مقالات
سالفة رياضية
معضلتان
تاريخ النشر : السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢
أتصور أن هناك مشكلة ما حيال ما يحصل في وسطنا الرياضي من عشق وهيام من طرف واحد أو هو جنون الولهان الذي يشبه إلى حد كبير جنون قيس بن الملوح بفاتنته ليلى العامرية وقد يكون أقوى من ذلك فيما يتعلق بحب ومتابعة الجماهير البحرينية وتفاعلها الساخن مع الأندية واللاعبين والدوريات الأوروبية التي تفوق نسبتها كثيرا عن اهتمام هذه الجماهير بأنديتها الوطنية ولاعبيها ودوريها المحلي في كرة القدم على وجه التحديد، فخروج برشلونة وريال مدريد من دوري أبطال أوروبا كشف الواقع والحقيقة بشكل جلي حيث كان له وقع خاص على أفئدة عشاق هذين الناديين وكانت له في المقابل وعلى المستوى العام أجواء صاخبة ومليئة بالانتقادات والهجوم ومشتعلة بتبادل الرؤى بين المحبين والمانشتات الصحفية العريضة التي وصلت إلى حد كتابتها باللون الأحمر المدلل على الأهمية وإطلاق النكات والتعليقات القاسية في برامج (تويتر، واتس آب وفيس بوك، وهذا التفاعل والصلة والعلاقة الغرامية وللأسف غير موجود مع أجواء دورينا ونفتقدها منذ زمن طويل وخصوصا بعد غياب نجوم اللعبة التي كانت تزهو بنجوميتها وفنياتها العالية في الملاعب وانحدار المستوى الفني للعبة وتراجع أدوار الأندية وهذا الأمر يقودنا إلى المشكلة في هذا الجانب التي يستوجب متابعتها بدراسة علمية وبحث أكاديمي، وما يثير همومنا وشجوننا كمتابعين للعبة ما لمسناه على أرض الواقع من خلال متابعتنا لما يكتب في الجرائد والمواقع الالكترونية ويقال خلال الأحاديث الجانبية في الطرق العامة وفي الديوانيات بين عشاق الأندية الأوروبية حيث يتكلمون بلغة العضوية والانتماء إلى تلك الأندية البعيدة جغرافيا والقريبة وجدانيا حتى بتنا نسمع مثل هذه المقاطع في جدالهم الحماسي (نادينا وناديكم، فاز فريقنا وهزم فريقكم، فريقنا لعب أفضل منكم وفريقكم ما قدم شي البارحة) وغيرها من الكلام المباح وما يخصص من وقت وجهد ومال لمتابعة الأحبة غبر أثير القنوات الفضائية طمعا في الكرة بمعناها الصحيح والفن الكروي بمعناه الحقيقي وهنا بيت القصيد وخاتمة المعضلة الأولى.
وأما المعضلة الثانية فصراخ مجموعة من اللاعبين والمدربين الوطنيين الذين استشعروا بخطر مشكلتهم وثقلها على لعبتهم التي يرونها أمام أعينهم ممدة داخل حفرة والتراب يتساقط عليها ويدفنها يوما بعد يوما، عويل لاعب فقد مكانه في المنتخب وفي محيط اللعبة يصم الآذان (ارحمونا من هذا المدرب، أبعدوه عنا وعن اللعبة، أزيحوه من دربنا المحبين، لا نريد دمارا أكثر، فرق المجاميع، اغتال النجوم الزاهية، حوّل الأبطال إلى متفرجين ومشاركين عاديين، انشغل بنفع نفسه وذريته، لم نعد نحتمل وجوده وسخرنا من إستراتيجيته التي ظهر بها علينا في الوقت الضائع، يا سادة يا كرام.. امنحونا فترة انتخابية لأربع سنوات جديدة زاهية بوجوه بيضاء مثل اللبن، تجرعنا المر والسم وشبعنا من السائل الأسود.)، الشمس بدأت رحلة المغيب، لا أحد يريد يوما جديدا إشراقته سوداء ويأملون في سماء زرقاء صافية ويحلمون كل يوم بمساعدتهم في حزم تلك الحقيبة التي تعاند الوداع والصعود على الميزان والانبطاح على السير المؤدي بها إلى خزانة الطائرة.
سألني الناس
ما رأيك في الدنيا؟
أجبتهم:
هي جميلة الشكل وما يعيبها أنها دوّارة ولها مخالب.