مئير دغان الذي كان مسؤولا عن «الملف الايراني» قد اعلن مرارا انه يعارض في هذه المرحلة ضرب المنشآت النووية الايرانية.
وبحسب مسؤول اسرائيلي كبير رفض الكشف عن اسمه فان «الجنرال غانتز لا يريد إن يكرر بصوت عال وبشكل علني ما لم يتوقف المسؤولون العسكريون ومن بينهم سلفه غابي اشكنازي عن قوله في السنوات الاخيرة». واضاف المسؤول ان «ايهود باراك من جهته طور موقفه ويبدو اكثر اعتدالا ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان أكد مؤخرا لصحفيين اسرائيليين انه يجب اعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية».
وكان ليبرمان المعروف بخطابه اليميني المتطرف اشار إلى ان الوضع في مصر مقلق بشكل اكبر من الطموحات النووية الايرانية. واضاف المسؤول نفسه «في الواقع يجد رئيس الوزراء نفسه معزولا قليلا في موضوع ايران».
وكان نتنياهو قد أكد الثلاثاء للاذاعة «سأكون سعيدا جدا في حال دفعت العقوبات والضغوط إيران إلى التخلي عن برنامجها النووي العسكري، لكنني اكرر انه لا يجب السماح لايران بامتلاك السلاح النووي ويجب ان تحافظ اسرائيل على قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد اي تهديد وفي اي وقت». بينما قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة سي ان ان في القدس المحتلة «يجب ان يوقفوا كل التخصيب» مشيرا إلى انه لن يقبل بقيام إيران بتخصيب اليورانيوم حتى ولو بنسبة 3% وهي قرب المستوى المطلوب للحصول على طاقة نووية سلمية. واضاف «بعد ان توقفوا كل التخصيب ستحصلون على قضبان من دولة اخرى ستسمح لكم باستخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية».
واشار نتنياهو إلى انه يجب على إيران ايضا «تفكيك مخبأها تحت الارض» في اشارة إلى مفاعل فوردو قرب مدينة قم المقدسة لدى الشيعة التي يقول مفتشو الامم المتحدة انه بدأ بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% من النقاء. ويعتبر المحللون ان قرار ضرب إيران لن يتخذ بدون الدعم الكامل من الجيش والموساد ووزارة الدفاع وغالبية وزراء المجلس الامني المصغر وهذا ليس متوفرا في الوقت الراهن.
ويشتبه الغرب واسرائيل بان إيران تسعى من خلال تخصيب اليورانيوم إلى امتلاك سلاح نووي الامر الذي تنفيه طهران التي تؤكد ان برنامجها هو فقط لانتاج الطاقة الكهربائية.