حديث القلب
بحرين الأمــان
تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢
حامد عزة الصياد
البحرين يحق لها أن تفخر بنجاح «الفورمولا 1».
بدعوة البحرين الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، أتمنى أن يكون واضحا للمخربين والخارجين على القانون، أن البحرين انتصرت على أعدائها، وهي بلا شك دعوة كريمة تستحق الإشادة لأنها تعكس ما تتمتع به قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي الكريم، من وعي قائم على مصلحة الوطن.
عشية انطلاق الفعالية، لابد من الاعتراف بالجهود التي بذلها جلالة الملك وصاحبا السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وولي العهد الأمين حفظهم الله، وقيامهم بفتح باب الحوار، والتزامهم بالمسيرة الإصلاحية، والتوافق بين أبناء الشعب الواحد، بما يحقق اللحمة الوطنية بين مكونات وأطياف المجتمع، وهذا بالطبع يخالف عمل أصحاب الفكر التخريبي الذين يدفعون بالمخربين يوميا للمواجهة مع رجال الأمن، ويزعجون المارة بالإطارات المشتعلة، والأسياخ الحديدية، والاعتداء على المواطنين والمقيمين، ويعترضون على دوران عجلة الإنتاج، ويظنون على الدوام أن الشذوذ له قاعدة.
ظاهر من كل حدث، محاولة لشرح الأسباب الكامنة في نفوس أصحاب هذه البرامج، ومحاولة استعمال أقوال لا إرادية وأفعال هيستيرية بادية على الوجوه، من خلال ما تبثه لهم الأخبار من تحليلات خبرية، وبرامج حوارية في العديد من المحطات الإعلامية، التي باتت تترصد عبر شريطها المتحرك أسفل الشاشة، وفي صدر نشراتها الإخبارية، كل شاردة وواردة عن البحرين على مدى أيام السباق.
هذه المحطات الإعلامية، لم تعد تتحلى بالحياد والموضوعية في الطرح والحوار، ولأنها تؤمن بتصفية الحسابات الشخصية، وتتيح فرصا للمخربين للتنفس من جديد، وتختصر مراحل الإصلاحات الملكية بكلمة واثنتين، وأخذت منها ما كان لازما لمادتها الخبرية، وإلا اختلف سعيها عن الهدف في زعزعة أمن البحرين، وعزلها عن محيطها العربي والإقليمي والدولي.
ما يبعث على الحزن والاكتئاب، هو هذا الفهم الخاطئ من هذه المحطات الإعلامية على استقرار الأمن في البحرين، وهذا ما يلمسه المشاهد بوضوح في طبيعة الضيوف، وما يروجون له من تدليس وأفكار سيئة، مغلفة بطائفية كريهة، تدفع إلى تقويض الاستقرار في المنطقة.
لقد أصبح الشعب البحريني قلقا بطوائفه المختلفة، وهو يستشعر مدى خطورة الفكر الإعلامي الذي تبثه هذه المحطات، ولم يعد ينطلي عليه التلاعب في هذه البرامج، وقد يظل يأسى على فعلها المشحون بالكراهية، أسابيع وشهورا وسنوات.
خروج الشعب البحريني إلى مضمار السباق كان أقدر على احتضان القلق من أحداث فبراير 2011، ومن ثم استجاب لتوقعات الحاضر فكانت نتائج ما حققته «الفورمولا 1» ايجابية على الاقتصاد والرياضة، وسببا كافيا لأن يبكي المخربون على أنفسهم أمام عدسات التصوير في تلك المحطات، وهم يستعرضون انجازاتهم في الخراب والدمار، والشروع في القتل، واستعدادهم للغضب والانفعال والقتال، وسفك الدماء إذا اقتضى الحال.
لكن، ماذا يقول هؤلاء المخربون تعليقا على ما أكده «بيرني ايكلستون» رئيس الاتحاد الدولي لسباق السيارات أنه قام بتوقيع عقد طويل المدى لسباق البحرين «الفورمولا 1»؟
أغلب الظن عندي، لا جواب لهؤلاء.
عندما تنتصر البحرين على الإرهاب، وتختتم فعاليات هذه المسابقة بضخ ربع مليار دولار في الاقتصاد، فان هذا الانتصار يحق أن يحتفي به المواطنون ويستعدوا له في كل عام، حيث أكد أن البحرين جديرة بالثقة لاستضافة اكبر البطولات الدولية، لما تتمتع به من أمن وأمان.