الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

بمناسبة مضي 40 يوما على رحيله

كنيسة العذراء بالبحرين تحتفل بتأبين البابا شنودة

تاريخ النشر : السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢



أقامت كنيسة العذراء والأنبارويس للأقباط الأرثوذوكس المصرية حفل تأبين لقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث مساء أمس بفندق الدبلومات وذلك بمناسبة ذكرى الأربعين لنياحته حيث توفي في 17 مارس 2012 حيث خرج ملايين المصريين إلى شوارع القاهرة يودعون جنازته، ويشيعونه وهم يستذكرون قوله «أنتم في قلبي باستمرار.. لقد عشت في قلوبكم.. ومن أجلكم أنا هنا».
وكان قداسة الأب القمص ميساك الأنبا بيشوي في مقدمة المستقبلين للمدعوين، حيث حضر السفير أشرف حربي سفير جمهورية مصر العربية في البحرين وكل أفراد البعثة الدبلوماسية للسفارة المصرية، كما حضر حفل التأبين القس هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية في البحرين والأب سابا كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس.
وقد اشتمل برنامج الحفل على كلمات رثاء وقصائد شعر للعديد من الدبلوماسيين ورجالات الدين والمفكرين والكتاب بدأ بكلمة السفير المصري في البحرين، وكلمة الدكتور مصطفى الفقي، والدكتور علي السمان، وكلمة لجنة قداسة البابا وكلمة الكنيسة الإنجيلية الوطنية وكلمة صاحب البياقة الأيادوس بالإضافة إلى كلمة الاستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير صحيفة «أخبار الخليج»، ألقاها بالنيابة عنه الأستاذ السيد زهره نائب مدير التحرير للأخبار الخارجية، وغيرها من الحكم والتوصيات والإرشادات التي قالها الراحل البابا شنودة في حياته لخدمة وطنه مصر وتعبيرا عن حبه للمصريين مسلمين ومسيحيين، وحول الدين والاخلاق والقضية الفلسطينية على مدى نصف قرن، كانت بمثابة الشعل التي أضاءت الدرب لملايين من أتباعه وأحبائه.
عشرات المعزين
وقد امتلات القاعة بالشموع في مشهد تدفق فيه عشرات المشاركين في الاحتفال رجالا ونساء، جلس الجميع على كراسٍ بيضاء تحفها قطع من القماش الأسود تعبيرا عن مزيج من الحب والألم، حبا لشخصية البابا شنودة، شخصية فريدة من نوعها من جهة، وألما لفراقه الجسدي وليس الروحي من جهة أخرى، حيث تظل كلماته وأقواله وافعاله أمام ربه وأمام شعبه بمثابة شهادات تعبر عن الحكمة والطهارة ووحدانية الله الرب الخالق العادل.
وكذلك كانت اختلاءاته في الأديرة وصلواته وسفراته الى بلدان عديدة مثار إعجاب الجميع، بل طالب البعض من المفكرين المصريين ان تدون كلمات هذا الرجل العظيم كمادة وكمنهج لأبناء مصر المستقبل يغترفون منها معنى الحب والتسامح والأخوة والوحدة الوطنية، حيث يتسامى ابناء الوطن كبيرهم وصغيرهم، فقيرهم وغنيهم، مسلموه ومسيحيوه على الفوارق يجمعهم تراب وحب الوطن.
المحبة ولدت معه
وقال مقدم الحفل: وكيف لا وهو الذي رضع منذ ولادته وتربى على أمهات مسلمات ومسيحيات حيث انتقلت والدته إلى رحمة الله بعد وفاته مباشرة، وكانت هذه البداية (التربية) أعظم مصدر لان يكون هذا الرجل العظيم مشبعا بالمحبة وداعيا إلى التسامح والأخوة بين أبناء شعبه مجسدا بسلوكه حقيقة ومعاني هذه القيم التي انغسرت فيه منذ ولادته، وأعطت ثمارها لاحقا في حياته كشخصية تدعو إلى الخير والمحبة والصدق، تنقل من بلد إلى آخر، وأسس فيها الأديرة والكنائس، فأوجد بذلك عهدا جديدا من النهج المسيحي الأخلاقي والعباداتي، وتخرج على يديه 117 راهبا وأكثر من 1000 كاهن خلال الخمسين سنة من حياته في خدمة الكنيسة القبطية.
