كما أرى
قسم حروق.. يحرق القلب
تاريخ النشر : السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢
عبدالله المناعي
ما كنت لأعرف عن معاناة رجال الشرطة المصابين لولا قصة رويت لي عن إحدى قريبات رجال الشرطة تشتكي في مجلس نسائي عن حال قريبها المرمي المهمل. تكلمت المرأة بحرقة في قلبها لا تعلم لماذا لا تعير الدولة لقريبها اهتماما. تأثرت النسوة من حولها بل استشاطوا غضبا وتوجهت كل واحدة منهن الى طلب العون ممن تعرف من دون ان تربطهن بها أو به أي صلة قرابة.
المشكلة تكمن بحسب أحد أطباء السلمانية ان هناك عددا من رجال الأمن المصابين بحروق في مجمع السلمانية الطبي الذي يحتضن قسم الحروق الوحيد في البحرين. ذلك بطبيعة الحال بالإضافة إلى المرضى من غير رجال الشرطة الذين يعالجون في المستشفى. مجموع الممرضات اللاتي يعملن في القسم 15 ممرضة يتوزعن على جميع النوبات، اي ان اكبر عدد من الممرضات يمكن ان يوجد في الجناح في النوبة الواحدة في اغلب الأيام هو 4 ممرضات.
في الأوقات العادية هذا العدد من الممرضات يكفي لتغطية القسم ولكن المشكلة ان 3 من رجال الشرطة المصابين (موصولون) بأجهزة تنفس صناعية. وبحسب الطبيب فإن كل مريض على وحدة تنفس صناعي يحتاج إلى ممرضة واحدة تلازمه مما يعني انه في معظم الأحيان هناك نقص كبير في عدد من الممرضات اللاتي يتمكن من معالجة سائر المرضى. ووصلت درجة النقص بحسب المصدر إلى تأخير تغيير الضمادات لبعض المرضى والتي يفترض ان تتغير بشكل يومي.
نضرب رجال الأمن بيد من حديد إذا اخطأوا، وهذا عدل. ونطلب منهم ان يدخلوا في وسط القنابل والزجاجات الحارقة والأسياخ الحديدية، وهذا واجبهم. ولكن من واجب الدولة تجاههم ان تعطيهم أفضل ما يمكن ان تمنحهم إياه للدفاع عن أنفسهم وأفضل علاج إذا أصيبوا. فإذا تقاعسنا عن علاج أي مواطن فهذه مصيبة، ولكن إذا تقاعسنا عن علاج رجال أمننا الذين يحموننا ووطننا وجميع المسئولين فالمصيبة أعظم!
نبعث مشيمع للعلاج في اكبر المستشفيات الأوروبية ومن ثم تسرب الدولة الخبر لتسد عين الغرب والمعارضة. ونوفر للخواجة خدمة 5 نجوم في المستشفى لكي نسد عين السفير الفلاني الاوروبي. وهؤلاء المساكين نسال كم سيكلف ان نفتح وحدة للحروق في المستشفى العسكري او ان نحضر طاقما طبيا أجنبيا ليقوم بعلاج هذه الحالات؟
لا اعلم إذا ما كانت الدولة ترتئي ان مظاهر الترف هي أولى من علاج هؤلاء الذين يحمونها. او إذا ما كان المبلغ المطلوب أكثر من النفقات التي تستطيع الدولة تحملها، وإذا كان هذا هو السبب فإنني متأكد ان أهل البحرين الكرام الذين تبرعوا من اجل سوريا والصومال لن يتوانوا عن التبرع من اجل علاج مصابي رجال الأمن او غيرهم ممن لا تستطيع الدولة علاجهم.
المستشفى العسكري الوحيد في البلاد الذي يفترض ان يكون المستشفى الأول وقت الحروب ليس به وحدة حروق، ولذلك لا يمكن نقل العسكريين إليه. واعلم انه في السابق لم تكن هناك حاجة ملحة لتجهيز أكثر من وحدة حروق في البلد وهذا ما أكده لي عدد من الخبراء في الحقل الطبي، إلا ان الوضع في البحرين والمنطقة ككل تغير بشكل كبير. ولكن أرجو من المسئولين فيه الا يحتكموا الى أهوائهم وان فلانا مزاجه متعكر ولا يريد ان يتكلم في هذا الموضوع، او انه لا يريد فتح الموضوع في هذا الاجتماع أو ذلك.
اشكر سمو رئيس الوزراء على زيارته للمصابين، ولكنني اعتقد ان الوقت قد حان لتحرك جاد لنثبت للذين نطالبهم بحمايتنا، إننا موجودون لنجدتهم إذا ما سقطوا.