الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالشمع الاحمر


«رجب» والباحثون عن العجب..!

تاريخ النشر : الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



فتح موقع «بي بي سي» العربية باب التصويت على السؤال: «هل أوفت حكومة البحرين بتعهداتها بالإصلاح؟». ظل باب التصويت مفتوحاً عدة أيام، وبعد إغلاق التصويت، بلغ عدد المصوتين حوالي 180 ألفاً (رقم كبير جداًّ)، وجاءت النتيجة بتصويت 68% (نعم) و32% (لا).
قبل أن أعلق على النتيجة، أود أن أذكركم بأن «الحقوقي» نبيل رجب، وبمجرد فتح باب التصويت، وضع على حسابه في «تويتر» وصلة لموقع التصويت ووجه أمراً لمتابعيه قائلاً: صوت بـ(لا)..! أمر مضحك جداًّ، فهو يدعي أنه مدافع عن «حقوق الإنسان» وعن مبادئ الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، ثم يصدر أوامره لمتابعيه بالتصويت بما يريده هو، أي صوتوا وقولوا (لا) حتى لو كنتم تعتقدون أن الجواب (نعم)..! فما رأيكم الآن في هذا النموذج «الحقوقي» النادر؟ أترك التعليق لكم..!
على أي حال، ورغم أوامر «رجب» ومعه تحشيد «المعارضة» بضرورة المشاركة بغزارة والتصويت بـ(لا)، من أجل الاستمرار في مسلسل تشويه صورة الحكم في البحرين، وأخذاً بعين الاعتبار اللهجة الإعلامية التي تتبناها «بي بي سي» العربية ضد البحرين، فقد جاءت نتيجة التصويت مخيبة لآمال «رجب» ومن معه من الباحثين عن «العجب»..! لقد جاءت النتيجة بتصويت 68% من المشاركين الذين فاق عددهم كل التصورات بقولهم (نعم)، أي أن حكومة البحرين - من وجهة نظرهم - قد أوفت بتعهداتها بالإصلاح رغم ما يروج له المروجون.
أعلم أن النتيجة مخيبة كثيراً لآمال «المعارضة» ومناصريها، وهي أيضاً مخيبة لآمال موقع «بي بي سي» العربية ومن اقترح عليها طرح استفتاء حول البحرين، وخصوصاً أن نتيجة التصويت بين المصوتين بـ(نعم) و(لا) ليست متقاربة أبداً، فهناك أغلبية ساحقة صنعت الفرق، لكن هناك سؤال ينبغي أن نطرحه هنا: هل جميع من أدلوا بأصواتهم في هذا الاستفتاء من البحرينيين؟
إن كان الجواب «نعم» فهي مصيبة على «رجب» ومن معه، لأن هذا يعني أن ثلثا شعب البحرين يكذبون ما يحاول أن يروج له هو ومن معه، وهو ما يعتبر بحد ذاته سقوطاً وفشلاً، وإن كان المصوتون من داخل البحرين وخارجها، سواء من دول مجلس التعاون أو من الوطن العربي، فهذه مصيبة أكبر وأكبر، لأنها تعني أن السيد «رجب» ومعارضة «العجب» هم من المنبوذين والمكروهين ليس فقط في البحرين بل حتى في الخليج والوطن العربي (هذه حقيقة) وهو إذن مزيد من السقوط والفشل..! فأين هو المفر من هذه المعادلة الواضحة؟ الحقيقة، ليس هناك أي مفر، والمثل القديم يقول: «الشمس ما يغطيها منخل»، ومحاولات تجييش الإعلام على البحرين في كل مرة وكل حين قد باءت وستبوء بالفشل، لأن من يتبع أسلوب الكذب عبر الإعلام والضحك على الذقون لا بد أن ينكشف، ولن يستطيع مهما ظهر على القنوات أن يصنع واقعاً آخر، وخصوصاً حينما يكون من يريد تشويه الواقع هم من على شاكلة «الدكتاتور الحقوقي» الذي يأمر الناس بالتصويت بـ(لا) ثم يطالب بالديمقراطية..!