الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


عمليات عسكرية وأمنية للقوات السورية والمعارضة تدعو إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن

تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: دعا المجلس الوطني السوري المعارض امس الخميس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن غداة قصف الجيش مدينة حماة رغم وجود مراقبين دوليين اثنين فيها، فيما نفذت القوات النظامية عمليات عسكرية وامنية جديدة في مناطق عدة من البلاد. يأتي ذلك غداة تلويح باريس بالعمل على استصدار قرار ملزم من مجلس الامن تحت الفصل السابع لوقف العنف في سوريا.
وطالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الخميس «بعقد جلسة عاجلة من اجل اصدار قرار عاجل لحماية المدنيين من شعبنا السوري». وحمل البيان «مسؤولية ما يجري في الاراضي السورية المجتمع الدولي ممثلا في الامم المتحدة ومجلس امنها» رافضا «استمرار اعطاء مهل القتل من قبل المجتمع الدولي للنظام المجرم». وتعرضت مدينة حماة امس الأول الاربعاء لقصف صاروخي اسفر عن مقتل وجرح عشرات الاشخاص رغم وجود مراقبين دوليين اثنين في المدينة. ويوم الاثنين شهدت المدينة حملة عسكرية عنيفة اسفرت عن مقتل 31 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، غداة زيارة للمراقبين الدوليين للمدينة. واتهمت الرابطة السورية لحقوق الانسان القوات النظامية بتنفيذ عملية «اعدام ميداني» في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين يوم الاحد.
ونفذت القوات السورية النظامية الخميس عمليات عسكرية وامنية في عدد من المناطق السورية اسفرت عن مقتل سبعة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ففي ريف دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في بلدة زملكا اسفرت عن مقتل عسكري منشق، كما دارت اشتباكات في عين ترما.
واقتحمت قوات الامن في ساعات الصباح الاولى مناطق في مدينتي حرستا ودوما وشنت حملة اعتقالات ومداهمات، بحسب لجان التنسيق المحلية.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ريف دمشق احمد الخطيب ان مدينة دوما «تتعرض لليوم الرابع على التوالي لنيران القوات النظامية في ظل اغلاق المدينة بشكل كامل منذ الصباح ومنع الدخول والخروج منها وقطع كامل للاتصالات والانترنت والكهرباء عن معظم مناطقها منذ ثلاثة ايام».
واضاف «ان اهالي دوما يوجهون نداء للجنة الدولية للقدوم اليها وترك بعض المراقبين فيها لتشكل لهم نوعا من الحماية» من القوات النظامية. وقال الخطيب ان «العمليات العسكرية مستمرة ايضا في حرستا ولكن بوتيرة اقل من دوما»، مشيرا إلى ان «نيران النظام تستهدف المنطقة بين برزة وحرستا» التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن مركز العاصمة.
وفي حماة افادت لجان التنسيق بسماع اصوات اطلاق نار وانفجارات ليلا في عدد من احياء المدينة. وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في حماة ابو غازي الحموي «استيقظت مدينة حماة اليوم على هدوء في ظل انتشار امني كثيف، بعد المجزرة المروعة التي حدثت امس في حي مشاع الطيران». وفي حلب قتل مواطنان في بلدة مارع اثر اطلاق النار عليهما من قبل مسلحين موالين للنظام، وفقا للمرصد.
وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «الحملة العسكرية للقوات النظامية تجددت قبل يومين على مناطق في ريف حلب الشمالي منها اعزاز وتركمان بارح ومارع ودير جمال بعدما كانت توقفت اثر اعلان وقف اطلاق النار». واضاف «في هذه الاثناء تشهد مدينة حلب حملة اعتقالات لم يسبق لها مثيل اسفرت عن توقيف العشرات من الاشخاص بغية اخماد الحراك الشعبي، وذلك في ظل عدم توقف التظاهرات الطلابية صباحا وتظاهرات الاحياء مساء، والتي باتت قوات الامن تواجهها بشكل مستمر باطلاق النار».
وفي محافظة دير الزور قتل مواطنان في مدينة دير الزور، مواطن في قرية موحسن بنيران القوات النظامية. وقتل جندي نظامي واحد على الاقل اثر انفجار استهدف ناقلة جند مدرعة في مدينة دير الزور، وفقا للمرصد. وشهدت مناطق في درعا انتشارا امنيا كثيفا فيما سمعت اصوات اطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة في مدينة داعل، وفقا للجان التنسيق.
من جهة اخرى، قالت وكالة سانا السورية الرسمية ان «مجموعات ارهابية مسلحة» قتلت مدير مدرسة في حلب بتفجير سيارته «في إطار استهدافها للكفاءات الوطنية».وقالت ايضا ان «مجموعات ارهابية مسلحة» قتلت اربعة مواطنين من عائلة واحدة في عربين بريف دمشق.
واسفرت اعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية منتصف مارس عن مقتل اكثر من 11 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود الخميس «المجموعات الارهابية المسلحة» بتصعيد «المجازر والتفجيرات وعمليات الخطف والاغتيال ضد المواطنين وقوات حفظ النظام» قائلا انها بلغت 1300 خرق منذ بدء سريان وقف اطلاق النار. وطالب محمود المبعوث الدولي كوفي انان «رصد مصادر الخرق من قبل المجموعات الارهابية المسلحة والعمل على وقفها مع احتفاظ قوات حفظ النظام بحق الرد على اي خرق او اعتداء». وقال «ننتظر من السيد انان بذل جهود حقيقة نلمس نتائجها على الارض تجاه المجموعات المسلحة والدول والجهات الداعمة لها بالتمويل والسلاح والحصول على التزامات من هذه الدول بوقف التسليح والتدريب والتمويل»، متهما تركيا وقطر والسعودية بانها «متحالفة مع الارهاب». وفي السياق نفسه، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الخميس المعارضة السورية باللجوء إلى «تكتيك الارهاب». وقال الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان «ما يميز الاعمال الارهابية المرتكبة على الاراضي السورية هو العدد الكبير للضحايا المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية، وهذا يذكر بما كان يحصل في العراق واليمن ومناطق اخرى وتنشط فيها القاعدة وتنظيمات مرتبطة بها», واعتبر المتحدث ان السلطات السورية تنتهك هي ايضا وقف اطلاق النار لكنه قال إن المعارضة هي المسؤول الاول عن المعارك.
وازاء استمرار اعمال العنف وخروقات وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الثاني عشر من ابريل، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بعد استقباله شخصيات نسائية سورية معارضة يوم الاربعاء ان «خطة أنان في خطر كبير». واضاف «من الضروري في هذه اللحظة الانتقال إلى مرحلة اخرى بدأنا في طرحها مع شركائنا، تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة للقيام بخطوة جديدة في وقف هذه المأساة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى امكانية اصطدام هذا الاقتراح بفيتو روسي. وأضاف أن التقرير المقبل الذي سيقدمه انان في الخامس من مايو إلى مجلس الامن سيشكل «لحظة حقيقة» لأنه اذا كانت مهمة الامم المتحدة «لا تعمل، لا نستطيع الاستمرار في السماح للنظام بتحدينا».
وطلبت الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا الذي يضم 47 بلدا، الخميس من الامم المتحدة «الاسراع في فرض حظر على ارسال الاسلحة والعتاد العسكري إلى سوريا».