الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

إجراءات عقيمة تحول دون علاجها

مرض نادر ينهش جسد بحرينية منذ 9 سنوات

تاريخ النشر : الأربعاء ٢ مايو ٢٠١٢



تعاني سيدة بحرينية من مرض عضال ونادر منذ أكثر من تسع سنوات ماضية، شخصه الأطباء بـ «داء الفيل» يتمثل في انتفاخ حاد بمنطقة القدمين وأسفل البطن وظهور كتل جلدية خارجية على هيئة بالونات هوائية، علل الأطباء السبب بتجمع سوائل داخلها.
مأساة حقيقية تعيشها المريضة «مريم ـــ أم خليفة» بعد أن وصل بها المرض إلى حد الفتك بحياتها، ضاعفه تهميش وزارة الصحة لقضية ابتعاثها إلى الخارج من أجل العلاج.
ففي الوقت الذي لا يزال المرض ينهش في جسد «أم خليفة» ويعيق حركة سيرها وتنقلها لمسافات قصيرة ويفقدها القدرة على القيام بأبسط مهام حياتها اليومية، ويضطرها إلى ملازمة الفراش طوال اليوم، لا تزال وزارة الصحة تماطل في إنهاء إجراءات سفرها إلى ألمانيا بالرغم من صدور توجيهات من سمو رئيس الوزراء لابتعاثها إلى الخارج قبل ثلاثة شهور على خلفية مناشدة رفعتها عبر إذاعة البحرين وساندتها في ذلك النائب ابتسام هجرس التي تبنت قضيتها من الألف إلى الياء، وذلك وفق ما أفادت به المريضة لـ «أخبار الخليج».
وتقول المريضة «أم خليفة» التي لا تبرح سريرها ولا تستطيع الابتعاد عن أنبوب الأوكسجين، بأنها استبشرت خيرا حين أخطرتها وزارة الصحة بموعد السفر للعلاج إلا أن المفاجأة وقعت عليها كالصاعقة حين حان موعد السفر وفوجئ الممرض المرافق لها بوضعها الصحي واستغرب الاستعدادات المتواضعة التي جهزت لنقلها، موضحة أن الطاقم الطبي والتمريضي المرافق لها اضطروا لاستدعاء سيارة إسعاف مزودة برافعة ليتمكنوا من نقلها إلى المطار، مشيرة إلى أن الطامة الكبرى كانت أشد وقعا عليها حين رفض كابتن الطائرة استقبالها وطلب منها مغادرة الطائرة بحجة أنه لا توجد أية استعدادات طبية كافية تمكنه من السماح لها بالبقاء، وهو ما اضطرها إلى الخضوع والعودة أدراجها لسريرها مجددا بانتظار الفرج.
وقالت إنها تعرضت لموقف لا يمكن نسيانه حين همت بمغادرة الطائرة بعد أن قام كابتن الطائرة باستدعاء قوات الأمن لإجبارها على إخلاء الطائرة، مشيرة إلى أن حالة الاندهاش والشفقة التي ارتسمت على وجوه بعض الركاب لهول ما شاهدوه فقد أصيب البعض منهم بالهلع والخوف، وتعاطف البعض الآخر معها وأجهشوا بالبكاء.
وبينت أن مرضها من النوع الذي يتضاعف بشكل يومي لدرجة أن الجزء الأسفل من جسدها بات أكبر بضعفين من أعلاه وهو ما يعني وصوله إلى مراحل متقدمة قد تفتك بحياتها، ناهيك عن عجزها عن التنفس بشكل طبيعي نظرا لإصابتها بالربو الأمر الذي يستدعي إيصالها بالأوكسجين على مدى 24 ساعة من دون توقف، مشيرة إلى أنه على الرغم من حجم معاناتها وفظاعة وضعها الصحي فإن الأمل لم يبرح خيالها وخاصة أنها حظيت بلفتة من رئيس الوزراء قبل ثلاثة شهور لابتعاثها للعلاج، بيد أن حلم الشفاء بات يتبدد من خيالها نظرا لما تلاقيه قضيتها من مماطلة وزارة الصحة التي تستهين بوضعها الصحي على الرغم من علمها بالموعد المحدد للفحص الطبي والعلاج بإحدى مستشفيات ألمانيا خلال الشهر الجاري، موضحة أنها لا تريد أن تخسر تلك الفرصة وأنها صبرت بما فيه الكفاية.
وأشادت المريضة «أم خليفة» بإنسانية النائب ابتسام هجرس التي قالت عنها إنها دائمة السؤال عنها وتقوم بزيارتها بشكل شبه يومي للاطمئنان على صحتها وتتابع وبشكل شخصي مع وزارة الصحة لحلحلة معضلة علاجها بالخارج.
واختتمت المريضة «أم خليفة» حديثها بمناشدة أصحاب القلوب الرحيمة بسرعة مساعدتها لحل هذه المعضلة التي تقلقها وتحد من حريتها وتزيد من آلامها مع كل خطوة تخطوها نحو المجهول مع هذا المرض النادر.
يذكر أن مرض «داء الفيل» يصيب أكثر من 120مليون شخص في العالم بأكثر من 80 بلداً، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية كثاني مرض مسبب للإعاقة في العالم بعد داء الجذام نظراً إلى ما يسببه من صعوبات شخصية واجتماعية واقتصادية، واعتبرته مشكلة صحية عامة منذ عام 1977.