عربية ودولية
سناتور جمهوري نافذ لا يستبعد توجيه ضربة عسكرية إلى إيران
تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢
واشنطن - (ا ف ب): اعتبر ماركو روبيو، السناتور الأمريكي الجمهوري الذي ورد اسمه كمرشح لمنصب نائب الرئيس، أن ضربات أمريكية «أحادية الجانب» قد تكون لازمة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وشدد روبيو سناتور فلوريدا في خطاب حول السياسة الخارجية ألقاه في معهد بروكينجز بواشنطن، على أنه ينبغي على الولايات المتحدة «ألا تقف على الحياد» في قضايا الشرق الأوسط، بل أن تتخذ موقفا قياديا لحل الأزمات الدولية. وقال روبيو «منذ أصبحت (الولايات المتحدة) قوة كبرى، فضلنا دائما التعاون مع بلدان أخرى لتحقيق أهدافنا».
وتدارك أن «أمريكا في الماضي تحركت في شكل أحادي، واعتقد أنها ينبغي أن تستمر في القيام بذلك عند الضرورة»، في إشارة إلى إيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي رغم نفي طهران المتكرر.
وروبيو (40 عاما) عضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وورد اسمه كمرشح محتمل لنائب الرئيس، إلى جانب ميت رومني، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر نوفمبر.
وبعد فوز رومني في الانتخابات التمهيدية الخمس للحزب الجمهوري يوم الثلاثاء، حيث باتت اللجنة الوطنية الجمهورية تعتبره «المرشح المفترض لحزبها»، يمكن اعتبار خطاب روبيو بداية المواجهات على صعيد السياسة الخارجية.
وفي الخطاب الذي شدد فيه روبيو على ضرورة أن تتولى الولايات المتحدة دورا قياديا، أضاف أن تعزيز التعاون مع دول أخرى يجب أن يكون أولوية في التعاطي مع الأزمة في سوريا وتعاظم نفوذ الصين. إلا أن روبيو المولود لوالدين كوبيين، ركز على إيران مؤكدا أنه «بينما نرسم سياستنا الإقليمية، علينا أن نحدد دائما هدفا أساسيا يتمثل في منع إيران من احتلال موقع متقدم». وتابع، أن على الولايات المتحدة أن تعمل «بالتوازي» مع الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية للحؤول دون تزايد نفوذ إيران. وتابع «علينا أيضا أن نعدّ حلفاءنا والعالم أجمع لحقيقة مؤسفة، مفادها أنه إذا أخفقت كل الخيارات الأخرى، ينبغي اللجوء إلى الخيار العسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي».
وشدد روبيو (40 عاما) على أن واشنطن يجب أن تكون مستعدة لتجاوز الأمم المتحدة عندما تحول «عناصر سيئة» دون اتخاذ الهيئة الدولية قرارات مهمة كما هو الأمر بالنسبة إلى سوريا.
وقال روبيو إن «مجلس الأمن الدولي لا يزال مهما.. لكننا لا يمكننا تجاهل مشكلة لمجرد رفض بعض أعضاء المجلس التدخل». وأكد روبيو أن «المشاكل الدولية تحتم إقامة تحالفات دولية»، كما أشار الرئيس باراك أوباما، إلا أنه ذكَّر الرئيس بأن «التحالفات الدولية الناجحة لا تشكل تلقائيا»، بل هي بحاجة إلى دفع وقيادة من قبل الولايات المتحدة.
وقال «وهذا ما لا تدركه الإدارة الحالية».
إلا إن البيت الأبيض كان مستعدا للرد. فقد انتقدت اللجنة الوطنية الديمقراطية «هجمات روبيو المشينة» ضد أداء أوباما، وأضافت أن البلاد تحت إدارة الرئيس «واجهت أعداءها بنجاح وعززت تحالفاتها إزاء التحديات في الخارج». وأضافت اللجنة أن نظرة روبيو إلى التاريخ يجب «أخذها ببعض الحذر لأنها صادرة عن شخص يستغل الخطاب للترشح لوظيفة جديدة».
من جهة أخرى، توجه روبيو إلى الجمهوريين بدعوتهم إلى عدم الانغلاق ورفض الدعوات، «إن الوقت حان للتركيز أكثر على الشؤون الداخلية وأقل على العالم». وأضاف روبيو أن «أحد أصعب التحديات الانتقالية في هذه الفترة هو السؤال من سيتولى القيادة إذا لم نقم نحن بذلك؟ الجواب، أقله اليوم، هو أن أي أمة أو هيئة لا ترغب أو غير قادرة على القيام بذلك».
وانتقد روبيو دعوات الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين إلى «معاداة الغرب»، وقال إن «ستار السرية الذي يلف الصين» لا يسمح بالوثوق بها لتولي منصب قيادي في الحرية السياسية والاقتصاد الدولي. وأشار إلى الأزمة في سوريا كمثال على الحاجة إلى التزام من قبل الولايات المتحدة. وقال إن «المنطقة تنتظر دورا قياديا من الولايات المتحدة».
وختم بالقول «نحن بحاجة إلى دعم المعارضة في سوريا لتشكيل هذا التحالف قبل الانتقال إلى خطة محددة. وفي غياب نفوذ وتأثير وقيادة الولايات المتحدة، فان ذلك صعب التحقيق».