الرأي الثالث
حديث صريح لسمو الأمير الرئيس
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٢
محميد المحميد
اللقاء الصحفي الذي أجرته (دير شبيغل) مع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وضع النقاط على الحروف، وجاء في وقت مناسب، وحمل الشجاعة والمسئولية والأمانة والصدق معا، تماما كما هو سمو الأمير الرئيس دائما في حديثه عن الوطن ومستقبله ومصالحه.
ما جاء في تصريح سمو الأمير الرئيس هو لسان صدق وعدل ومعبر عن الشعب المخلص تجاه الأمور التي تحصل في البلاد، وجميع الإجابات للأسئلة الصريحة كانت واضحة ومحددة لا تحتاج إلى تفسير ولا تأويل، وهي إجابات تؤكد وتثبت الوضع القوي والمتماسك للدولة واليقظة والشجاعة والاستقلالية في اتخاذ القرار وموازنة الأمور، وتسمية الأشياء بمسمياتها من دون لبس ولا مواربة.
من أول سؤال في اللقاء الصحفي جاءت إجابات سمو الأمير الرئيس واضحة ومحددة وذات طريق واحد، بشأن الاحتجاجات والتظاهرات في البلاد التي ما زالت مستمرة، والمعارضة تتهم الحكومة بعدم جديتها في المضي نحو الإصلاح والحوار، حيث أكد سمو الأمير الرئيس أن هذا الحراك الاحتجاجي الذي يحدث في البلاد هو «حراك إرهابي» بحسب مفهوم الحراك المعاصر ومدعوم من إيران وحزب الله. وما نواجه في بلادنا هو تماما ما تواجهه أمريكا مع الإرهابيين. وحينما تساءل الصحفي عن الحوار، أجاب سمو الأمير الرئيس بالنهج البحريني الثابت والمستمر بأننا منفتحون على الحوار والباب ما زال مفتوحا، إلا أنه يجب على الجهة المطالبة بالحوار أن تُبقي في عين الاعتبار ضرورة مشاركة جميع أطياف وقطاعات المجتمع البحريني بهدف التوصل إلى نتائج مثمرة. ويجب ألا ننسى جهود جلالة الملك في تقديم عروض حوار مختلفة للمعارضة إلا أنها رفضت ذلك.
سمو الأمير الرئيس أكد حقيقة راسخة وواضحة وضوح الشمس أنه إن كان الأمر يتعلق حقا بالإصلاحات فإننا قد بدأنا بها منذ زمن طويل وأقدم من أي بلد عربي آخر. وقد أوضح الملك رغبته في مواصلة الإصلاحات وإجراء المزيد منها، كما أننا دولة رفاهية متطورة جدا تُقدم لمواطنيها التعليم والرعاية الصحية المجانية فضلاً عن الإعانات المالية وبدل السكن والمعيشة وإعانات البطالة.
ربما كانت أقوى إجابة وأشجعها حينما قال سمو الأمير الرئيس إننا نحمل زعيم المعارضة الدينية عيسى قاسم... مسؤولية كل ما يجري في هذا البلد وخاصة أولئك الذين لقوا مصرعهم.. وهذا بالطبع هو الجواب الصريح والشجاع الذي يجب أن يعرفه الجميع ويقولوه بكل شجاعة ومسئولية.
سمو الأمير الرئيس كشف بكل شجاعة بأن المعارضة تبحث عن أعذار، وهي تستغل مصطلح «مزيد من الحقوق» ومسمى «الديمقراطية» لتحويل البحرين إلى إيران ثانية، وليس صحيحا أن الشيعة في البحرين مضطهدين وفقراء، كما أن المعارضة هي التي غادرت البرلمان وعرضت البلاد للخطر.
تبقى نقطة مهمة جديرة بالتأكيد أن ما جاء في تصريح سمو الأمير الرئيس سيحرك أبواق وماكينات المعارضة الطائفية، ومن يستغلون المنابر بأن يصدروا تصريحاتهم وبياناتهم ضد كل ما قيل في محاولة للهروب من المسئولية، كشأن كل إنسان فاشل وجماعة إرهابية.. ولكن الأمر الذي لا يدركه جميع هؤلاء أن مسيرة مملكة البحرين لن تتوقف وأن عملية الإصلاح والتطوير بيد أبنائها المخلصين. فكل الشكر والتقدير لسمو الأمير الرئيس على التصريح الشجاع الذي وضع النقاط على الحروف.. وكم نتمنى من الوزراء والمسئولين في الدولة أن يتحلوا بذات الشجاعة التي يتحلى بها سمو الأمير الرئيس حفظه الله ورعاه.