الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


حلم فارسي

تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢



تنفرد الشخصية البشرية بإمكان تقسيمها إلى 6 أصناف، منها السيادية والقيادية والرائدة والمنفردة والناصحة والعدائية، ولكل شخصية سمات وصفات يمكن التنبؤ بها من خلال النظر إلى السلوك الصادر عنها، فالسلوك خاطرة تُصدّره الأفكار والمشاعر الحقيقية بداخل الفرد بتلقائية من دون الحاجة إلى التأكد من صحة الفكرة الداخلية، فالعدائية سلوك مفاده فكر عدائي أو مشاعر عدائية ناتجة عن احتقان عدائي يتولد من حرارة عدائية، يمكن ان نقيس هذه الشخصية على سمة دولة وسمعتها، ويمكن ان تقاس هذه الشخصية على شعوب ومواصفاتها، ويمكن أن تتمثل في فرد.
قبل زيارة نجاد لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة وتغطيتها الإعلامية، كان هنالك إعلان من طهران لإقامة برامج تنمية سياحية للجزر الإماراتية المحتلة، لم يكن هذا الإعلان تحت ضغط من دولة على إيران إنما كان فعل استفزازي مقصود لاستثارة دول الخليج، وهي حركة غير مسبوقة هدفها الحشد والرصد والمزيد من التصريحات والتهديدات الضمنية والاستعراض المبطن، بعد ذلك كانت الزيارة المشئومة علامة بارزة على حجم التحدي الفارسي لدولة الإمارات العربية المتحدة ولدول الخليج قاطبة، والمتأني بشيء من إعادة النظرة المتأنية اللحظة أن إعلام إيران المنتشر في كلٍ من طهران وبيروت ولندن استبق الحدث بعرض الحلم الفارسي من تكوين هيمنة كاملة شاملة على دول الخليج، وهو الحلم القديم الجديد منه تعددت الأفكار والخطوات الرامية إلى تقسيمه.
طهران في ميزان الخليج وعمل التوازن المطلوب لزيادة حجم الأزمات الداخلية الخليجية لبث الثغرات المناسبة للوصول إلى مرام فارس وحلمها المستحيل، بأحداث متسارعة تزرع إيران كعادتها منذ أن بدأت رياح التغيير في بعض العواصم العربية عن طريق التدخلات المباشرة وغير المباشرة، مصممة على المضي في مشروعها التدميري لمنظومة الخليج العربي، ومن المؤسف تلك الجهات العميلة والشخوص الداعمة لمرام وحلم إيران في الوصول إلى كرسي خليجي، فالإعلام المجيش والأبواق المرتفعة من أصوات نشاز تتشارك هي وتلك الأموال الداعمة ضد منظومة الخليج العربي ولا سيما في مملكة البحرين، الحلم الفارسي الذي لم يكن له يوم من حقيقة لم يكن وليد الساعة بل كان في محاولات مستمرة زادت على 40 سنة مضت من المحاولات الفاشلة، وما زيارة الرئيس الإيراني إلا واحدة من المؤكدات التي تؤكد غطرسة وحماقة البيت الإيراني ومطلبه الرئيس من كل هذه العمليات الاستفزازية المقصودة.
المشكلة في تلك الشخوص الداعمة والتي تدعي الوطنية والانتماء الوطني وتدعي القيمومة والاستقامة، إنما تبيع بلادها لغازٍ أجنبي، لم تكن لهذه الشخصيات نظرة شاملة في إقرارات طهران المستمرة ومطالباتها المتكررة لمملكة البحرين وجزر أبوموسى، وهو تعدٍّ صارخ بدأ يأخذ أبعاده ويلقي ظلاله بمحامل العناء ودهاليز الضلال.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل الوطنية أصبحت قطعة أثرية مهجورة قد ملّ ناظرها رؤية جمالها وحضارتها؟ فمن يدعي أنه ربيبها ويجرد الغير منها كما تجردت الشاة المذبوحة من جلدها، والسؤال الدقيق لماذا هذه المزايدة على الوطن من دون اعتبار لقدسية هذه الأرض المباركة؟ ولماذا تقاس البحرين بدول عربية أو غربية وهي بلد مستقل له حاضر وماض مشرّف، كثر الزئير والتغريد ضد وطني وباعت أنفس ما لم تبعه الأرواح من ذي قبل هذا الوطن لتسلمه إلى من لا يستحقه. إن أي دعم للأجنبي ضد الوطن هو جرم لا يغتفر ولو كان هذا الدعم بالتأييد، ولو كان بمواقف شخوص مؤيدة، فالأحلام قد تنال بفرض الرأي لا المنال، وهذا يعني حلما أسود، لن تنال طهران من البحرين شبراً ولن تأخذ منها قطرة ماء، فالوطن محمي بقيادة رشيدة حكيمة، ومواطنين أدركوا عمق المخططات والمتطلبات، وبات البحريني رجل الموقف الحر يده مع حكمة القائد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حاجة الناس اليوم إلى التوافق مع مبدأ الحفاظ على الثوابت الوطنية ورموزنا وقيادتنا هي أكبر الحصون التي تضمن أمن واستقرار هذا الوطن فيجب أن يسعى المجتمع لتحقيق هذا التوافق الوطني مع ما جاء في حوار التوافق الوطني بالخصوص مع التعديلات الدستورية المرتقب إنهاء إقرارها نهاية الأسبوع الجاري، تلك ضمانات وطنية وصمامات أمان للأجيال القادمة، أما ما تسعى إليه قوى التأزيم في البحرين فهو مزيد من حرق المراحل والمكتسبات وتأييد للعنف والإرهاب وزجٌّ بكل قريب وبعيد يمسح الحفاظ الوطني والتوافق الشعبي، إن قوى التأزيم تآمرت على الوطن وقيادته وخانت الأمانة الوطنية والانتماء إلى الأرض، وأرادت بيع وتقسيم هذا الوطن لصالح أجنداتها لتتربع بعدها على الفتات في مالو حصلت عليه من أسيادها، إن من يريد صناعة البحرين لا يفعل بالبحرين ما فعلته قوى التأزيم الآثمة من تسوير المنجزات ورميها في البحر، والعبث بأمن المواطن البحريني ووطنه، مستهدفة القيادة الرشيدة وقائمة على ضرب ولاة الأمر السياسيين والشرعيين بالنص الشعبي والقانوني المشهود منذ سنين طويلة، هذه البحرين أمانة عند كل مواطن شريف وستبقى أمانة تتعاقبها الأجيال ويتوارثها الأبناء والبنات من جيل إلى جيل، فلنحافظ عليها بالتكاتف والتحاب والتسامح والمضي في مسيرة الإصلاح الوطني بالالتزام بها. حمى الله البحرين