أخبار البحرين
«أسبوع الأصم العربي» يختتم فعالياته بملتقى حقوقي
تاريخ النشر : الأربعاء ٢ مايو ٢٠١٢
في ختام فعاليات «أسبوع الأصم العربي 37»، التي نظمتها «جمعية الصم البحرينية»، تم تنظيم ملتقى حقوقي تحت عنوان «حقوق الأشخاص الصم في العمل»، صباح يوم السبت، في نادي بابكو بعوالي، وأعقبه حفل الختام بحضور الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي بوزارة التنمية الاجتماعية الاستاذة بدرية الجيب، والرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو) السيد جوردن سميث، وعدد من الضيوف المدعوين.
بدأ الملتقى الذي ترأسه جاسم سيادي، بورقة للباحث سلمان درباس، تطرق فيها إلى واقع الاعاقة في المجتمع البحريني، حيث يعاني المعاقون من التهميش والتمييز ضدهم في العمل على مستوى التوظيف والأجور. وأشار من واقع تجربته في وزارة العمل، لما يتمتع به الصم من قدرات وطاقة إنتاجية مرتفعة، بينما يتحفظ بعض أرباب العمل على توظيفهم لعدم معرفتهم بواقع الحال، إلى جانب ما يلاقيه ذوو الاعاقة من منافسة شرسة من قبل العمالة الأجنبية، وخصوصا في مجالات العمل الفني التي يمكن أن يقوموا بها. وأوضح وجود ما يقل عن مائة عاطل أصم عن العمل، وهو ملف يمكن لوزارة العمل العمل على إنهائه في وقت قريب إذا ما توافرت الجدية في ذلك.
وفي الورقة الأخرى تحدث الباحث علي البحار عن حق العمل وفق الاتفاقية الدولية والقانون البحريني، باعتبار حق العمل من حقوق الإنسان غير القابلة للتجزئة، حيث يوفر للإنسان عملاً مناسباً يلبي حاجاته ويوفّر كرامته. كما ان العمل حق وليس رعاية ولا منة من أحد، كفله الدستور وقانون العمل المحلي والاتفاقيات الدولية.
وأشار البحار إلى أنه لا يجوز التمييز بين ذوي الإعاقة وغيرهم في التوظيف أو الترقية، ومن حق المعاق الحصول على فرصة للتدريب المهني وأجرٍ كافٍ لتلبية احتياجاته الأساسية، وعلى الدولة توفير هذه الفرص. ودعا ذوي الاعاقة، ومن بينهم الصم، للتفكير بالانتقال من دور العامل إلى رب عمل، ليتمكن الفرد من فتح مشروعه التجاري اعتمادا على ما لديهم من قدرات إبداعية كبيرة. وفي الوقت نفسه دعا المعاق للالتزام بأداء العمل والانضباط الوظيفي بحسب اتفاق العمل، والحفاظ على وسائل الإنتاج وأسرار العمل.
من جانبه أكد مدير الجلسة جاسم سيادي أن موضوع الاستغلال ظاهرة عامة يمارسها أرباب العمل مع العمال ولا تقتصر على ذوي الإعاقة، وأن إنهاء مشكلة بطالة المعاقين وغيرهم ترتبط بمشكلة المخرجات التعليمية وتفعيل القانون، ولو تم تطبيق الفقرات القانونية بخصوص توظيف نسبة 2% من المعاقين في الشركات الكبرى، لما بقي صاحب إعاقة من دون وظيفة في البحرين.
وفي ختام الملتقى الحقوقي تم افتتاح معرض فني ضم لوحات زيتية ومصوغات فضية وأعمالا زخرفية وخطوطا على الزجاج مع أعمال كروشيه. وأشرف عليه رئيس اللجنة الفنية بجمعية الصم الفنان محسن التيتون، الذي قال إنه من خلال موقعه كفنان، يؤمن بأن لدى المعاق قدرات كبيرة، وأن أمام الأصم نافذة الفن ليوصل صوته للعالم الخارجي.
وقد أعربت الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية بدرية الجيب عن شكر الوزارة للجمعية وتقديرها لما تقوم به من خدمات وأعمال لتطوير فئة الصم والارتقاء بمستوياتهم، واهتمامها بإحياء أسبوع الأصم العربي سنوياً وإقامتها ورش العمل ومعرض المنتوجات الذي يعبر عن إبداعات الصم.
وألقى نائب رئيس الجمعية راضي العلي كلمة باسم أسرة جمعية الصم بالحضور الذي حرص على مشاركتها الاحتفال بأسبوع الأصم العربي 37، مشيراً للدورات اللغوية والفنية والتقنية وبرامج التدريب المتنوعة التي حققت نجاحاً كبيراً في إدماج الصم في المجتمع خلال السنوات الأخيرة.
وقدم رئيس الجمعية مهدي النعيمي عرضاً عن فكرة مشروع مركز الاتصال المرئي، المخصص لمساعدة الصم في التواصل مع مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية عبر الهاتف المصور، مما يسهل تقديم المساعدات للصم في حالات الطوارئ والمستشفيات والمرور والدفاع المدني والبنوك ومراكز التعليم والجامعات. وهي تجربة تأمل الجمعية نجاحها ليجري تعميمها على بقية دول الخليج.
وقدم مترجمو ومترجمات الجمعية أنشودةً بلغة الاشارة، من كلمات الشاعر نادر التتان، وأداء المنشد محمد الجزيري والمنشدة لطيفة البوعينين.
وفي ختام الحفل تم تكريم الجهات الداعمة لبرامج الجمعية، وتقديم هدايا ومشغولات فنية خاصة من إبداع الفنانين الصم. كما تم إعلان أسماء الفائزين بمسابقة بابكو الفنية الأولى للصم.