في الصميم
هذه الشهادة التي نطق بها منظمو الفورمولا
تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢
لطفي نصر
المؤتمر الصحفي الذي عقده رؤساء الفرق المشاركة في سباقات الفورمولا (1) بمملكة البحرين قد جاء شهادة مهمة وطيبة فاقت كل كلمة أو شهادة طيبة قيلت في حق هذا السباق.
جاءت هذه الشهادة قوية وصادقة وعفوية لتؤكد النجاح الكبير الذي حققه هذا السباق.. لقد شهد المتحدثون بشجاعة منظمي هذا السباق, وخاصة تلك الشجاعة التي تحلى بها قادة البحرين باقامته, رغم كل المحاولات الشرسة والمجنونة المستميتة من أجل افشاله.. ورغم كل الأنشطة المضادة الساعية الى تثبيط الهمم.. هذه المحاولات التي بذلت في الداخل والخارج وفي كل اتجاه.
لهذا كله عندما تحدث نواب الشعب في بداية جلستهم يوم الثلاثاء الماضي عن نجاح السباق.. لم يملكوا الا أن يوجهوا التهنئة حارة الى قادة البلاد الذين يؤكدون دوما انهم القادرون على قهر التحدي.. وانهم على الحق دائما.. فعندما توكلوا على الله وقرروا تنظيم هذا السباق رغم كل هذه التحديات.. فقد كتب الله لهم النصر.. وخذل أعداء الحق, ولم يملكوا أيضا الا أن يوجهوا التهنئة أشد حرارة الى سمو ولي العهد الذي حمل راية الميدان ووقف شامخا منذ بداية المعركة وحتى اعلان النصر وتتويج الفائزين.
وكان كل ما جاء في هذا المؤتمر شهادات عالمية.. وأوسمة على صدر البحرين وقادتها وشعبها.. ووصمة خزي وعار لأعداء النجاح.. وخاصة عندما اشاد نائب رئيس فريق فورس انديا بالشفافية العالية التي تمتعت بها السلطات البحرينية أمام الإعلام العالمي الى درجة انه لم يملك إلا أن يتساءل قائلا: اذا لم تكن هذه شفافية فما هي الشفافية؟!
وقال «بوب فرنلي» أيضا: لقد كان السباق ايجابيا على الرغم من اللغط الكثير الذي أثير من حوله.
كل ذلك الى الدرجة التي جعلت منظمي السباق يبدأون من الآن في التحدث عن البدء في تنظيم سباق العام القادم على أرض البحرين.. ومصرين على ذلك بعد أن كشفوا بأنفسهم الغث من السمين على أرض البحرين.. وعرفوا وزن من هم على غير الحق من أعداء النجاح, مؤكدين انه يجب الا يعمل لهم أي حساب!
ولم يطلب منظمو سباق الفورمولا من البحرين وأهلها حتى يحقق سباق العام القادم نجاحا أكبر سوى الامتثال لنصيحة واحدة مقتضاها: لا تستخدموا سباق الفورمولا لتحقيق أهداف سياسية.. ولا تجعلوا منه أداة سياسية.. فمثل هذا النشاط السياسي يمكن أن يكون في اي مكان إلا في حلبة السباق.. وكل ذلك لسبب واحد وهو أننا لم ولن نعير كل هذا العبث بعد ذلك أي اهتمام!
والنتيجة النهائية من كل هذا.. ومن كل ما تم فهمه من خلال كلمات المؤتمر الصحفي انهم – أي منظمي السباق – قد عرفوا الحقيقة.. واكتشفوا الزيف الذي كانت كل ممارساته مثل الزبد الذي ذهب جفاء.. ونتيجة مهمة أخرى مؤداها انه كان لدى قادة البحرين اعتقاد راسخ بأنه لو كان – لا قدر الله - قد كتب الفشل لهذا السباق.. أو انه لم ينظم.. فقد كانت مساحة الفشل ستكون أكبر من هذا السباق.. لذا فقد كان نجاحه ضروريا كي تتواصل مسيرة هذا النجاح الى ما لا نهاية.. وحتى يُـقهر الظالمون وأعداء الخير.. ولا يكتب لهم بعد ذلك بأن تقوم لهم قائمة.
}}}
خلال جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي رغم ما شابها وواكبها من نقطة سوداء في تاريخ المجلس.. عبر السادة النواب عن فرحتهم واشادتهم بموقف الحكومة من حيث الموافقة على مشروعهم بمنح رجال الأمن الأبطال وسام الشهامة شأنهم في ذلك شأن رجال قوة الدفاع.. كما ان هذه الاستجابة الطيبة والواجبة من الحكومة الموقرة جعل بعض السادة النواب يقولون: إن من حق هؤلاء الرجال ان ينالوا نوط الشجاعة أيضا.. وهل هناك من هو أشجع من انسان يواجه الغدر وهو أعزل من كل سلاح الا سلاح الايمان, وبأن الروح رخيصة عندما يفدى بها الوطن.
ولقد استراح الكثير من المواطنين بما قاله وزير الداخلية مؤخرا عن حق رجال الأمن في الدفاع عن أنفسهم.. وهذا الحق في الدفاع عن النفس الذي أقرته كل الشرائع السماوية وجميع القوانين الوضعية في كل الدنيا الى الدرجة التي أعفت معها المدافع عن نفسه من كل مسئولية قانونية, والى درجة اعتبار من يقدم روحه دفاعا عن النفس شهيدا عند الله.. لكن يبقى إنه يجب تمكين رجل الأمن من أن يكون لديه ما يدافع به عن نفسه.. وخاصة بعد أن جاوز المعتدون المدى ووضعوا أمامه – وهو يؤدي واجبه – كل عوامل الفتك والخطر في عرض الطريق!