كشف فريق من العلماء البريطانيين أنه يبدو أن مقولة المؤرخ البريطانى بارون جون أكتون التي أطلقها منذ قرابة المائة عام بأن السلطة إفساد والسلطة المطلقة هي الفساد المطلق لها أسس وجذور بيولوجية. وقد توصل العلماء بجامعة «لندن» البريطانية إلى أن تأثير الإحساس بالسلطة والنفوذ على المخّ يماثل تأثير تعاطي الكوكايين على مخ الإنسان عن طريق مضاعفة معدلات إفراز هرمون «التستيرون» ومادة «الأندروستانيديول» في الجنسين الرجل والمرأة.

وقال الباحثون إن إفراز هذا الهرمون يعمل على مضاعفة مستوى مادة «الدوبامين» في الجسم والذي يتم إفرازه في المخ عند شعور الإنسان بحصوله على مكافأة أو تميز، وهو الشعور الذي يؤدي في حال تكراره بصورة منتظمة إلى إدمانه. وأوضح الباحثون أن الكوكايين يعمل بنفس الآلية التي يعمل بها شعور الإنسان بالسلطة.. حيث يعمل هذا المخدر على رفع درجات الانتباه والثقة بالنفس والشعور بالرضاء عن الذات مصحوبا بخيالات محببة للإنسان، إلا أنه يزيد من نوبات القلق و«البارانويا» وهو ما يعرف «بجنون العظمة» ونزعة الاستسلام.

يأتي ذلك في الوقت الذي شدد فيه العلماء على أن قوة السلطة لها نفس تأثير تعاطي «الكوكايين» على المخ حيث إن الإفراط فيها والاستحواذ على أكبر قدر منها يسهم في زيادة إفراز «مادة» الدوبامين بصورة ملحوظة مما يتسبب في العديد من الآثار السلبية على شخصية الإنسان مثل الاتسام بالعجرفة ونفاذ الصبر. ويرى العلماء أن النتائج التي تم التوصل إليها تفسر التصرفات غير المقبولة في بعض الاحيان من الرؤساء والمسئولين وبعض الشخصيات العامة وكبار رجال الأعمال.