عربية ودولية
الخرطوم ترفض تدخل الأمم المتحدة وجوبا تتهم السودان بدعم المتمردين
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٢
الخرطوم - (أ ف ب): لم تظهر أي بوادر أمس السبت تشير الى تراجع حدة الازمة بين السودان والجنوب، مع رفض الخرطوم مسبقا اي تدخل للامم المتحدة في خلافاتهما الحدودية فيما اعلنت جوبا صد هجوم شنه متمردون مدعومون من السودان في منطقة حدودية. وقال وزير الخارجية السوداني على كرتي في بيان «يؤكد السودان رفضه للمحاولات الجارية لطمس دور الاتحاد الافريقي واحالة الوضع بين السودان وجمهورية السودان الى مجلس الامن».
وأضاف كرتي ان تدخل مجلس الامن الدولي «من شأنه ان يؤدي الى تغليب الاعتبارات السياسية المعلنة والمواقف المسبقة ذات الغرض على مقتضيات التسوية السلمية العادلة».
وكان الاتحاد الافريقي الذي يقوم بمهمة وساطة منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011، طلب مساء الثلاثاء من مجلس الامن الدولي دعم جهوده تحت الفصل السابع الذي يجيز اتخاذ اجراءات قسرية لتطبيق اي قرار. وامهل الاتحاد الافريقي الطرفين في هذا السياق 48 ساعة لوقف المعارك واسبوعين لاستئناف المفاوضات وثلاثة اشهر لتسوية الخلافات بينهما، تحت طائلة اتخاذ «الاجراءات المناسبة» بحقهما.
وقدمت الولايات المتحدة يوم الخميس لشركائها في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يهدف الى تقديم «دعم سريع وحازم لقرارات» الاتحاد الافريقي بشأن شمال وجنوب السودان، بحسب ما اعلنت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، مشيرة الى ان مناقشة النص قد تستغرق عدة ايام.
وأعلنت قوات جنوب السودان أمس السبت انها صدت يوم الجمعة هجوما شنه متمردون قادمون من السودان ومدعومون من الخرطوم في ضواحي ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل على مسافة عشرات الكيلومترات من الحدود. وقال الكولونيل فيليب اغير لوكالة فرانس برس ان «مليشيات يدعمها السودان هاجمت (الجمعة) مواقع للجيش الشعبي» في ضواحي ملكال، مؤكدا ان القوات السودانية الجنوبية صدت الهجوم بدون ان يعطي اي حصيلة. وتبنى الجيش الديمقراطي لجنوب السودان وهي حركة متمردة الهجوم على ملكال في بيان.
وفي المقابل اعلن جنوب السودان أمس السبت استعداده لسحب قواته من منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها مع السودان، انسجاما مع مطلب الاتحاد الافريقي. وقال برنابا ماريال بنجامين لفرانس برس ان «وزير الداخلية سيسمح بانسحاب قوة شرطة جنوب السودان من ابيي.. شرط ان تضمن الامم المتحدة والاتحاد الافريقي امن مواطنيه في هذه المنطقة»، مؤكدا ان هذا الانسحاب سيكون «فوريا».
وقال السودان انه ألقى القبض على بريطاني ونرويجي وجنوب افريقي أمس السبت لدخولهم بطريقة غير مشروعة منطقة نفطية حدودية مع جندي من جيش جنوب السودان. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السودانية محمد جاد الله ان الثلاثة اعتقلوا في جزء من منطقة هجليج المتنازع عليها على الحدود بين السودان وجنوب السودان والتي شهدت مؤخرا قتالا بين البلدين. واضاف ان الثلاثة كانوا يتحركون في سيارتين احتويتا معدات عسكرية وقال انهم نقلوا جوا الى الخرطوم. ورفض مسؤول بالسفارة البريطانية في الخرطوم التعليق بينما لم يتسن الوصول فورا الى سفارتي النرويج وجنوب افريقيا.
قال متحدث باسم الجيش السوداني ان الاجانب الثلاثة الذين اعتقلهم الجيش أمس لهم خلفية عسكرية وكانوا يساعدون جيش جنوب السودان.
من جانبه قال جيش جنوب السودان ان الاجانب الثلاثة الذين احتجزهم السودان قرب منطقة حدودية متنازع عليها لم يكونوا يساعدون قواته وهو ما يناقض اتهامات الخرطوم. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان «هذا هراء ومحض فرية». وتابع أقوير ان مصادر جيش جنوب السودان في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة الجنوبية ابلغته بأن شاحنة تابعة للامم المتحدة فقدت في المنطقة الحدودية المتنازع عليها «واحتجزتها قوات الجيش السوداني». وقال أقوير «يتعين السماح لشاحنة المساعدات الانسانية ... بالمرور بحرية».