كما تقدم راعي الحفل بالشكر والتقدير إلى جلالة الملاك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين على تعازيهم وكريم مشاعرهم بمناسبة وفاة البابا شنودة ودعمهم لمواقف هذه الشخصية العظيمة، متمنيا لمملكة البحرين وقيادتها وشعبها كل الاستقرار والسلام وأن يحفظ الله جلالة الملك ويعطيه القوة لعمل الخير والعدل والسلام، وكذلك تقدم بالشكر والتقدير إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس الحكومة الانتقالية وإلى السيد كمال الجنزوري رئيس الوزراء في جمهورية مصر العربية، وإلى كل فئات الشعب المصري التي تدافعت لتوديع الراحل إلى السماء.
مرحلة بالغة الدقة
وفي كلمة للسفير المصري محمد أشرف حربي، جاء فيها أنه سعيد بان يلتقي ابناء الجالية المصرية للمرة الثالثة في شهر منذ رحيل البابا شنودة،مضيفا.. اليوم نلتقي لتخليد البابا شنودة بعد مضي 40 يوما على رحيل قداسته مؤكدا أن البابا شنودة رحل في مرحلة بالغة الدقة لمصر حيث تنتقل مصر من مرحلة الانتقالية إلى الشرعية الشعبية ودستور جديد، رحيله تزامن مع التحديات الصعبة التي تمر بها مصر، ورحيله قد زاد من صعوبتها لكونه أحد رموز الفكر والثقافة والوطنية.
ودعا ان يكون الله في عون مصر بعد رحيل البابا شنودة، ومتمنيا ان يتم اختيار بابا آخر يحل محل الراحل وينتهج نهجه الوطني المتسامح والموحد بين جميع شرائح الشعب المصري، واختتم كلمته بدعوة المصريين في البحرين إلى المشاركة في انتخابات الرئاسة المصرية في مبنى السفارة في البحرين وذلك من 11 إلى 17 مايو المقبل مشيرا في الوقت ذاته الى ان السفارة ستستقبل وفودا من مصر يمثلون الجوازات والجنسية وهيئة الاستثمار والزراعة والتربية والتعليم، وقدم السفير المصري في نهاية كلمته الشكر والتقدير إلى القيادة السياسية في مملكة البحرين مشيدا بدعمها لمصر وشعبها.
حب الوطن
كما استمع الحضور إلى قصيدة للراحل بعنوان «أبناء الوطن الواحد والتي يؤكد فيها حب نيل مصر وأراضيها وشوارعها وحواريها وصحاريها وصانعيها وفلاحيها وحاضرها وماضيها ومستقبلها وأقباطها ومسلميها، حب مصر في نكستها 1967 وحب مصر في نصرها عام 1973، ونحب الله اصل الوجود ومانح الحب والحياة».. تلتها كلمة للأب خوميوس (من الفيديو) أكد فيها ان البابا شنودة رجل الصلاة ورجل التعليم، نشر المسيحية والكنائس.
فيما كانت كلمة بابا الكنيسة الإنجيلية التي عبر فيها ان البابا شنودة كان لنا بمثابة الاب (الروحي)، فهو الذي جمعنا في حياته، وهو الذي جمعنا في وفاته، مستشهدا بمقولة أحد الرسل «لن أترككم يتامى»، منوها الى ان الجميع يتطلع إلى بابا شنودة جديد يأخذ بأيدينا إلى الصلاح والوحدة، وان يعوضنا الله خسارة هذه الشخصية العظيمة.
مثقف وحكيم
كما كانت عبر (الفيديو) كلمة الدكتور مصطفى الفقي من مصر، جاء فيها ان احتشادنا اليوم بعد 40 يوما من رحيل البابا شنودة، وذكر انه تعرف عليه خلال الـ 30 سنة الماضية، فما وجد منه إلا سعة الثقافة وسمع منه عبارات الحكمة، بقلب ينبض بالوطنية، لذا يحق لمصر ان تفخر بهذا النموذج الفذ في تاريخها، تلتها كلمة الأنبا موسى ثم قصيدة بعنوان «وحشتنا أوي».
وأخيرا كلمة كنيسة مريم العذراء، ألقاها هاني عزيز، جاء فيها «ان نودع اليوم حبرا عظيما وأبا جليلا وراعيا أمينا الأب الباب شنودة بابا كنيسة الإسكندرية بعد حياة حافلة بالعطاء، سرى حب مصر وشعبها في عروقه، وهو الذي قال: «مصر ليست وطنا نعيش فيه.. مصر وطن يعيش فينا»، وهو الذي نادى بالمحبة والاحترام والإخلاص بين كل المصريين.