الجريدة اليومية الأولى في البحرين


سينماتك


من ذاكرة السينما..
(Kingdom of Heaven)
مملكة السماء وملحميةالمعركة ( 1 ـ 2 )

تاريخ النشر : الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢

حسن الحداد



الضجة التي صحبت فيلم (مملكة السماء).. جاءت مختلفة إلى حد كبير بين مؤيد ومعارض، من العرب والمسلمين من جهة والغربيين من جهة أخرى.. فقط لنتخيل بأن هناك معارضين من العرب والمسلمين أيضاً.. بالرغم من الحياد الواضح الذي نطقت به أحداث هذا الفيلم.. ترى ماذا سيكون رد الفعل العربي إذن، لو أن الفيلم جاء على شاكلة أفلام هوليوود السابقة التي تناولت العرب والمسلمين..؟! هل سيكون هناك من يعترض على ذلك..؟! بالطبع سيكون الأمر مختلف.. والغالبية ستعتبر هذا الأمر ليس جديداً على مصانع هوليوود.
حضور فيلم يوسف شاهين (الناصر صلاح الدين) كان طاغياً، أثناء مشاهدة (مملكة السماء).. ففيلم شاهين طبع في الذاكرة صورة البطل صلاح الدين وكأنه أحمد مظهر.. وهذا الاستحضار جاء تلقائياً نتيجة لأن تاريخ السينما العربية لم يجسد صورة هذا البطل المسلم إلا مرة وحيدة.
عموماً.. لابد من الإشادة أولاً إلى ملحمية هذا العمل الكبير، الذي جاء من مخرج عالمي يعد من بين أهم مائة مخرج في تاريخ السينما العالمية، وهو البريطاني ريدلي سكوت.. هذا العاشق المتأمل للسينما الملحمية وأفلام الخيال العلمي ليقدم من خلالها ابتكارات تقنية وتكنولوجية.. أفلامه تؤكد أحقيته في أن يخلف مواطنه العبقري «ديفيد لين» صاحب «لورانس العرب».. شاهدنا من قبل لصاحب (مملكة السماء) أفلاماً مثل (The Duellists - Blade Runner Black Rain - Gladiator -Hannibal).
أحداث فيلمنا هذا تتناول الفترة ما بين الحرب الصليبية الثانية والثالثة (مطلع الألفية الثانية).. والتي انتهت بهزيمة الصليبيين على يد القائد المحنك صلاح الدين الأيوبي (أداه بجدارة السوري غسان مسعود).. والذي يقدمه الفيلم في صورة القائد الشهم المتسامح والنبيل.. في مقابل بطل الفيلم المسيحي باليان (أورلاندو بلوم) الذي جاء إلى القدس ليتطهر من ذنوبه، لكن الظروف تجعله يواجه صلاح الدين في حصاره ومعركته الأخيرة.
يقول الممثل أورلاندو بلوم الذي مثل دور بطولة في فيلم سيد الخواتم والذي يلعب دوراً بطولياً في فيلم مملكة السماء: «إن تجربة العمل في فيلم مملكة السماء غيرت حياتي بالكامل. أظن أنني قد ازددتُ نضجا». وما من شك في أنه أصبح أكبر حجما إذ تعيّن عليه أن يزيد وزنه 10 كيلوغرامات ليقوم بدور باليان الحداد الذي يُرفّع إلى طبقة الفرسان.
أما سكوت، فيقول في هذا الشأن: «لقد استطعنا تصفية الكثير من الشوائب التاريخية وحققنا قدرا عاليا من التوازن. فأي كاتب جيد يعتمد في إبداعه على البحث الجاد في الحقائق التاريخية، ويضفي على بحثه هيكلية ما، ثم يخلق من كل هذا ما يعتقد أنه يمثل الحقيقة. إني أحاول ما بوسعي أن أكون دقيقا من الناحية التاريخية. وإذا ما فاته أمر ما، فعليك أن تتذكر أن هذا مجرد فيلم».