راصد
أمواج بلا طوارئ ولا إسعاف..
تاريخ النشر : الخميس ٣ مايو ٢٠١٢
جمال زويد
المرأة الصالحة التي قضت أمس الأول في جزر أمواج في حادث غرق ؛ نسأل المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جنانه وأن ينزلها منزلة الشهداء، مصداقاً لما رواه البخاري ومسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله». ونسأله سبحانه وتعالى أن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
اللهم لا اعتراض على قضائك ولا رادّ لقدرك، فمن جاء أجله رحل، والموت حق على كلّ الأحياء. لكن بشأن هذه الحادثة يتناقل كثيرون أنه كان بالإمكان إنقاذ حياتها عندما غرقت لولا أن الموقع لم يكن ذا تأهيل كاف لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث الأليمة. وهو الأمر الذي يثير الاستغراب وعلامات الاستفهام بخصوص موقع سياحي بهذه الضخامة، وجزر يحيطها البحر من كل صوب وتصميمات رائعة وخلاّبة، ومطاعم وخدمات، وسواحل ومرافئ للقوارب وما شابهها من مرافق تستقطب المواطنين والمقيمين فضلاً عن البنايات والفلل والشقق والشاليهات؛ ثم تنقصها خدمات العلاج والطوارئ!! ويُقال انها تفتقد تماماً لأدنى نوع من خدمات الإسعاف!
حتى رجال الأمن الذين تجمعوا في موقع الحادث أمس الأول غير مدرّبين على إنقاذ وإسعاف الغرقى بحيث أن المتوفاة رحمها الله انتظرت بعد إخراجها من البحر ما يقارب النصف الساعة حتى وصول سيارة الإسعاف! وكلنا يعلم قيمة الدقيقة الواحدة لإنقاذ حياة غريق. بالطبع لا نتكلّم هنا عن بركة سباحة، أو ساحل عادي وإنما جزر أمواج بما تحمله هذه الكلمة من مدلول وأهمية سياحية وترفيهية في وطننا العزيز ليس من المعقول التصديق أن مثل هذه المرافق والخدمات الإسعافية لا تتوافر فيها!! ولا يمكن القبول بأن من خطط لإنشاء هذه الجزر فاته احتمالية تعرّض أحد ساكنيها أو مرتاديها وزوّارها لأي حادث في سواحلها والبحار المحيطة بها، وبالتالي لم يتم الاحتياط لذلك حتى بتوفير سيارة إسعاف على الأقل!! شيء غريب ومحزن، ولا نملك إلا أن نرفع أكفّ الدعاء للمتوفاة (العريقة) بالرحمة ولأهلها وذويها بالصبر والسلوان.