الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الثقافي

قصة قصيرة

«قصيدة حب»

تاريخ النشر : السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢



كتب إليها قصيدة حب، ليهديها إياها في يوم العشاق، إنها قصيدة غزلية جميلة، شاعرية، معبرة، شاملة، عاطفية، تحمل مشاعر حقيقية، ذات أسلوب قوي، كلماتها معبرة فياضة، تحمل بين ابياتها لهيب المشاعر تارة وحرقة الشوق تارة أخرى، بها اسلوب عاطفة فريد يحمله رجل عاشق محب لحبيبته، وفي الوقت نفسه بها خيال واسع جميل وبعيد الأفق، جميلة كالألماس المتلألئ البراق، بنيتها متشابكة مع بعضها بعضا.
يقول إن القصيدة اجتازت مستوى تفكيره وخياله الابداعي أكثر وأكثر، لم يستطع ان يصدق ذلك، ولكن هو مؤمن بانها جميلة جداً، بل إنها أروع قصيدة كتبها قط.
قرر ان يرسلها عن طريق البريد الالكتروني، هي سوف تفتح بريدها وقتما تسنح لها الفرصة، كم هي ماهرة في سرقة وقت الفراغ الخاص بها وسط كومة أعمالها اليومية، أيضاً ليوم العشاق، سوف تغمرها الفرحة، ستتفاخر بجمالها ومدى عشقي لها، ستضعها فوق الأوراق التي لديها في الدرج الخاص بها، تقرأها بين الحين والآخر، لن تسمح لأي احد ان يراها او يلمسها، إنها غالية على قلبها، لذلك فهي خاصة لها فقط، انه ذلك الشخص الذي عشقها أهداها تلك الأبيات الجميلة كانت هي من النخبة، نخبة العشق الذي سكن قلبه تجاهها.
بعد ان ارسل إليها الرسالة عبر البريد الالكتروني كتب لها القصيدة بخط يديه، حفظها داخل ملفه الخاص، قرر ان يرسل نسخة منها إلى إحدى المجلات ذات الاهتمام بالأدب والشعر، إنها قصيدة جديدة، كان مترددا فيما يكتب الاهداء، لأنه لا يريد ان يسبب أي احراج، او أياً من الأمور الأخرى، مع زوجته، في النهاية قام بحذف الجزء الخاص بالاهداء وقرر ان يعطي نسخة إلى زوجته، ونسخة إلى صديقته الشاعرة في بريطانيا، سوف تقدر كتاباته أكثر من أي شيء آخر، لأنها تقدر الأعمال الأدبية.
قال: »سوف أرسلها بعد بضعة أيام، مازال هناك متسع من الوقت إلى يوم العشاق«.
لقد ترك رسالته التي بعثها إلى بريطانيا بأحرف اسمه الأولى فقط وقرر إرسالها عبر البريد الجوي لتتسلمها قبل يوم العشاق حتى تُفاجَأ بها.. ستكون أحلى مفاجأة لها.