الجريدة اليومية الأولى في البحرين


العلم والصحة


التأكسد قاسم مشترك لكل الأمراض وداء السكري (1)

تاريخ النشر : الثلاثاء ١ مايو ٢٠١٢



يقولون ان داء السكري هو «القاتل الصامت» ولكنني أقول ان التأكسد هو القاتل الصامت لكل الناس من دون تحديد لجنس أو لون أو مكان. وقد أعلنت جمعية أطباء القلب الأمريكية بحثاً ذكرت فيه أن السيدات اللاتي يأكلن غذاء غنيا بكابحات التأكسد، تقل لديهن أمراض القلب بنسبة 33%، ونوبات الدماغ بنسبة 71%. وكشفت الأبحاث العملية الحديثة أن أمراض القلب وتصلب الشرايين تكثر عندما تقل مضادات الأكسدة في الدم، وكلما ارتفعت عوامل الأكسدة في الدم، زادت احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين.
إن عوامل التأكسد في الدم تقلل من قدرة الشرايين على التوسع وخصوصاً عند تعرضها لموسعات الشرايين الجسمية. وكابحات التأكسد تؤدي إلى إعادة قدرة الشرايين على التوسع في حالات ارتفاع نسبة الكوليسترول.
وأثبتت التجارب أن الإجهاد التأكسدي له دور كبير في عملية هبوط أو عجز القلب، وأن كابحات التأكسد تعيد خصوصا إذا بدأت مباشرة بعد حدوث النوبة القلبية. إن مضادات التأكسد لها القدرة على مقاومة عجز القلب وتحمي وظائف الكلى، وعند تعرض القلب للنوبات أو الجلطات الدموية يؤدي ذلك إلى دخول خلاياه برنامج الموت الانتحاري.
وقد تبين حديثاً أن عوامل التأكسد لها الدور الأكبر في بداية هذا البرامج المميت. وحالات التسمم الولادي عند الحوامل التي تمتاز بارتفاع ضغط الدم وظهور الزلال في البول مع تورم الجسم منتشرة وقد ثبت وجود علاقة بين زيادة العوامل المؤكسدة وقلة مزيلات التأكسد لدى هؤلاء السيدات. هذا ما نشرته المجلة المختصة بارتفاع الضغط لدى الحوامل (مجلة هايبرتين بريجنانسي). وأجرت منظمة الغذاء الأمريكية لمكافحة ارتفاع الضغط وبدعم من المعهد القومي الأمريكي للصحة بحثا مهما كشف أن الناس العاديين الذين يتناولون غذاء غنيا بحمض الاسكوربك، يكون ضغط الدم لديهم أقل بكثير مما هو لدى الذين يتناولون غذاء غير غني بحمض الاسكوربك، وكلما زاد تركيز هذه المادة المضادة للأكسدة في الدم هبط ضغط الدم. لذلك فإن ضغط الدم يعتمد على مخزون الجسم من هذه المادة، ومن هنا يأتي دور وأهمية إجراء فحص لمعرفة تراكيز مضادات التأكسد في الدم، لمعرفة هل أنت معرض للإصابة بارتفاع ضغط الدم، واعتقد أن هذا الفحص مهم أيضا للمصابين بارتفاع ضغط الدم ليتسنى لنا معالجتهم بطب الميزان.
وهنالك علاقة مهمة بين مضادات التأكسد وضغط الدم وإفراز هرمون الانسولين. وفي دراسة مهمة نشرت في مجلة (هايبرتنشن ورد) أنه كلما زادت عوامل التأكسد ازداد ضغط الدم وضعف هرمون الانسولين.
وأكدت الدراسة أن إعطاء الجلوكوز يؤدي إلى رفع الضغط وزيادة مقاومة الانسولين مع هبوط في تراكيز مضادات الأكسدة. وعندما يتم استعمال مضادات التأكسد مثل ليبوك أسد فإن هذه التغيرات تتراجع بصورة واضحة.
والتغير في نمط الحياة له الدور الأكبر في الشفاء من ضغط الدم وهذا ما اعتمد عليه كجزء مهم في طب الميزان. لقد أظهرت دراسة مطولة مختصة بضغط الدم، أن الغذاء، مضادات التأكسد، الحركة، التدخين، السمنة، الحالة النفسية عوامل مهمة لرفع ضغط الدم أو خفضه. ومادة الانجيوتنسين هي واحدة من أهم المواد التي تفرز في الجسم وتؤدي إلى رفع الضغط، وقد اكتشف العلماء أن هذه المادة قادرة على رفع عوامل التأكسد في الجسم، وهذه العوامل بدورها ترفع من مستويات مادة الاندوثيلين التي تسبب انقباض وتضييق الشرايين اللذين يؤديان إلى رفع الضغط، وتصلب الشرايين الذي يسبب ارتفاع الضغط والنوبات القلبية والدماغية يحتاج إلى عاملين مهمين لكي يصيب الشرايين: أولهما: وجود التهابات في جدران الأوعية الدموية. أي أن تصلب الشرايين يكون مصاحباً للالتهابات الشريانية. وثانيهما: وجود تراكيز عالية من عوامل الإجهاد التأكسدي في الدم.
نشرت مجلة الدورة الدموية المختصة بحثاً ذكرت فيه أن تراكيز مضادات الأكسدة في دم المرضى المصابين بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم منخفضة كثيراً وخصوصا اسكوربك أسد والألكلين فسفتيس وكذلك وجد لديهم ارتفاع في البروتين الالتهابي ..- C nietorp evitcaer