عربية ودولية
تفجير انتحاري في دمشق وتظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام
تاريخ النشر : السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢
دمشق - الوكالات: وقع انفجار «ارهابي» نفذه انتحاري أمس الجمعة في دمشق فيما خرج عشرات الآلاف للتظاهر في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام وسط اتهامات دولية وأوروبية لدمشق بعدم احترام التزاماتها لجهة سحب آلياتها العسكرية تطبيقا لخطة المبعوث الخاص كوفي عنان التي وافق عليها النظام والمعارضة.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بان انفجارا «إرهابيا» نفذه انتحاري أمس الجمعة في حي الميدان وسط العاصمة السورية أسفر عن «مقتل تسعة شهداء وعشرات الجرحى إضافة إلى أشلاء في محفظتين طبيتين». وبث التلفزيون صورا لمكان الانفجار تحت جسر في حي الميدان، الذي شهد انفجارا سابقا في السادس من يناير وأوقع 26 قتيلا. وبدت في الصور آثار دماء وأشلاء بشرية للضحايا وحافلة صغيرة تعرض زجاجها للكسر.
ونسبت وزارة الداخلية في بيان نشرته الوكالة العملية إلى «المجموعات الإرهابية التكفيرية التي تستهدف أمن واستقرار الشعب السوري». وذكر البيان «أقدم إرهابي انتحاري يحمل حزاما ناسفا على تفجير نفسه في الشارع العام بالقرب من مسجد زين العابدين بحي الميدان وسط دمشق وبالتزامن مع خروج المصلين من المسجد». وأكدت الوزارة في بيانها «أنها لن تتساهل في التعامل مع المجموعات الإرهابية وستضرب بيد من حديد كل من يعمل على ترويع المواطنين ونشر الفوضى في البلاد».
كما انفجرت سيارة أخرى في وقت سابق أمس في حي الصناعة الواقع على أطراف العاصمة السورية، حسبما أفادت مصادر متقاطعة.
وفي دمشق ايضا، اصيب مدنيان صادف وجودهما أثناء انفجار عبوة ناسفة زرعتها «مجموعة إرهابية مسلحة» بالقرب من كلية الزراعة، بحسب الوكالة. يأتي ذلك فيما تظاهر عشرات آلاف من الأشخاص في سوريا أمس الجمعة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفاد ناشطون وأظهرت مقاطع بثت على الانترنت.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان «عشرات الآلاف من الأشخاص تظاهروا الجمعة في أكثر المناطق السورية». وفي حلب تراوحت أعداد المشاركين في التظاهرات بين المئات والآلاف. وفي الريف الحلبي عمت التظاهرات اغلب المدن والقرى. وقال المرصد إن مواطنا قتل وجرح ثلاثة آخرون برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي الصاخور في حلب كما قتل ثلاثة من عناصر الأمن اثر استهداف سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين في حي الأنصاري حلب. وفي حماة خرجت تظاهرات في أحياء المدينة، ولاسيما حي المشاع الذي تعرض لقصف من القوات النظامية قبل يومين أسفر عن مقتل وجرح العشرات. كما خرجت تظاهرات في مختلف بلدات وقرى الريف، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد «باستشهاد مواطن في قرية دف الشوك اثر إطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية على متظاهرين».
وأفاد عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني محمد فارس عن خروج «مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنادي بإسقاط النظام وتهتف للمدن المحاصرة والمعرضة للحملات الأمنية الشديد».
وفي شرق البلاد، أظهرت عدة شرائط فيديو بثها ناشطون على موقع اليوتيوب عشرات المتظاهرين في عدد من أحياء مدينة دير الزور منها الجبيلة والحميدية وحي المطار.
كما افادت اللجان بخروج مظاهرة حاشدة انطلقت وسط مدينة الدرباسية واخرى في عامودا ذات الغالبية الكردية والتابعة لمدينة الحسكة «تطالب بإسقاط النظام». وفي ريف إدلب بين شريط مظاهرة جرت في جسر الشغور. وفي شمال البلاد، أفادت لجان التنسيق بخروج مظاهرة من مسجد عثمان بن عفان في الرقة قامت قوات الأمن والشبيحة بتفريقها. سياسيا، اتهم الاتحاد الاوروبي أمس الجمعة النظام السوري بعدم احترام التزاماته المنصوص عليها في خطة المبعوث كوفي انان وخصوصا لجهة سحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امام الصحفيين «نحن قلقون جدا من استمرار العنف بالرغم من وقف إطلاق النار الذي وافق عليه النظام السوري، ومن الواضح ان النظام السوري لم يف بالتزاماته».
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دمشق إلى احترام وعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن «من دون تأخير». وذكر بان كي مون من جهة أخرى «جميع الأطراف ولاسيما الحكومة السورية، بضرورة ان تضمن الاحترام الفوري لشروط عمل فعال لبعثة المراقبين الدوليين بما في ذلك وقف العنف المسلح».
وتابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية الجمعة، وذكرت الوكالة ان وفدا من المراقبين الدوليين قام بزيارة مدينة ادلب والتقى المحافظ كما زار وفد آخر أحياء حمص القديمة ومنطقة المطاحن، من دون المزيد من التفاصيل.
وكان فريق المراقبين قرر يوم الجمعة الماضي عدم القيام بجولات ميدانية «لتجنب ان يؤدي وجودنا إلى تصعيد»، بحسب ما قال يومها رئيس الوفد الكولونيل احمد حميش.
واكد احمد فوزي الناطق باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الجمعة ان حوالي 15 مراقبا من الفريق الطليعي للأمم المتحدة سيصلون قبل نهاية إبريل إلى هذا البلد لمراقبة وقف إطلاق النار.
ووسط حدوث اختراقات أوقعت أكثر من 300 قتيل في سوريا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الثاني عشر من إبريل الماضي، دعت جماعة الاخوان المسلمين السورية الأمم المتحدة أمس الجمعة إلى اعلان فشل خطة المبعوث الدولي كوفي انان. وطالب الاخوان المسلمون الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون «أن يقرن إعلانه عن امتناع حكومة الأسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي انان منتهية في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على ايدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء».
كما طالب البيان بان كي مون ايضا «بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية إلى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري» داعيا المجتمع الدولي إلى «إسقاط أي صفة تمثيلية لبشار الاسد وحكومته ومعاملتهم على انهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا».
وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود الجمعة عن قلقها إزاء مصير الناشطة يارا ميشيل شماس التي تواجه اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة التي طالبت السلطات السورية بالإفراج عن الصحفيين والناشطين وفقا لخطة المبعوث الدولي كوفي انان. وقالت المنظمة «في حين ان مراقبي الأمم المتحدة يحاولون بصعوبة انجاز مهمتهم، تأمل مراسلون بلا حدود في أن تلفت الانتباه إلى عدة انتهاكات لحرية الاعلام يستمر نظام بشار الأسد في ارتكابها، ولاسيما بحبس من يملكون الشجاعة لاطلاعنا على أخبار الوضع السائد في سوريا». ودعت المنظمة «الى الإفراج الفوري عن كل الإعلاميين والمواطنين الصحفيين ومستخدمي الانترنت الذين يسجنهم النظام».