نقل العضلات والعلاج الطبيعي
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢
بقلم: د. سيد طنطاوي*
قد يتعرض شخص ما لحادث ويؤدي إلى كسور بالذراع مع التهابات وضمور عضلات الساعد... فيلجأ الأطباء إلى نقل عضلة من الفخذ إلى الساعد لتثبيتها بأوتار اليد، ولكن تكون حركة اليد بطيئة للغاية ولا يستطيع استعمالها مما يؤدي إلى قلق واكتئاب المريض.
نقول لهذا المريض لا داعي للقلق فهناك برنامج تأهيلي كامل للعضلات المنقولة لتعليمها الوظيفة الجديدة لها، مادامت الجراحة جيدة وعودة الدورة الدموية للعضلة ولكن يجب الانتظار فترة تتراوح مابين ٣- و٦ شهور حتى يتم خلالها نمو الخلايا العصبية خلال عصب العضلة الجديدة وقيام العضلة بوظيفتها.
إن معظم عضلات الجسم تتكون من جزء يحتوي على خلايا عضلية لها خاصية الانقباض والانكماش، وتتحرك تبعاً للإشارات المنبعثة من المخ عن طريق الأعصاب الطرفية التي تصل كل مجموعة من العضلات ولها وظيفة واحدة بمجموعة من الأسلاك العصبية تعطي إشارات متماثلة والجزء الثاني من العضلة هو »الوتر« ويتكون من مجموعة من الألياف ومن خلاله تؤدي العضلة وظيفتها في تحريك المكان المثبت في نهاية الوتر، فأصابع اليد مثلاً تحركها مجموعة من الأوتار الأمامية لثني الأصابع وأخرى خلفية لفرد الأصابع وهذه الأوتار مرتبطة بالجزء العضلي في الساعد.
إن فقد وظيفة العضلات ترجع للعديد من الأسباب منها الأمراض التي تصيب المخ والجهاز العصبي وهو ما يسمى بشلل العضلات أو حالات إنقطاع الوتر العضلي أو حدوث التصاقات بالعضلة بعد الإصابة بالتهاب أو حوادثئ وكذلك في حالات الأوعية الدموية حيث تقل الدورة الدموية المغذية للعضلة وبالتالي تتعرض للضمور والتليف ويصبح من الصعب علاجها.
في حالات إصابة مجموعة من العضلات لها وظيفة واحدة بالشلل فإن الجراح يقوم بنقل أوتار بعض العضلات السليمة والقريبة ويثبتها في أماكن أوتار العضلات المريضة وبهذا تقوم العضلات السليمة بوظيفة العضلات المشلولة، أما حالات ضمور العضلة نتيجة انقطاع الدورة الدموية فيكون العلاج بزرع عضلة كاملة وينتقي أحد الشرايين والأوردة التي يناسب قطرها قطر الأوعية الدموية للعضلة المنقولة وبعد الانتهاء من الزرع والتأكد من عودة الدورة الدموية للعضلةئ يتم توصيل أحد الأعصاب إلى عصب العضلة المنقولة وبعدها يكون العلاج الطبيعي لتدريب العضلة الجديدة على العمل.
.