الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


انفجارات دموية في سوريا غداة دعوة رئيس بعثة المراقبين الأطراف إلى وقف العنف

تاريخ النشر : الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: وقعت أمس الاثنين ثلاثة انفجارات في ادلب بسوريا استهدفت مقرين أمنيين وحيّا، وأسفرت عن مقتل عشرين على الأقل وجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة الدعوة التي وجهها رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى كل الأطراف لوقف العنف بأشكاله كافة. وقال المرصد ان «أكثر من عشرين شخصا غالبيتهم من عناصر الأمن قتلوا» في انفجارين استهدفا «مركزا للمخابرات الجوية وآخر للمخابرات العسكرية» في ادلب. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان «انتحاريين فجّرا نفسيهما بسيارتين مفخّختين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب، ما أسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام». كما أشارت إلى جرح حوالي مائة شخص، معظمهم من المدنيين. وقالت الوكالة ان الانفجارين وقعا في «منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى إلى أضرار بالغة بالمباني وخلفا حفرتين كبيرتين جدا». وذكرت سانا ان عضوين من المراقبين الدوليين «اطلعا على اثار التفجيرين».
ويوجد في ادلب بشكل ثابت مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقق من وقف اطلاق النار.
وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا لمواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الأشخاص وقد تجمعوا حول أبنية متضررة وركام في الشارع. وقال احدهم للتلفزيون - وبدا عائدا من مستشفى حيث تم تضميد وجهه اثر اصابته بجروح - انه كان لا يزال نائما مع اولاده في منزله عندما «سمعنا صوت انفجار هز البناء». وأضاف «بيتي اصبح دمارا. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها».
وبعد الظهر، قال المرصد في بيان ان «انفجارا ثالثا هزّ حيّ الجامعة في مدينة ادلب وأسفر عن سقوط جرحى». من جهة ثانية، ذكر المرصد ان «انفجارا شديدا هزّ ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين انه ناجم عن انفجار سيارة». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وان عددا من السكان الذين يقطنون في المكان أصيبوا بجروح.
إلى جانب ذلك، قال المرصد ان مواطنا قتل أمس الاثنين «اثر اصابته برصاص قناصة في قرية موحسن في محافظة دير الزور». كما قتل مواطن آخر في قرية الفرحانية في محافظة حمص اثر «اطلاق رصاص عشوائي من احد الحواجز العسكرية».
سياسيا، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماعه مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود أمس الاثنين ان بلاده ستواجه «ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها»، متهما هذه المجموعات بالقيام «بتصعيد غير مسبوق» منذ وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى سوريا. وقال المقداد ان بلاده «ستقف في وجه كل الدول والأطراف التي تعمل على إفشال مهمة عنان والتي تدعم العنف والارهاب في سوريا وتقدم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة». وجدد «التزام سوريا بخطة عنان واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة مع الالتزام بمسؤوليتها في حماية شعبها وامنه وسلامته».
وكانت أطلقت ليلا قذيفة «ار بي جي» على المصرف المركزي السوري في دمشق، بحسب ما افاد الإعلام السوري الذي أشار إلى ان العمل من تنفيذ «مجموعة إرهابية مسلحة»، وانه تسبب في «أضرار مادية». كما استهدفت «مجموعة إرهابية مسلحة»، بحسب سانا، ليلا بقذيفة ار بي جي دورية لشرطة النجدة أمام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الدورية بجروح.
وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان صباحا إلى ان مباني حكومية عدة شهدت في الساعات الأولى من فجر أمس «سلسلة انفجارات مشبوهة استهدفت مبنى الإذاعة والتلفزيون وأحد المراكز الأمنية في حي ركن الدين، ومبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات» في العاصمة.
وقتل يوم الأحد أربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب بحسب المرصد. وتبنت مجموعة متطرفة تسمي نفسها «جبهة النصرة» مسؤولية عملية انتحارية وقعت يوم الجمعة في دمشق، وذلك في بيان نشر على موقع الكتروني إسلامي. وقالت ان التفجير نفّذ في مكان قريب من تجمع لقوات الأمن السورية. وكان الإعلام السوري قد ذكر ان الانفجار وقع قرب مسجد في حي الميدان في العاصمة وتسبب في قتل 11 شخصا.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان صدر أمس الاثنين ان «ما حدث الليلة (قبل الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكا مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين».
وأدان المجلس «التفجيرات التي وقعت في دمشق»، نافيا أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها. واعتبر المجلس الوطني ان «النظام الأسدي يحاول بشتى الوسائل تضليل وتشتيت بعثة المراقبين من أجل منعها من القيام بعملها»، مطالبا بـ«لجنة تحقيق دولية لكشف من يقف وراء هذه التفجيرات».
واتهمت لجان التنسيق بدورها النظام بـ«تكثيف محاولاته اليائسة بالادعاء أنه مستهدف من عصابات إرهابية مزعومة»، محملة اياه مع «أجهزته الأمنية المسؤولية كاملة عن هذه التفجيرات وما نتج عنها». وناشدت «المنظمات العربية والدولية سرعة التحرك الفاعل لوقف جرائم النظام».
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النرويجي روبرت مود قد دعا لدى وصوله يوم الأحد إلى دمشق كل الأطراف في سوريا إلى وقف العنف من اجل إنجاح خطة عنان. وقال إن عملية انتشار المراقبين ستستكمل تباعا بحسب ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الذي اقر بعثة من 300 مراقب غير مسلح مدة مهمتهم تسعون يوما.
وبدأ تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا، بموجب خطة عنان، في الثاني عشر من ابريل، الا انه يسجل خروقات يومية أوقعت مئات القتلى.
من جهة أخرى، أفرج القضاء السوري أمس الاثنين عن الناشطة يارا شماس على ان تتم محاكمتها وهي طليقة بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية بالإضافة إلى ثماني تهم أخرى تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وتعرض متزلجون في منطقة جبل الشيخ في جنوب شرق لبنان لإطلاق نار من رشاشات خفيفة من الجانب السوري أمس الاثنين، ما تسبب في إصابة شخص بجروح، بحسب ما أفاد مصدر أمني.