الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٠ - الجمعة ٤ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


المهرجان.. مولّد للإبداع ورابط ثقافي بين الأشقاء





إنه ليسعدني أن أكون بين إخوتي من أبناء مجلس التعاون في حفل افتتاح مهرجان المسرح المدرسي الخليجي الخامس الذي تتشرف مملكة البحرين باحتضانه ضمن ما درجنا عليه من برامج مشتركة تعزز وحدتنا وتجسد تطلعاتنا المشتركة في المجالات كافة، جئتم أهلا وحللتم سهلا في بلدكم وبين أهلكم وإخوانكم، وأتنمى لمهرجانكم هذا كل التوفيق والنجاح، ضمن الشعار الجميل الذي وفقتم في اختياره، وهو «خليج يجمعنا مسرح يوحدنا» حيث يعتبر تجسيدا رائعا لما يعتمل في عقولنا وقلوبنا من مشاعر المحبة والأخوة، والترابط السياسي الذي يجمع بين قيادات أوطاننا - يحفظها الله ويرعاها - والترابط الاجتماعي والديني والقيمي الذي يربط بين مجتمعاتنا الخليجية في أجمل صورة وأعمقها، هذا بالإضافة إلى الترابط الثقافي والتربوي الذي تجسدون اليوم جانبا مهما منه في هذا المهرجان المسرحي.

وضمن هذه الرؤية تتعدد اليوم أبعاد هذه العلاقة الأخوية، كما تتعدد الروابط بين أبناء الأسرة الواحدة، وتتجسد مظاهر التعاون والتكامل بين بلداننا في الجوانب التعليمية والاقتصادية والثقافية وغيرها من خلال المؤسسات الخليجية المشتركة، أو من خلال التعاون الثنائي وبناء الشراكات على المستويين الحكومي والخاص.

لقد ارتبط المسرح المدرسي في بلداننا الخليجية من حيث النشأة والتطور بنشأة وتطور التعليم النظامي والأهلي، حيث كان التعليم مختبرا حقيقيا لمختلف أنواع الأنشطة التربوية والفنية والأدبية والثقافية، ومن بينها المسرح المدرسي الذي كان مولدا للإبداع ومساهما في إعداد العديد من المبدعين في المجال المسرحي ومد الفرق المسرحية الأهلية بالكثير من القامات الفنية المعروفة.

كما أن ما شهده المسرح المدرسي من تطور في مراحل لاحقة كان في الغالب متأثرا بتطور التعليم وتطور مجتمعاتنا، ليتحول بذلك من مجرد نشاط فني يجد فيه الطلبة مجالا للتعبير والترويح عن النفس، إلى أداة من أدوات التربية والتوجيه والتعليم، من خلال مسرحة المناهج الدراسية والاستفادة من الفنون المسرحية لإيصال رسالة المدرسة والتربية إلى الطلبة والمجتمع معا. كما كان للمسرح دور لافت في بناء القدرات الشخصية للطلبة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم في مواجهة المجتمع والتواصل معه، ولذلك كان من الطبيعي أن تهتم وزارات التربية والتعليم في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بهذا الفن من خلال تنظيم مهرجان المسرح المدرسي الذي يضم العروض المسرحية المتميزة في بلداننا، وذلك إدراكا منها بأهمية المسرح ودوره الفني والتربوي والتوعوي، ليس في حياة المدرسة فحسب، بل في حياة المجتمع أيضا.

ومن هذا المنطلق نحرص في مملكة البحرين على تشجيع المدارس لإطلاق المبادرات التي من شأنها تنمية وعي الطلبة وإبداعاتهم في المجالات كافة، ومنها مجال الفنون المسرحية، من خلال تنظيم المهرجان السنوي الذي يحضره جمهور الطلبة والمربين تأكيدا على أهمية هذا الفن في الارتقاء بوعي الطلبة ولغتهم وتنمية شخصياتهم، وتدريبهم على مواجهة الجمهور واكتساب القدرة على التعبير السليم في إطار الرسالة التربوية للمسرح المدرسي.







































.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة