زاوية غائمة
أقرأ واستنتج
تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢
جعفر عباس
سأسرد عليكم اليوم حكايات قرأتها هنا وهناك كي تستنبطوا منها العظات والعبر، بأنفسكم بدلا من الاعتماد على أبي الجعافر في كل شيء: قبل بضع سنوات جنح قارب حربي ياباني، وسعد فريق الانقاذ بأن جميع أفراد طاقم القارب المنكوب كانوا سالمين ومتشبثين بأطواق النجاة، ولكنهم فوجئوا بأن هناك ثورا ميتا بين حطام القارب، وتم تقديم الطاقم للمحاكمة العسكرية، وكان تبريرهم لوجود الثور بين الحطام سخيفا حيث زعموا انه سقط عليهم من السماء، وانتهت المحاكمة بحبس أفراد الطاقم! ولكن سرعان ما كشفت وقائع محكمة عسكرية في روسيا صدق زعم البحارة بأن الثور سقط عليهم من السماء، ففي سياق محاكمة طيارين روس بتهمة الإهمال اتضح انهم خلال تدريبات في سيبيريا سرقوا ثورا من مزرعة وطاروا به، ولكن الثور هاج وهو في الجو وعربد ففتحوا كوة الشحن في الطائرة فهوى الثور أرضا ليسقط فوق القارب الياباني!
وقبل حين من الدهر (القصاصة التي أمامي والتي أنقل منها هذه الحكاية مهترئة ولا سبيل لمعرفة تاريخ الواقعة) شهدت محكمة في نيوزيلندا إفادة عجيبة عن حادث مروري نتج عن قيام شاب مستهتر يركب سيارة رياضية سريعة مكشوف بالدخول في شارع رئيسي من دون ان يستكشف حركة المرور فيه فصدمته شاحنة فطار رأس الشاب وحط على الرصيف.. ذلك ما قاله الشاهد الرئيسي وشهود آخرون للمحكمة، ولكن الشاهد الرئيسي أضاف انه لاحظ ان الرأس المقطوع يحرك شفتيه فانحنى مقتربا منه فسمعه يسأل: هل تدخن؟ فلما أجاب بنعم طلب منه الرأس ان يشعل سيجارة ويضعها في فمه، ففعل الشاهد ذلك فسحب الرأس نفسا عميقا وقال: ثانك يو، ثم همد.. أي مات.. للمرة الثانية!! (والله ليس في الأمر شطح ونطح من جانبي بل ترجمت بأكبر قدر ممكن من الأمانة ما أوردته صحيفة نيوزيلندية عن ذلك الحادث)، وبما ان ولدي كان يدرس وقتها في نيوزيلندا وهو الذي زودني بتلك القصاصة التي فيها خبر الحادث ذاك، فقد طلبت منه، أي من ابني، ان يغادر تلك البلاد فورا وان يأتي إلى العالم العربي حيث الأحياء أنفسهم لا يقدرون على الكلام!! وقد عاد ولدي من نيوزيلندا قبل سنوات مزودا بجواز السفر النيوزيلندي، ولكنني منعته من العودة إليها طالما أنا على قيد الحياة.. يكفيه أنه يسافر معي إلى مختلف الدول فيقابل بكل احترام بينما أتعرض أنا لشتى صنوف البهدلة.
في عام 1969 غادر مواطن تايلندي بلاده (ربما بعد ان غزاها العرب بدوافع غير شريفة!!) إلى الولايات المتحدة، وانقطعت بذلك صلته بزوجته وابنه الذي تركه رضيعا في المهد، وقبل بضعة اشهر كان صاحبنا مسافرا بسيارته إلى بيوبلو في ولاية كولورادو عندما قرر ان يتوقف في محطة بترول رغم ان الوقود في خزان سيارته كان كافيا لإيصاله إلى وجهته، وهكذا اشترى بنزينا إضافيا، وعلى غير عادته حرر شيكا بقيمة الوقود وما ان قرأ عامل المحطة الاسم على الشيك حتى سأل الزبون: هل انت تايلندي الأصل فلما أجاب بنعم قال له العامل: أنا ابنك!!
أما والد الطفلة الامريكية باتريشيا ماكنفوي فقد غضب لأنها أتت إلى البيت تحمل قطة ضالة، وتحت إلحاحها قبلت أن تبقي القطة معها فقط حتى صباح اليوم التالي، وما ان استسلمت باتريشيا للنوم حتى بدأت القطة تقفز فوق غطائها وهي تموء، وكلما أبعدتها عنها عاودت المواء والقفز فقررت الصغيرة الانتقال إلى غرفة أخرى بعيدا عن القطة وفور خروجها من غرفتها اهتز البيت..وما حدث هو أن خزانة ضخمة كانت في غرفة باتريشيا هوت على سريرها و«مسحت به الأرض».
jafabbas19@gmail.com